لدي شرود ذهني دائم وأعيش كالموتى.. ساعدوني

0 254

السؤال

السلام عليكم

أعاني بما يعرف بـ brain fog، وهذا المصطلح ليس دارجا عند العرب، ولكنها حالة من الثقل الذهني الشديد المصاحب لتشتت ذهني، وعدم التوازن، والإحساس بالإجهاد الذهني الدائم الذي يعيق الشخص من إنجاز المهام اليومية، وصعوبة في التفكير والتذكر واسترجاع المعلومات، فدائما أشعر بأنني خارج الحدث، وصعوبة استيعاب الموقف، دائما منهك القوي الذهنية، ولا رغبة لدي لفعل أي شيء، ولا أجد ما يحركني، ومنعدم الطاقة تماما، أشعر دائما أن عقلي لا يعمل إلا بنسبة 20 % من الطبيعي من البشر، ودائما شارد الذهن وكأنني كالموتى في أفلام الـ zombie وضع يصعب معه الحياة.

كل هذا أثر على شخصيتي، وتسبب لي في انعدام الثقة بالنفس؛ لأن هذا بالتأكيد يقلل من اعتمادي على المحيطين بي، فدائما عل سبيل المرح يقال: لي مسطول أو محشش، وآخذ الموضوع بشكل فكاهي، حتى لا أحزن، وعندما أشرح للناس أصعب عليهم.

في العمل لم يتم إسناد أي مهام كبيرة لي لمعرفتهم عدم قدرتي على إنجازها ويظنون أن قدراتي الذهنية محدودة، لذلك لم أستطع ولكن الأمر ليس كذلك، ليست لي قدرات إطلاقا، ولكن عقلي لا يعمل بالشكل الصحيح كأن أحدا يضع يده على رقبتي، فأشعر أن عقلي مخنوق.

لا أعلم سبب هذا! ولكني أجريت تحاليل دم عدة، وكانت النسب مطمئنة بفضل الله، وإجراء رسم قلب، وتبين ارتخاء في الصمام الميترالي، ولكن أخبرني الطبيب أنه لا داعي للقلق، وأنه أمر طبيعي ومنتشر بين الناس، والذي دفعني لإجراء فحص على القلب هو عدم انتظام ضربات القلب، والتنفس والشعور برجفان في الجسم أحيانا، وقصر النفس عند ممارسة الرياضة، لا أعلم هل هذا ممكن أن يسبب الأعراض المذكورة أم لا؟

انتهى بي الأمر أنني توجهت لطبيب نفسي مع عدم اقتناعي بأن هذا الموضوع نفسي، ولكنني شعرت بعدم فهم الطبيب لأعراضي، وتوجيهي التوجيه الصحيح، ولكنه كتب لي على بوسبار ولوسترال، وبعد شهر من تناولهما لم ألاحظ أي فرق.

كنت في الماضي آخذ سيبرلاكس، ولم أشعر بأي تحسن، المشكلة عند العرب عدم اهتمامهم بما يعرف بالـ brain fog أوchronic fatigue syndrome، ودائما عندما أفكر بالغد أتصور أن هذه المشكلة قد انتهت، وسأكون كالبشر الطبيعيين، وفجأة أشعر بالهلع عندها أقول لنفسي: "أفرض أني لم أتحسن وأمضيت العمر هكذا"، لا أتصور أبدا أن أعيش حياتي هكذا.

هذه الأعراض تصاحبني منذ الصغر، ولكن مع تقدم العمر بي أدركت حجم المشكلة، وعمري 24عاما.

استشاراتي السابقة المتعلقة: 2293316,2277594,2261415

أسأل الله أن يجعل الفائدة على أيديكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرسالتك واضحة وطيبة جدا -يا أخي الكريم- أنا أؤكد لك أن ما يعرف بالتكاسل الدماغي، ومرض الإجهاد المزمن معروفة جدا، وأنا شخصيا لدي اهتمامات كبيرة بها، وأنا شخصيا أعتبرها كما اعتبرها من هم قبلي وأفضل مني من العلماء كموازيات أو مكافآت أو مساويات للاكتئاب النفسي، وعلى ضوء هذا يجب أن تعالج معالجة الاكتئاب النفسي، أفضل مضادات الاكتئاب التي تعالج هذه الحالات هي البروزاك (الفلوكستين)، والدواء الجديد الذي يعرف باسم بادوكسان، أي من الدواءين هو الأفضل والأحسن.

ولابد للإنسان أن يستمر على البروزاك لفترة طويلة لا تقل عن سنتين على الأقل، والرياضة تعتبر علاجا رئيسيا لمثل هذه الحالات -أخي الكريم- الرياضة المنتظمة أن تمارسها بمثابرة وبإقدام وبإتقان، والنوم الليلي المبكر، والتغذية المتوازنة، وأن تحسن أيضا من نسيجك الاجتماعي ومن تواصلك، وأن تكون لك أهداف مستقبلية واضحة تسعى لتحقيقها دون أن تلتفت إلى فكرك السلبي أو التكاسلي، لا بد أن يكون هنالك أصرار ودافعية على الإنجاز هذه هي الطريقة التي تعالج بها هذه الحالات، والقراءة أيضا مهمة القراءة مهمة جدا؛ لأنها تنشط الدماغ تخرجه من حالة التكاسل المعرفي، وهي من الأشياء التي ننصح بها وقد جربها من جربها واستفادة منها كثيرا.

فيا أخي الكريم: رسالتك مقدرة مفهومة، وأسأل الله تعالى أن يكون ما ذكرته لك مقنعا وأن تنتفع به.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات