السؤال
السلام عليكم..
مشكلتي مع ابنتي منذ أن كان عمرها سنتين ونصف، وضعت حناء على شعرها، وبعد أن غسلته ورأت لونه أغمي عليها، من بعدها أصبحت تكره بل تخاف من الحناء أو الدم، وحتى عند عمل تحاليل روتينية لها تدخل في نوبة إغماء وخوف شديد، وقبل أسابيع حدث أمر غريب جدا جدا لم أفهمه، عندما لبست عدسات لاصقة غير طبية للزينة، فجأة قالت: ماما أنا لا أرى جيدا بالعدسة، أخرجيها من عيني، فأخرجتها، فقالت: ماما أشعر أنني أفقد الوعي، وبالفعل دخلت في إغماء لم يتجاوز 10 ثوان أو أكثر قليلا، وعمرها الآن 14عاما.
أرجو توجيهي، وتوضيح كيفية العلاج لابنتي، لأني خائفة عليها، وأمامها مستقبل وحياة، وأريدها قوية تتغلب على مشاكل الحياة بقوتها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورحفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشاكل الخوف الشديد أو ما يسمى بالفوبيا تحتاج إلى علاج متخصصين، وكلما بدأت العلاج مبكرا كان الأثر أكبر.
تحتاجين لرؤية متخصص في مجال تعديل السلوك، وسيقوم بتقييم وضعها بصورة عامة ، ثم يبدأ معها جلسات تعديل السلوك، ولابد من تقييم وضع الأسرة في المنزل، ولابد من إجراء بعض التغيرات في التعامل بالمنزل، وكذلك يمكن للمدرسة أن تساهم في العلاج أيضا بمتابعة تعليمات المعالج السلوكي، وبالتعاون بين الأسرة والمدرسة والمعالج، وحتى أفراد العائلة والأصدقاء، ويمكن التخلص التدريجي من هذه الأعراض بعون الله تعالى.
انتهت إجابة الدكتور : حاتم محمد أحمد، استشاري أطفال، تليها إجابة الدكتور/ مأمون مبيض، أخصائي:
شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع، وحفظ الله طفلتك الشابة، وأقر الله بها عبوتكم.
من الواضح أنه لدى طفلتك حالة الخوف هذه، وهي منتشرة عادة عند الأطفال والمراهقين، سواء لهذا الخوف علاقة مباشرة بحادث الحناء أو لا، فالله أعلم بهذا..
إلا أني أكاد أشعر أن مساعدة هذه الطفلة على التخلص من خوفها يجب أن يبدأ معك بالعمل على تخفيف تخوفك عليها، فخوفك لن يفيدها بشيء، وإنما سيزيد خوفها، وكثيرا ما يأتيني للعيادة أطفال عندهم حالة خوف، فيظهر أن خوف الطفل ما هو إلا انعكاس لخوف أحد الوالدين أو كليهما، وهي الأم غالبا، فأرجو أن تعملي على تخفيف خوفك، متذكرة مرة ثانية أن خوفك لن يفيدها في شيء.
والأمر الآخر هو أن نحاول معاملة الطفلة وكأن شيئا لم يكن، فلا نركز انتباهنا على خوفها هذا أو على قلقها من الأمور الطبية، وطبعا لا نعيرها به؛ فهو ليس تحت إرادتها، فالخوف والقلق من الأمور والإجراءات الطبية كالفحوصات، وأخذ عينة الدم، وطب الأسنان -وغيرها- كلها من الأمور التي يخاف منها الكبار قبل الصغار، وهو لا يخضع للعقل والمنطق، وهو حالة لا إرادية.
تعاملوا معها بشكل طبيعي، فلا تلوموها على هذا القلق أو الخوف فهو ليس بإرادتها، وهي ربما أول إنسان في هذه الدنيا تتمنى لو تتخلص من هذا الارتباك والخوف.
ويمكن للأيام وتجارب الحياة أن تعين على التخلص من هذا الخوف.