هل هذه الأدوية خطيرة على الحمل؟

0 320

السؤال

السلام عليكم.

زوجتي حامل في الشهر الأول، ولدي بعض الاستفسارات المتعلقة بجانب الحمل، وأخرى متعلقة بجانب الطب النفسي المرتبطة بالحمل.

التاريخ المرضي النفسي للزوجة أثبت أنها تعاني من (الاضطراب الوجداني ثنائي القطب Bipolar من النوع المختلط) لمدة أكثر من 8 أعوام، ولكن التشخيص الصحيح عرفناه مؤخرا، وبعد تجربة أنواع عدة من الأدوية استقرت في النهاية على الأدوية الآتية: (Clozapine 25 – Quetiapine 25 - Prianil C.R. Lithium carbonate 400) حبة يوميا من كل نوع، واستقرت نسبيا على هذا الدواء لمدة شهر، وبعدها حدث حمل واكتشفناه في الأسبوع الرابع، وبسبب عدم أمان هذه الأدوية أثناء الحمل تم استبدال هذه الأدوية بدواء (olanzapine 10 mg) حبة مساء يوميا لأنه حسب وصف الدكتور آمن أثناء فترة الــ 3 أشهر الأولى من الحمل. علما بأن هذا أول حمل يحدث لزوجتي البالغة من العمر 21 عاما.

السؤال هو: هل يمكن أن تكون قد سببت مجموعة الأدوية المضادة للذهان والليثوم المذكورة أعلاه أي ضرر في تكوين الجنين أثناء مرحلة أول ثلاثة أسابيع لحين اكتشافنا للحمل وإيقافنا لها؟ وكيف نتأكد من ذلك؟ ومتى الفترة اللازمة لكي يتخلص الجسم من تلك الأدوية؟ وما مدى أمان الدواء الموصوف الأخير في فترة الحمل؟ وماذا نفعل إذا تكررت عليها نوبة الهوس أثناء فترة الحمل مع أخذ هذا الدواء؟ وما هي نسبة وراثة مرض الاضطراب الوجداني لدى الطفل إذا كان من طرف الأم فقط؟ علما بأننا أقارب.

ومتى نعرف نوع الجنين وسلامته؟ وهل هناك أدوية معينة تأخذها خلال هذه الفترة؟ علما بأنها طالبة وتسافر لأداء الامتحانات، وما هي الأدوية الآمنة التي يمكن أن تأخذها إذا تعرضت لعوارض الحمل، مثل القيء والصداع وغيرها، علما بأنها تأخذ فيرترون على شكل متقطع؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك لك -أخي الكريم- تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لزوجتك الكريمة العافية، ونسأل الله تعالى أن يرزقكم الذرية الصالحة.

أيها الفاضل الكريم: قطعا ليس من المفترض أن تتناول الحامل أي نوعا من الدواء خلال مرحلة تكوين الأجنة، إلا إذا كان في هذا الدواء ضرورة ملحة، ويكون استعماله تحت الإشراف الطبي، لكن كثير من الحوامل قد يحدث لهن الحمل ويكون ذلك في فترة هن أصلا يتناولن فيها دواء ما.

فالذي حدث لزوجتك أمر شائع، وإن كان الليسيام له آثار سلبية في فترة الحمل؛ هذا الأمر يجب أن لا يكون مزعجا بالنسبة لكما أيها الفاضل الكريم، لأن فترة استعماله كانت قصيرة بعد الحمل، والأمر الآخر الأبحاث الحديثة تدل أن هنالك مبالغة في التخوف من الليسيام، كان يعتقد أن 10% من الأجنة ربما يحدث لها بعض الاختلافات الخلقية، لكن اتضح أن النسبة أقل من ذلك بكثير، فلا تنزعج أيها الفاضل الكريم، وما دام هذه الأدوية قد سحبت -إن شاء الله تعالى- لن يحدث أي ضرر للجنين.

وقطعا المتابعة مع طبيبة النساء والتوليد هو الأمر المطلوب، وأن تذكروا لها هذه الأدوية التي كانت تستعملها زوجتك، ومن خلال المتابعة الطبية وعمل فحص الموجات الصوتية المتكرر يستطيع الطبيب أن يحدد لكما ما هو مطلوب من خلال المتابعة.

