السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا شاب عاطل عن العمل، أبلغ من العمر 29 سنة، متزوج ولدي من الأبناء اثنين، زوجتي معلمة، وتبلغ من العمر 35 سنة، وفيها عرج، ولكنها متدينة وخلوقة، وأنا أحبها والشيطان يحاول التفريق بيني وبينها بكثرة التفكير في عرجتها، وفارق السن، وكأنني لا أرتاح حتى أتركها وأنا لا أريد ذلك، ولا أستغني عنها ذهبت لطبيب نفسي، وقال: إن لدي وساوس فكرية، وصرف لي دواء، وقمت بحذف الدواء؛ لأنني لم أقتنع أنه مرض نفسي، فما هو الحل؟
أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم على تواصلكم معنا، وما تشكو منه أمره يسير، ومما نشير عليك به:
- هذه الزوجة بما أنها صالحة، وأنت تحبها، فليس هناك مبرر شرعي لتركها، وعليك أن تحافظ على رباط الأسرة، وكونك تزوجتها وفيها هذا العرج وأنت تعلم به فلا ينبغي أن تفكر مجرد تفكير بفراقها، بل لك أجر من الله تعالى على صبرك على ما فيها من العيب وكبر السن.
- اعلم أن من أعظم مداخل الشيطان الرجيم على الإنسان أن يفرق بينه وبين أهله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئا، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت!) رواه مسلم، فاحذر من هذه الوسوسة التي طرأت عليك، وإذا خطرت ببالك فاستعذ بالله منها، ثم اعمل على خلافها وهو أن تزداد حبا لأمراتك، وتهدي لها هدية.
- أكثر من الدعاء أن الله تعالى يحبب أهلك إلى نفسك ويذهب عنك كيد الشيطان.
- لعل الفراغ وعدم توفر عمل لك جعلك تقع في شيء من الوسوسة.
وأما العلاج الشرعي لهذه الوسوسة.
فيكون في الآتي:
* أن يعلم أن الوسوسة من كيد الشيطان، والإنسان المؤمن أقوى منه، وكيد الشيطان ضعيف إذا قوي المؤمن بالذكر وقراءة القرآن.
* قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم عندما تطرأ الوسوسة.
* قل: آمنت بالله ورسوله، أو قل آمنت بالله ورسله.
* اترك الاستطراد في الوسوسة، بل يلزم التوقف عنها وإشغال النفس بأمر آخر نافع ومفيد.
نسأل الله تعالى أن يصلح حالكم، وأن يوفقكم إلى كل خير.