شعور العيش في الخيال، هل هو اضطراب الأنية؟

0 226

السؤال

السلام عليكم.

قبل 4 أشهر أصابني شعور غريب، حيث بدأ كفكرة ثم تحول إلى شعور، والفكرة أنني أعيش في خيال، وكل ما حولي خيال، عائلتي، دراستي، أصدقائي، الجنة، النار، الموت! أعلم أنها فكرة سخيفة ولكني فجأة أصبحت أفكر فيها، وأخشى أن تكون حقيقة، وأنني فقط أتوهم العيش في الدنيا.

علما أنني قد عانيت مسبقا من القلق النفسي، واضطراب الهلع، ووسواس الموت، والأرق، ولكنني -والحمد لله- استطعت تجاوزها وإكمال حياتي بصورة طبيعية، بدون أدوية أو علاج نفسي، كنت فقط ألجأ إلى ربي بالدعاء وقراءة الأذكار والقرآن والصلاة.

ولكن الآن ومع هذا الشعور، لا أعلم ماذا أفعل، أشعر أنني وحيدة، ولا أستطيع البوح لأحد بما أحس به، لأنني لا أستطيع شرحة بدقة ووضوح.

قرأت العديد من المواضيع المتعلقة بما أشعر به، ووجدت العديد من الأمراض، ولا أعلم أية واحدة هي التي أعاني منها، لا أعلم هل أنا مصابة باضطراب الأنية، أم تبدد الواقع أو الغربة عن الواقع، أم أن هذه حالة ثانوية للقلق والوساوس التي كانت تصيبني سابقا؟

أنا الآن أعيش حياتي بصورة طبيعية، أي أنني أخالط الناس، وأدردش، وكذلك أتناول الطعام، ولكن مشكلتي هي أنني لا أستطيع العيش براحة، مع تسلط هذه الأفكار الغريبة، والتي أخشى أن تظل ملازمة لي مدى حياتي.

أنا فقط أود أن أحصل على تفسير لما أعاني منه، وما هو وما سببه؟ وهل يمكن الشفاء منه؟ أنا حتى وأنا أكتب لكم هذه الرسالة تأتيني أفكار أنني أكتبها لخيالي، وأتحدث وأدردش لخيالي، كيف يمكنني التخلص من هذه الفكرة التي أزعجتني كثيرا وسببت لي الأرق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

إطلاعي على رسالتك هذه ومقارنتها برسائلك السابقة أستطيع أن أقول أن الجانب الوسواسي لديك هو الغالب، والوسواس من أحد مكوناته الرئيسية القلق، والقلق قد يدفع إلى شيء من التغرب عن الذات أو اضطراب الآنية، فالوسواس هو الأساسي في حالتك وعليك أن تقاومي هذه الأفكار الوسواسية أن تحقريها لا تعطيها اعتبارا، أن تمارسي الرياضة وأن تنظمي وقتك، أن تركزي على النوم الليلي هذا يفيدك كثيرا، واجعلي لحياتك هدفا، هذا مهم جدا، من الجميل أنك تكثرين من الدعاء وتلاوة القرآن، وكذلك الحرص على الصلاة هذا أمرا جميل، أسأل الله تعالى أن يزيدك في هذا.

ونحن الآن مقبلون على رمضان على موسم الخيرات، أعتقد أنها فرصة عظيمة أيضا لأن يتزود الإنسان في هذه الأيام بكل ما هو طيب وجميل، أنا أرى أيضا أن مقابلة الطبيب النفسي بالنسبة لك مهمة، لأن الدواء أيضا سوف يساعدك ويفتت هذه الأفكار المتسلطة -إن شاء الله تعالى-، وتزول عنك تماما، وتوجد أدوية سليمة جدا، مضادات للوساوس في جلها طيبة ومفيدة وسليمة، فاذهبي للطبيب وطبقي ما ذكرته من إرشاد.

أسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات