الأرق والاكتئاب كيف أقضي عليهما لأنام؟

0 249

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 17 سنة، أعاني من الاكتئاب والقلق منذ سنة ونصف، وأخذت دواء سيركويل ولم ينفع معي، فبدله الطبيب لي ببروزاك لمدة سنة، وانتهت مدة أخذي له قبل أسبوعين فتركته باستشارة الطبيب، والذي لم يرحني؛ لأن الطبيب نصحني بتركه بلا تدرج، وظننت أنه شيء خاطئ، لكنني اضطررت.

حالتي تحسنت، لكن مشكلتي هي أنني لا زلت أشعر بالحزن الشديد في بعض الأحيان، كرهت كل شيء حولي، علما بأنني أواجه ضغوطا نفسية شديدة مع أهلي، وعلاقاتي، ولدي مشاكل كثيرة في حياتي، لكنني تحسنت عن حالتي قبل سنة -الحمد لله-، والآن أستطيع أن أتغلب عليها.

مشكلتي الرئيسة التي هي غالبا سبب قلقي وحزني كل يوم هي الأرق الذي أعاني منه، عانيت منه منذ طفولتي، لا أستطيع النوم لأيام، وأبكي من شدة التعب، أمي كانت جدا متعجبة، فعندما كنت في الابتدائي لم أنم 3 أيام متواصلة، وفي المرحلة المتوسطة أصبت بالأنيميا بسبب عدم الأكل والذي سببه تعبي الشديد والإجهاد من عدم النوم.

لكنني -الحمد لله- كنت أتحمل هذا الشيء عندما كنت في تلك المرحلة، لكن الآن مع الاكتئاب أصبحت آخذ الحبوب المنومة، وأعطاني الطبيب بندول نايت حبتين مساء فلم ينفع معي، ثم أعطاني دواء روميرون ولم ينفعني أيضا فتركته، فأعطاني دواء زولبيجن لمدة معينة فأخذته، فساعدني جدا في النوم.

بعد فترة حاولت أن أتركه فلم أستطع، فلما انتهت الكمية التي لدي لم أستطع التحمل، ولم أستطع النوم، فأخذت شريطين من دون علم أبي، والآن وأنا في هذه الحالة حاولت أن أتركه وأغير من طريقة حياتي، عن طريق ممارسة الرياضة، وعدم شرب القهوة أو الشاي أبدا، وقراءة الكتب، وترك الأجهزة قبل النوم، فلم ينفع.

أعتقد أنني أصبحت مدمنة عليه، ولا أستطيع أخذه بسبب نفاذ الكمية لدي، أصبحت أبكي كل ليلة بسبب هذا الشيء، بحيث أنني أشعر أن الأرق وعدم القدرة على النوم سيلازمني طول حياتي، وعندما أذهب إلى النوم أفكر بأنني لن أستطيع النوم، وأنني لن أنام كشخص طبيعي أبدا.

أرجوكم ساعدوني كيف أتخلص من هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أيتها الأبنة العزيزة: لا أريدك أن تعتقدي أنك مكتئبة؛ لأن ذلك في حد ذاته مشكلة كبيرة جدا، من هم في عمرك قد تحدث لهم بعض الظروف النفسية التي تؤدي إلى شيء من عسر المزاج هنا وهناك، لكن هذه الحالات ليست مطبقة وليست دائما أبدا، إذا أن تقنعي نفسك بأنك غير مكتئبة هي مفتاح العلاج في حالتك، أنت صغيرة في السن -إن شاء الله تعالى- أمامك مستقبل رائع، لديك طاقات نفسية وجسدية ووجدانية وفكرية لا بد أن تستفيدي منها.

موضوع اضطراب النوم: أعتقد أن الأدوية التي تناولتيها قد ساهمت فيه، البنادول نايت يعتبر دواء خطيرا جدا، وهو إدماني وتعودي، ولسهولة الحصول عليه أصبحت الآن هنالك مشكلة حقيقية، أنا أحذرك تماما من منطق نصح الأب لابنته، لا تستعملي هذه الأدوية، ولا تطلقي على نفسك صفة الاكتئاب، وما انتهجتيه الآن من منهج يتعلق بعدم شرب الشاي والقهوة في فترة المساء، وتنظيم وقتك تنظيم حياتك، هذا سوف يساعدك، كل المطلوب منك هو أن تمارسي الرياضة.

فالرياضة مهمة جدا: فهي تحسن النشاط الجسدي خاصة الكيميائي المتعلق بكمياء الدماغ، وتسهل كثيرا إفراز المواد التي تساعدنا على النوم، ثانيا ثبتي وقت النوم ليلا، هذا التذبذب الذي يلجأ له بعض الناس، يسهرون في بعض الأيام ويحاولون النوم مبكرا في أيام أخرى، هذا خطأ، الساعة البيولوجية لا بد أن تنتظم، وانتظامها يكون من خلال أن نعودها على أن نكون في الفراش في وقت معين من الليل، سيكون من الضروري جدا أن تتجنبي النوم النهاري، ولا بد أن تطبقي التمارين الاسترخائية، وهي تمارين بسيطة جدا.

اجلسي في الغرفة في مكان هادئ، أو يمكنك أن تجلسي مثلا على كرسي مريح، أو حتى على السرير، ثم أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلا وقولي: بسم الله الرحمن الرحيم ثم خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلئ بالهواء، ثم بعد ذلك اقبضي الهواء في صدرك لمدة 4 ثواني، ثم أخرجي الهواء بكل قوة وشدة عن طريق الفم. إدخال الهواء يكون لمدة 8 ثوان، قبض الهواء يكون لمدة 4 ثوان، وإخراج الهواء يكون من خلال وقت في حدود 8 ثوان أيضا، هذا التمرين يكرر 5 مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة قبل النوم.

تمارين أخرى هي تمارين قبض العضلات وبسطها، اقبضي عضلات راحة يدك بشدة وقوة ثم بعد ذلك أطلقيها بكل بطء وتدرج، هذا تمرين أيضا يكرر 5 إلى 6 مرات، أيضا شد عضلات البطن ثم أطلقيها 5 إلى 6 مرات تكرريها هكذا، هذه تمارين جيدة وممتازة جدا، الأمر الآخر وهو مهم جدا هو أن تصرفي انتباهك عن كل الذي تعانين منه مما أسميتيه بالاكتئاب واضطراب النوم، أنت الآن في حاجة ماسة لأن تدرسي، لأن تكوني من المتفوقات، لأن تكوني من المتميزات، اجتهدي في هذا الخصوص، رفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل وحلال، كوني ذات صلة مع الصالحات من البنات، وكوني بارة بوالديك، واجعلي لنفسك مركزا ارتكازيا داخل أسرتك من خلال النشاطات المختلفة التي تساعد على استقرار الأسرة، اذهبي إلى أماكن ومراكز تحفيظ القرآن، أمامك الكثير والكثير الذي سوف يساعدك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات