السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
أما سؤالي فهو كالتالي:
أنا -ولله الحمد- شاب طموح جدا! أريد أن أنشئ مجلة شهرية تعنى بقضايا المسلمين، وبتثقيف الشباب بدينهم بشكل صحيح على منهج الكتاب والسنة! فأرشدوني ـ جزاكم الله خيرا ـ إلى الإجراءات التي ينبغي أن أتخذها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ نبيل حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يصلح لنا ولك الأعمال والنيات، وأن يرزقك السداد والرشاد، فبارك الله في شبابنا الطامحين، وكثر الله من أمثالك.
لا شك أن الطموح الكبير يحتاج إلى عمل وجهد عظيم، وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام، وأرجو أن تحرص أولا على مواصلة دراساتك، وتؤهل نفسك علميا، وذلك لأن العمل الصحفي أصبح تخصصا منفصلا، ويحتاج إلى كوادر مدربة في مجال الإعلام وعلوم الاتصال، ومتسلحة قبل ذلك بقدر كبير من العلوم الشرعية واللغوية.
يحسن بك أن تختار مجموعة من الأخيار تحمل هذا الهم من أجل أن يعاونوك على تحقيق هذا الطموح، قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) [المائدة:2]، واعلم أن المسلم يسعى لخدمة دينه بكل الوسائل، ومنها ـ بلا شك ـ الصحافة الرشيدة. وفائدة المجلات الهادفة لا تخفى.
لا بد للغيورين من طرق كل الأبواب التي تعين على إبلاغ رسالة الإسلام، ومعالجة قضايا المسلمين المتجددة؛ فإنه كما قال عمر بن عبد العزيز: (يجد للناس من الأقضية والأحكام بقدر ما يجد من القضايا النوازل).
ومع أن الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) انتشرت واشتهرت، إلا أن دور المجلة الهادفة والصحافة الناجحة لا يزال كبيرا، كما أن المجلات والصحف اتخذت لها مواقع في الإنترنت، بالإضافة إلى وجودها على أرفف المتاجر والمكتبات، ويميزها أنها سهلة الحمل، عظيمة النفع، تعيش أزمنة طويلة إذا وجدت من يحافظ عليها، وإليك هذه الوصايا:
1- عليك بتقوى الله والحرص على طاعته، وأخلص في نيتك، وتوجه إلى الله؛ فإنه الموفق وعليه التكلان!
2 - لا داعي للعجلة، فإن مشوار المليون ميل يبدأ بخطوة، ومن سار على الدرب وصل بإذن الله!
3 - حاول الاستفادة من المجلات النافعة، مثل: مجلة البيان، والأسرة، والشقائق والمتميزة، وولدي، ونحن العشرين.
4 - وعليك بالنظر ـ ولكن بحذر ـ في المجلات المشبوهة من باب (وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني) لأنه قد يهدم الإسلام من لم يعرف الجاهلية.
5 - الحرص على تلقى الأخبار من مصادرها الأصلية، وربط الحوادث بأبعادها الشرعية، وترسيخ معاني الإيمان بالقضاء والقدر، وربط المصائب والكوارث بأسبابها، مع عدم التعويل على الأسباب، فالمؤمن يؤمن بمسبب الأسباب التي هي من أقدار الله أيضا.
6 - على كل حال، فإن الإسلام دين جميل، وواضح، ويحتاج إلى من يحسن عرضه، ويحرص على إبلاغه، وهو طوق النجاة لجميع أهل الأرض، وقد تضررنا كثيرا من جراء تأخرنا في ميدان الإعلام، وتولي قيادته أعداء أمتنا، فعظموا كل حقير، وشوهوا صورتنا، وحاربوا ديننا، وصدق الله: (لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا ) [آل عمران:186].
لا شك أن شعار الإعلام العالمي هو الكذب، وقلب الحقائق، والتسوية بين الضحايا والجلادين، وفلسفتهم في ذلك (اكذب حتى يصدقك الناس) ونسأل الله أن يبارك في شبابنا! وأن يصرف كيد عدونا!
والله الموفق.