أحببت فتاة وأريد الزواج بها بعد 5 سنوات.. أريد مشورتكم؟

0 238

السؤال

السلام عليكم.

لثقتي بموقعكم وإيمانا مني بأني سأجد ما أريده من نفع وفائدة بإذن الله أكتب هذه الاستشارة:

أنا شاب في الثامنة عشرة من عمري، أدرس في الجامعة بالإضافة لذلك أعمل في محل بعد انتهاء دوامي في الجامعة، ولدي أخوان آخران يعملان أيضا، أحدهما بالجامعة، والآخر تخرج قبل عدة سنوات، ونشترك معا في مصروف البيت نظرا لأني أبي أقعده المرض عن العمل قبل سنتين، ونتيجة لمرضه أصبح عصبيا جدا نوعا ما ويغضب بسرعة وعلى أمور صغيرة، ولا يحب النقاش.

مشكلتي أني أريد أن أقنع أبي بشيء غلب على ظني أنه لن يقتنع به.

أنا أردني أعيش في الكويت، لدي ابن عم يعيش في الأردن، عنده ابنة في عمري، تدرس في آخر مرحلة من الثانوية أحببتها منذ سنوات وازداد حبي لها، وتعلقي بها في الصيف الماضي عندما سافرت مع عائلتي إلى الأردن، وفكرت وأنا هناك أن الفتاة يجب أن تعلم بتعلقي بها، حيث إنها وكما قلت في مثل عمري، وحتى أكون قادرا على الزواج بها بعد خمس أو ست سنوات لربما أتاها غيري فوافقت عليه لعدم علمها بشعوري تجاهها.

قمت بمراسلة عمتي فأخبرتها بالأمر فوافقت على انتظاري حتى أكون مستعدا لخطبتها وبعد مدة أخبرت أمها فوافقت أيضا وفرحت بالأمر وأخبرت أمي، لكنها رفضت إخبار والدي.

وقد تحدثت مع الفتاة ووعدتها أن أخبر أبي ليحدث والدها حين نسافر السنة القادمة، حيث إن أباها سيزوجها لأي رجل يتقدم لخطبتها يراه مناسبا بعد انتهائها من المدرسة.

الآن بقي ثلاثة شهور على سفرنا ولم أجد بعد الطريقة المناسبة لإخبار والدي، علما أن العوائق هي أنني ما زلت صغيرا، ولا أحد يعلم متى يمكن أن أكون قادرا على الزواج، ولربما رفض أبي لخوفه من أن أحجز الفتاة، ثم أغير رأيي فيما بعد مع أني أنفي إمكانية حدوث هذا الشيء على الإطلاق، ولربما رفض أيضا؛ لأن أخي يكبرني بسبعة أعوام وإلى الآن لم يتزوج؛ لأن وضعنا المادي ليس جيدا جدا، ولكنه في تحسن -ولله الحمد- وليس هناك من هو قادر على أن يكلم أبي في هكذا موضوع.

في الختام أعتذر على الإطالة وأحسن الله إليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أيها الولد الكريم في موقع الشبكة الإسلامية، وإنني أكبر فيك هذه الهمة، وتعاونك مع إخوانك في تدبير احتياجات البيت ووقوفكم مع والدكم في هذه المرحلة من عمره.

أنت لا زلت في عمر الزهور وتفكيرك بالزواج في هذه السن سيشغلك عن تحصيلك العلمي، وكم كنت أتمنى أن يكون اتجاهك في هذه المرحلة بالدراسة، ولا تقتنع بالبكالوريوس، بل تنطلق للتخصص فطلب العلم بعد الولوج في معمعة العمل فيه صعوبة، ورحم الله أمير المؤمنين عمر حين قال: (تعلموا العلم قبل أن تسودوا).

الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره، كما تسير كل شؤون الكون قال تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الله لما خلق القلم قال له اكتب، قال وما أكتب؟ قال ما هو كائن إلى يوم القيامة)، وقال: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء).

احرص على توفر الصفات المطلوب توفرها في شريكة حياتك، وأهم ذلك أن تكون صاحبة دين وخلق، كما قال عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع: لدينها، وجمالها، ومالها، وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).

الزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، فمن كانت من نصيبك فسوف تتمكن من الزواج بها، فمهما تقدم لها من أشخاص فلن يوفقوا؛ لأن تقدير الله أنها رزقك، ومن ليست من نصيبك فمهما حرصت على أن تتزوج منها فلن تتمكن من ذلك؛ لكونها ليست من رزقك، حتى لو أنفقت ما في الأرض جميعا.

لا تفكر بالزواج بالعاطفة فقط، بل فكر بعقل مرتبط بالشرع وأنت أمامك بعض العقبات التي ربما تحول دون زواجك من هذه الفتاة أو غيرها مثل أن أخاك يكبرك بسبعة أعوام، ولم يتزوج بعد والعادات والتقاليد تحتم انتظاره أولا، وإن كانت هذه عادات سيئة ففكر بعقل وتروي كي لا تندم على اتخاذ قرار غير مدروس.

بالنسبة للكلام مع والدك؛ يحتاج إلى أن يمهد له ويتحين الوقت المناسب للكلام معه، وأقترح أن يتكلم معه أقرب الناس إلى قلبه، ومن يستمع لكلامهم ويصغي لمشورتهم، فانظر في أفراد عائلتك من هو الشخص المناسب الذي يتكلم معه من إخوانك، أو أخواتك أو أعمامك أو أخوالك، أو حتى من خارج العائلة، ومهما كان عصبيا فإنه يأتي عليه وقت يكون فيه منفتحا ومتفهما.

أنتم كإخوة لابد أن تكونوا متفاهمين فيما بينكم، ويعين بعضكم بعضا، سواء تقدم في الزواج الصغير أم الكبير، وهذا التفاهم سيجعل والدكم يتقبل موضوع الكلام معه، ولن يجعله يتعصب؛ فوالدك من أكثر الناس حرصا على سعادتكم.

عليك بالتضرع بين يدي الله بالدعاء أن يوفقك ويلهمك رشدك، ويلين قلب والدك، ويؤلف بين قلوبكم أجمعين، فالله لما أمرنا بالدعاء وعدنا بالاستجابة فقال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ۚ}، وقال: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ۖ أجيب دعوة الداع إذا دعان ۖ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}، وما على العبد إلا أن يجتهد في أن يتوفر فيه أسباب استجابة الدعاء وتنتفي الموانع.

أسأل الله لك التوفيق والنجاح والسعادة، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات