السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 25 عاما، أعاني من فوبيا الحقن، ولو رأيت شخصا أمامي يأخذ حقنة أشعر بدوار وإغماء، وتعرق لملابسي وهبوط حاد، وحالة إغماء عامة لمدة تتراوح بين دقيقتين إلى ثلاث، مما يسبب لي الكثير من الحرج، خصوصا عند امتناعي عن زيارة المرضى بالمستشفيات من أقاربي وأصدقائي، أو خوفي من الذهاب لطبيب الأسنان أو اشتراطي على الأطباء عدم وصف الإبر لي عند مرضي، والاكتفاء بالمضادات عن طريق الفم، فضلا عن امتناعي عن التبرع بالدم، فهل من علاج لهذه الحالة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم: أنت تعاني من فوبيا أو رهاب الحقن والإبر، وهذا يسبب لك أعراض قلق عندما تشاهد شخصا ما يعطى حقنة، وطبعا هذه مشكلة في حياتك، لأنك - لا قدر الله - قد تصاب بمرض تحتاج إلى إعطائك الحقن، أو أنك ترغب في التبرع بالدم ولكنك لا تستطيع مع وجود هذا الرهاب.
أخي العزيز: هذا الداء هو الفوبيا في مجمله يمكن علاجه، وعلاجه يتم عادة دون أدوية، بواسطة العلاج السلوكي، وسوف أصف لك بعض الخطوات التي يمكن أن تقوم بها بنفسك، وإذا فشلت فعليك بالتعاون مع معالج نفسي صاحب دراية وخبرة في هذا النوع من العلاج.
عليك فعل الأشياء التالية:
- اكتب كلمة حقنة أو إبرة طبية على ورقة، واقرأها لنصف ساعة يوميا حتى يزول القلق والتوتر من داخلك، ثم بعد هذه المرحلة انظر إلى صور لحقن وإبر طبية، وعليك بالنظر إليها يوميا لمدة نصف ساعة إلى ساعة، حتى يزول التوتر والخوف من داخلك.
-بعد ذلك انتقل إلى مرحلة لمس الحقن بنفسك، أيضا لفترة لا تقل عن نصف ساعة إلى ساعة، حتى يزول الخوف والتوتر من داخلك.
-بعد ذلك عليك بالنظر إلى صور أشخاص يأخذون حقنا وإبرا طبية، أيضا لفترة نصف ساعة إلى ساعة حتى يزول الخوف من داخلك.
بعد ذلك يمكنك أن تحضر حقنا بنفسك وتحاول أن تلامس بها جسمك، أيضا لفترة لا تقل عن نصف ساعة إلى ساعة يوميا حتى يزول الخوف.
إذا تتبعت هذه الطريقة المتدرجة بصورة منظمة -فإن شاء الله- يزول عنك الرهاب والفوبيا، لأنه في النهاية أنت تخاف من خوفك من الحقن، وهذا خوف غير مبرر، لكنه موجود وحقيقي، وإذا وجدت هذه الطريقة فيها صعوبة فعليك بالاستعانة بمعالج نفسي، وقد يضع لك برنامجا مشابها، ولكن بصورة منظمة ومتدرجة ومحكمة حتى يخلصك من هذا الداء.
وفقك الله وسدد خطاك.