بالنسبة لاستعمال الكلوزابين على الوجه المخصوص؛ كانت الفترة قصيرة ولا أعتقد أن هنالك ضررا، وكذلك الكواتبين، وكانت الجرعة صغيرة، الآن استعمال زوجتك للأولنزبين -مع احترامي الشديد لرأي الطبيب- أنا لا أعطيها هذا الدواء في أثناء فترة الحمل، لا أقول أنه دواء خطير، لكنه أيضا لم يعط براءة السلامة التامة، كل ما أقوم به هو أنني أترك المريض حتى وإن كان يعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية أو حتى من مرض الفصام، أتركه دون علاج، لكني أتابعه أسبوعيا، وأتدخل إذا ظهرت هنالك أي عوارض للمرض، مثلا الهوس يمكن التحكم فيه وبسرعة شديدة من خلال دواء قديم يعرف باسم كلورابرومازين واسمه التجاري لارجاكتين، الدواء جيد، ويستعمل الآن تقريبا لفترة لا تقل عن 40 عاما ويعرف بالسلامة وهكذا.

المهم -أخي- أن يكون هنالك متابعة، وأن يكون هنالك تواصل بين طبيب النساء والتوليد والطبيب النفسي هذا أيضا مهم جدا.

بالنسبة للتأثير الوراثي لا ننكر الأثر الوراثي فيما يتعلق بكثير من الأمراض النفسية، ومنها اضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لكن –الحمد لله تعالى- النسبة ليست مزعجة تقريبا هي 10 إلى 12%، بمعنى أن التأثير على الأجنة يكون حول هذه النسبة، وهي نسبة لا نعتبرها قوية، وتعتبر العوامل البيئية مهمة جدا أيضا، أي أن الطفل الذي عانت أمه أو أبوه من أمراض نفسية معينة إذا وفرنا له الظروف التربوية والبيئية الجيدة غالبا سوف يسلم من المرض إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

بقية الأسئلة سوف تجيبك عليها الأخت الفاضلة الدكتور: رغدة عكاشة.
============================================
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم استشاري
وتليها إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة استشارية
============================================
نعم -أيها الابن الفاضل- فبعض الأدوية التي تناولتها زوجتك في الشهر الأول من الحمل مصنف على أنه من الدرجة -D-، أي لا يسمح بتناوله خلال الحمل، لأن له تأثيرا مشوه على الجنين، لكن أحب أن أطمئنك وأقول لك: بأن هذه الأدوية لن تكون أثرت على الحمل عند زوجتك -بإذن الله تعالى- والسبب هو أن زوجتك قد تتناولها في الشهر الأول فقط، ولم تستمر بتناولها بعد ذلك.

وبالنسبة لتأثير الأدوية على الحمل في مثل هذه الفترة المبكرة جدا؛ فإنه يكون بطريقة نسميها (إما كل شيء أو لا شيء) بمعنى إما أن تسبب هذه الأدوية موت كل خلايا المضغة فيجهض الحمل، أو أنها لا تؤثر فيها مطلقا فيستمر الحمل وكأن السيدة لم تتناول فيه هذه الأدوية، والسبب في هذا التأثير هو أن الحمل في مراحله المبكرة جدا يكون عبارة عن بضع خلايا قليلة العدد لم تصل بعد إلى مرحلة تشكيل الأعضاء، فإذا تعرضت هذه الخلايا إلى أدوية ضارة فإنها لا تتشوه، بل تموت، فيجهض الحمل مبكرا، أما ما يمكن أن يتشوه فهو الأعضاء، وبما أن الأعضاء لا تكون قد بدأت بالتشكل بعد؛ فإن التأثير المشوه لا يحدث للحمل في هذه المراحل المبكرة جدا منه.

وبالتالي أقول لك بكل وضوح: إذا تبين بالتصوير التلفزيوني بأن الحمل يتطور بشكل طبيعي؛ فهنا لا تكون الأدوية التي تناولتها زوجتك قد أثرت على الحمل، أي أن تأثيرها كان على شكل (لا شيء) بإذن الله تعالى، لكن! ولأن هنالك دوما نسبة تقارب الـ 4٪ لحدوث تشوه ما عند الجنين حتى لو لم تتناول الحامل أية أدوية؛ فإنه يجب دوما عمل تصوير تلفزيوني مفصل عند بلوغ الحمل 18-20 أسبوعا، ففي هذه الفترة تكون كل أعضاء الجنين واضحة ومكتملة، ويمكن التأكد حينها من سلامتها -بإذن الله تعالى-.

إن مفعول هذه الأدوية لا يستمر لفترة طويلة، وهي لا تتراكم في الجسم، وبمجرد التوقف عن تناولها؛ فإن آثارها تزول من الجسم بنفس اليوم.

أما بالنسبة للدواء الذي تتناوله زوجتك الآن وهو olanzapine؛ فإنه مصنف من الدرجة -C-، وهذا يعني بأنه لا يسمح باستخدامه خلال الحمل إلا في حالات الضرورة القصوى، وذلك عندما تكون الفائدة التي سيقدمها للسيدة وللحمل تفوق الضرر المحتمل، ولا بد من أن الطبيب المتابع لزوجتك قد وجد بأن حالتها تعتبر ضرورة وتستدعي ذلك، وأن الفائدة التي ستجنيها هي والجنين من تناول هذا الدواء ستفوق احتمالات الضرر، لذلك توكل على الله عز وجل، واستمر في المتابعة مع الطبيب، وبما أن الحالة عند زوجتك قد استجابت على هذا الدواء وهي مستقرة الآن؛ فمن المستبعد أن تحدث نوبة جديدة للمرض خلال الحمل، لكن إذا حدثت –لا قدر الله- فيمكن إضافة أدوية أخرى آمنة.

وبما أن أكثر استخدام لهذا لدواء هو في حالات (الفصام)؛ فسأفترض بأن زوجتك مصابة بهذا المرض لأنك لم توضح تماما اسم الحالة؛ فأقول لك: إن احتمال إصابة الجنين بنفس الحالة أي بالفصام في حال كانت الأم فقط هي المصابة؛ ستكون في حدود 10٪، هذا والعلم عند الله عز وجل.

ويمكن لزوجتك تناول الفوليك آسيد من الآن، مع الاستمرار بتناول فيتامينات الحمل، وإذا شعرت بالصداع يمكن لها تناول حبوب (البنادول) فهي آمنة في الحمل، أما التقيؤ البسيط فيمكنها تناول حبوب تسمى (برمبيران) عند الحاجة فقط.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك وعلى زوجتك بثوب الصحة والعافية دائما.
============================================
انتهت إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة استشارية
وتليها إجابة الدكتور/ حمدي الكاتب استشاري
============================================
الأم لم تتعرض للأدوية الممنوع استخدامها مع الحمل سوى لفترة قصيرة، وهذا يقلل كثيرا من احتمالات حدوث تشوه للجنين -لا قدر الله-.

وما نستطيع عمله لاستبعاد وجود التشوه الجنيني هو: الفحص والمتابعة الدورية للجنين بالموجات فوق الصوتية، مع عمل فحص تفصيلي بعد انتهاء الــ 3 أشهر الأولى من الحمل، وخلال الشهر الأخير للحمل (ويكون ذلك للاستعداد للولادة بمكان مهيأ لاستقبال الطفل في حال -لا قدر الله- تم اكتشاف أي تشوه خلقي).

عامة التشوهات والعيوب الخلقية تحدث سواء كان هناك استخدام أدوية أو لأسباب أخرى، لذا فلا داعي للقلق، ولنستبشر خيرا ونترك الأمور على الله العلي القدير، وما علينا سوى أن نتابع جيدا مع طبيب/طبيبة النساء والتوليد.

العامل الوراثي موجود في الأمراض النفسية، لكن هناك عوامل أخرى بيئية تحدد تطور الأمر عند الشخص لدرجة المرض النفسي، لذا فاترك الأمور للرحمن، وقم بتربية طفلك أو طفلتك بشكل جيد، ويرزقه أو يرزقها الله الصحة والخير والسعادة -إن شاء الله-.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات