صعوبة النوم وأخذ النَفَسَ أصابني بالاكتئاب والحزن.

0 179

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 17 عاما، أعاني من صعوبة في أخذ نفس عميق، حيث لا أستطيع أخذه إلا بعد عدة محاولات مع وجع قليل في الصدر أحيانا، أجريت فحوصات للرئة وكان كل شيء سليما -بحمد الله-.

وأعاني صعوبة في النوم لدرجة أنني أتقلب كثيرا على السرير لمدة تزيد عن 6 ساعات، أصبحت أخاف من النوم ومن الفراش، أحيانا لا أستطيع النوم لمدة يوم وأكثر، وإن نمت فلمدة ساعتين ولا أستطيع النوم بعدها، نومي متقطع جدا.

أشعر ببعض الحرارة في جسمي عند النوم -ليست حرارة حمى- أصابتني هذه الحالة منذ قبل 3 أشهر، وأشعر بالنعاس والتعب في النهار.

تحطمت وأصبحت لا أبالي بأمور كثيرة، وانخفض مستواي الدراسي، وأصابني الاكتئاب والحزن، فما العلاج لحالتي؟ لأنني أتمنى الموت أحيانا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك مقولة مهمة، يقال: إن المشكلة ليست في أعراض الخوف ولكن المشكلة من الخوف نفسه، أي أن الشخص يصبح يخاف من خوفه، والخوف هو شعور غير مريح يؤدي إلى التضايق.

ضيق النفس ومحاولتك التنفس الاصطناعي؛ هذا دليل على الخوف والقلق والتوتر، فالتنفس وظيفة طبيعية للإنسان تجري بصورة لا إرادية ولا يستطيع التحكم فيها، ولا تتأثر إلا بوجود أمراض عضوية، ولكن القلق والتوتر هو الذي يجعلك تحاول السيطرة على التنفس، من هنا يأتي الإحساس بصعوبة التنفس، وهذا أيضا ينطبق على النوم؛ فالنوم أيضا وظيفة طبيعية تحصل بصورة تلقائية، فالنوم مفيد للصحة النفسية والجسدية، وعندما يتعب الشخص ينام، وهذا النوم يجعل جسمه في اليوم التالي نشطا نفسيا وجسمانيا، ولكن القلق والتوتر يؤدي إلى عدم النوم، ومن ثم تصبح تفكر في النوم وهذا بدوره يجعل النوم صعبا.

وطبعا كل هذه الأشياء أثرت عليك وعلى حياتك، وأثرت على دراستك، وأصابتك بالاكتئاب والتوتر، وكما قلت حتى أصبحت تتمنى الموت.

فهون عليك، أولا: أهم شيء في موضوع النوم: هناك حقائق يجب أن تعلمها؛ يجب أن تحدد ساعة معينة للنوم، أطفئ الأنوار، وحاول أن لا تحضر مشاكل اليوم معك إلى السرير، إذا لم تستطع أن تنام في فترة وجيزة فانهض من السرير ولا تتقلب، وقم بمشاهدة برنامج محبب إلى النفس أو الاستماع لشيء محبب إلى النفس، ولا ترجع إلى السرير إلا عندما تنعس.

تجنب تناول المشروبات المنشطة وبالذات الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءا، تجنب الرياضات العنيفة، وحاول أن تجعل لك تدريبا رياضيا خفيفا، تجنب الوجبات الدسمة ليلا وتناول كوبا من الحليب، تعلم الاسترخاء الجسدي، ويمكن أن يكون الاسترخاء عن طريق الاسترخاء العضلي، حاول شد مجموعة من عضلات الجسم ثم أرخها، هكذا تتعلم الاسترخاء العضلي، والاسترخاء العضلي يؤدي إلى الاسترخاء النفسي، حاول أن تكتب عن مشاكلك في ورقة أو كراسة فهذا يؤدي إلى إفراغها من داخلك ومن ثم بعد ذلك يمكن تمزيقها وإلقائها في سلة المهملات.

وإذا فشلت كل هذه الأعمال؛ فيمكن أن تتناول حبة مثلا من التربتزوال، وهو مضاد للاكتئاب ومهدئ، 10 مليجراما ليلا لفترة وجيزة حتى تستطيع أن تنام باستمرار وتكسر حاجز التوتر، ومن بعدها تتوقف عنه وتعيش حياة طبيعية بإذن الله.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات