السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على جهودكم، وأتمنى منكم إفادتي في هذا الأمر: فأنا بعمر 27 سنة، وزوجي 31 سنة، متزوجة منذ 5 سنوات، ولم أحمل إلى الآن.
علما بأن لدي مبيضا واحدا فقط؛ نتيجة لعملية استئصال أجريتها عندما كنت في سن الرابعة عشرة؛ بسبب كيس دهني كان على المبيض الأيمن، وعندما تأخر الحمل توقعت أني أنا السبب، وأجريت التحاليل، وتبين بأن لدي ضعفا في التبويض، واستمررت على العلاج.
علما بأن الدورة منتظمة جدا وطبيعية -ولله الحمد-.
قبل أسبوع أجرى زوجي تحليلا للسائل المنوي كإجراء عادي، علما بأنه لا يشكو من أي أعراض، ولكن الصدمة بأنه يعاني من الأزوسبيرميا، وبعد إعادة التحليل ظهرت النتيجة ذاتها، والآن هو بصدد إجراء فحص الهرمونات، ولكن الطبيب أكد له بأن ظاهر الأمور طبيعية.
أسئلتي هي: هل الأزوسبيرميا قابل للعلاج؟ وهل هناك أمل في الحمل بطريقة طبيعية في المستقبل نظرا لوضعي ووضع زوجي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عندما يتأخر حدوث الحمل لمدة تتجاوز السنة فيجب عمل تقييم كامل لحالة الزوجين معا بشكل متسلسل ومتكامل, حتى لو بدا بأن أحدهما يعاني من مشكلة واضحة, فيجب عدم افتراض بأنها المشكلة الوحيدة التي تؤخر الحمل, ففي كثير من الحالات يكون هنالك أكثر من سبب يؤخر الحمل، وبالتالي فإننا نؤكد دوما على ضرورة الحذر وعدم التسرع في تناول أي أدوية، وخصوصا المنشطات قبل أن يتم عمل تقييم شامل لحالة الزوجين معا, وذلك حفاظا على الجهد والمال, ولتفادي تناول أدوية قد لا تفيد أو قد تكون ضارة -لا قدر الله-، وأيضا من أجل كسب الوقت.
يجب أن تكون الخطوة الأولى في التقييم هي عمل تحليل للسائل المنوي عند الزوج, وهذه قاعدة عامة يجب اتباعها دوما في أي حالة عقم حتى لو كان الزوج طبيعيا, لأن تحليل السائل المنوي هو تحليل بسيط وغير مكلف, ويكشف لنا ما نسبته 40٪ من أسباب تأخر الحمل, ولا يجوز البدء بتناول المنشطات من قبل الزوجة قبل التأكد من سلامة السائل المنوي, وأيضا من أن الأنابيب عندها سالكة, فهذه مبادئ أساسية وهامة جدا يجب اتباعها عند التعامل مع حالات تأخر الحمل.
بالنسبة لسؤالك عن حالة زوجك فأقول لك: إن الحالة عنده تعني أن السائل المنوي لا يحتوي على أي نطاف, وهذا قد يكون ناتجا عن أحد احتمالين:
1- إما بسبب مشكلة في مراحل إنتاج وتطور النطاف في الخصية.
2- أو بسبب وجود انسداد (خلقي, أو مكتسب) في الأقنية الناقلة للنطاف.
الخطوة التالية التي يجب عملها عند زوجك من أجل الوصول إلى التشخيص النهائي, هي فحص شامل ودقيق لكامل الجسم, بالإضافة إلى:
1- تحاليل هرمونية أهمها: FSH-LH-PROLACTIN-TESTOSTERON.
2- تحليل الصبغيات.
وفي بعض حالات انعدام النطاف التي يكون سببها مشكلة في الخصية, قد يمكن للعلاج أن يفيد في حدوث الحمل بطريقة طبيعية -بإذن الله تعالى-, مثل:(حالات دوالي الخصية, ارتفاع هرمون الحليب, متلازمة كألمان).
أما في الحالات التي يكون سببها الانسداد, فإذا كان هذا الانسداد ناتجا عن تشوه خلقي, فهنا وللأسف لا يوجد علاج لمثل هذه الحالات, أما إذا كان الانسداد ناتجا عن مرض مكتسب, فقد يمكن عمل جراحة مجهرية لفتح الأقنية المسدودة, وهذا النوع من الجراحة يتطلب مركزا مختصا, وطبيبا ذا خبرة عالية جدا.
في بقية الحالات, فإن الحمل بطريقة طبيعية غير ممكن, ويجب اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب بعد سحب النطاف من الخصية إن وجدت عن طريق إبرة رفيعة (خزعة).
نسأل الله -عز وجل- أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.