تعرضت لاكتئاب شديد وشعور بفقدان الإحساس بالذات

0 171

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على المجهود الذي تقدمونه في خدمة الناس، ورفع حالتهم المعنوية، وأحيطكم علما أني من بين المستفيدين لجل حلولكم المطروحة، والتي ساهمت في خلق نوع من السكينة والطمأنينة في قلبي.

أتتني حالة من البكاء فيما أنا عليه، لم أعد أذق طعم النوم منذ أكثر من 5 سنوات، ولا أنام إلا بعد الفجر 5 أو 6 وأحيانا 10 صباحا وأحيانا لم أكن أنام لمدة يوم كامل، أبقى مستيقظا أمام الحاسوب خوفا من أن أنام، وأبدأ في التفكير وحتى إذا أخذني النوم لا يكون نومي طبيعيا، أتقلب وأستفيق وقلبي ينبض بقوة!

أنا أعاني من تراكمات قديمة في قلبي، لا أستطيع البوح بها، منها أنني تعرضت لمشاكل لم تحل منذ صغري، وتعرضت لاكتئاب شديد وشعور بفقدان الإحساس بالذات.

لا أستطيع النوم ببساطة، بسبب كثرة التفكير في من تسببوا لي بحزن نفسي وجسدي بدون سبب، دائما أستحضر قبل النوم الأشخاص وأقول دائما لماذا ما فعلت كذا؟ ولماذا حصل لي هذا أنا فقط؟

لم أجد دعما في حياتي، وكنت دائم الوحدة وأميل للانطوائية خوفا من صدمة جديدة، لأن المشكلة التي أواجهها هي عدم تقبلي لأي نوع من الإهانة، رغم أنني لا أنتقم بطبعي وأميل للسماح لمن أساء إلي، لكنني لا أستطيع النوم نهائيا، لدرجة أنه أصبحت لدي آلام في جهة القلب والبطن، وأرى ومضات في العين، وأشياء تتحرك في مجرى العين، وأحيانا أقول: إنها بسبب التعب الذي فيه، وأصبحت كثير التبول، مما أوجد في نفسي خوفا من أن أكون قد أصبت بآلام القلب أو السكري، عياذا بالله.

حاولت استعمال دواء باسم موتيفال واستغربت بعدم تواجده في البلاد، فتراجعت وخفت من أخذ دواء بدون استشارة بسبب الأعراض البعيدة الأمد، التي قد يخلفها دواء بدون طبيب.

حاولت ممارسة الرياضة وتركتها بسبب عدم تفاهمي مع البعض هناك، والتجأت إلى موقعكم لعلي أجد ما يشفي الغليل، وأصبحت دائما كلما أحاول النوم قلبي يخفق، وأستحضر تلك المشاكل كما سبق وذكرت، هذا ما أتعبني بشدة وأخاف أن تكون صحتي قد تدهورت بعد عدة أعراض مرت علي.

جزاكم الله خيرا فيما تقومون من خير بمساعدة الناس في هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل لك في صغرك من تراكمات وآلام سببها لك بعض الأشخاص، وتفكيرك في هذه الأمور جعلك أسيرا للماضي، وسبب لك الأرق وعدم النوم.

لا بد من التخلص من هذه الأشياء، هناك طريقتان للتخلص، إذا كان في الإمكان التواصل مع معالج نفسي فسوف يساعدك في التخلص من هذا الألم النفسي، والشعور القاسي تجاه هؤلاء الأشخاص الذين سببوا لك آلاما لأنه يؤثر على حاضرك ومستقبلك.

إن كان ليس في الإمكان التواصل مع طبيب نفسي فيجب عليك أن تحضر كراسة وتكتب فيها كل ما يعتمل في صدرك، وما ينتابك من مشاعر وأفكار، أفرغها في الكراسة، وعندما تمتلئ الكراسة مزقها، فهذا سيساعدك بإفراغ ما يرتبط في صدرك من ألم.

الشيء الأخير، حاول أن تنام في أوقات محددة، لا تحمل التفكير معك، لا تحمل همومك وقضاياك معك في السرير، حاول أن يكون هناك فاصل في حياتك وفاصل في يومك قبل أن تأوي إلى الفراش، تطفئ النور في ساعة محددة، وتحاول أن تنام في ساعة محددة، وتجنب النوم بالنهار، لأن النوم في النهار يؤثر على النوم بالليل، وتجنب المنشطات ليلا، وأقصد بالمنشطات الشاي والقهوة.

التبول ليلا أيضا من مظاهر القلق والتوتر النفسي، فعليك بتجنب شرب السوائل ليلا لكي لا يزداد عندك التبول، وإذا كان لا بد من أخذ شيء يساعدك على النوم ويساعدك على هذا التوتر فهناك دواء يسمى المرتازبين 15 مليجرام، وهو مضاد للاكتئاب، ومهدئ خفيف يمكنك أن تأخذ حبة ليلا وسيساعدك على النوم، وإزالة التوتر، مع الإتيان بالأشياء التي طلبت منك أن تفعلها بالكتابة في الكراسة، وهذه مجربة.

يمكنك الاستمرار في المرتازبين لفترة عدة أشهر، حتى تحاول أن تنسى هذه الأشياء وتستقر حياتك ليتعدل نومك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات