السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخوة الكرام: أنا فتاة ملتزمة والحمد لله، ودائما أسعى للتقرب من الله، ولكن كل ما نويت الالتزام والسعي الجاد لرضى الله تبدأ الوساوس في العقيدة تأتيني، والشكوك في كل شيء، وأخشى والله على نفسي أن أخرج من ملة الإسلام.
أحاول مجاهدتها وطردها بالاستغفار وقراءة القرآن، وأحيانا أنساها بعد يوم أو يومين، وأحيانا تستقر في ذهني حتى أكاد أصاب بالاكتئاب، أبكي بشدة وأصرخ بأصوات عالية، وأترك ما اعتدت عليه من السنن خوفا من تلك الأفكار، أرجوكم ما الحل؟ أريد حلا سريعا يخلصني من هذا الجحيم، ويعيدني قريبة من ربي، ويرزقني اليقين والطمأنينة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك في الشبكة الإسلامية وردا على استشارتك أقول:
فإن أفضل علاج للوساوس هو ما أوصى به نبينا -عليه الصلاة والسلام- وهو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والانتهاء عن محاورته والاسترسال معه، والوساوس من كيد الشيطان، لكن الله جعله ضعيفا، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)، وإن كان يوسوس لك في ذات الله، فقولي كما علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)، فعليك بهذا العلاج النبوي.
ولا شك أن عندك من الصفات ما يؤهلك للخروج من ذلك، فتشجعي ولا تضعفي أمام الشيطان، فإنك إن تشجعت ضعف هو وانخنس، وإن ضعفت وأصغيت لوساوسه تقوى عليك، فإن لم تستجيبي لهذا فلابد حينئذ من العلاج الدوائي، والذي لابد أن يصحبه أيضا العلاج السلوكي، فقومي بزيارة للطبيب الاختصاصي، وهو سيرشدك للعلاجين -بإذن الله تعالى- غير أني أؤكد عليك أن تسلكي العلاج النبوي، فكما أنك تخرجين منها لأيام وتعود مرة أخرى، فهذا يدل على أنك تترددين وتضعفين، فاثبتي وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، واجعلي لنفسك وردا من القرآن، مع الرقية صباحا ومساء، و-بإذن الله- ستنتصرين عليه.
ونسعد كثيرا بتواصلك، ونسال الله لك التوفيق والسداد، والله الموفق.