ينتابني ألم في جسدي وأحزان ومخاوف لم أكن أشكو منها في السابق.. فما علتي؟

0 196

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، أمر بحالة لا أعرف ما تفسيرها؟

في السابق مررت بمشاكل كثيرة، وخبر وفاة شخص غال علي كان بالنسبة لي صدمة كبيرة، فكرهت الحياة، ودائما ما أشعر بآلام وأوجاع في القلب، وضيق في التنفس، وأحس بأشياء كثيرة، ولا أجد طعما للحياة، دائما ما أبكي، وحزينة معظم الوقت، وأشعر بالخوف الشديد من كل شيء، ومن الأمراض والعمليات الجراحة والموت.

أشعر بأن الكل سعيد ما عداي، وعندما أخرج من البيت أتضايق، وأشعر بدوار وألم، مع التوضيح أني لم أكن في هكذا في السابق، لم أعد أصدق أن هذه أنا، أشعر بانعدام التركيز، ونسيان، وخوف، وقلق، وعصبية، ومزاجية، وظهرت لي أعراض وآلام لم أكن أشعر بها سابقا، فصدري يؤلمني، وقلبي ورأسي أيضا، وضيق بالتنفس، وثقل بالصدر، وأوهام كثيرة، وزكام قوي.

علاقتي بالله جيدة جدا، ولا أعرف ما الذي يحدث لي؟ وعندما أستمع إلى القرآن وأقرأه وأستمع للرقى الشرعية أشعر بأن الألم يزداد أكثر من السابق.

أرجو إفادتي.

وشكرا لكم كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rahma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة للشخص المتوفى ولجميع موتى المسلمين.

أيتها الفاضلة الكريمة: خبر الوفاة هذا كان هو العامل المرسب؛ لأن يحدث لك الأعراض التي تشكين منها، وهي أعراض نفسية قلقية أدت إلى انقباضات عضلية، مع وجود المخاوف، ومن ثم ظهرت هذه الحالة التي نعتبرها حالة نفسوجسدية، وقلق المخاوف الوسواسي منتشر، وهذه الحالة التي تعانين منها، وكان خبر الوفاة هو الشرارة التي انطلقت منها هذه الأعراض.

بمعنى آخر أنني أرى أنه في الأصل لديك استعداد وقابلية لمثل هذا النوع من الأعراض، وهذا لا يعتبر مرضا في حد ذاته، وموضوع القابلية واستعداد بعض الناس من خلال البناء النفسي لشخصياتهم لأعراض معينة هذا ليس دليل على وجود مرض، وإنما هي ظواهر تختفي -إن شاء الله تعالى- بالتدريج، وبتصحيح المفاهيم، أي أن يرفض الإنسان هذه الأعراض، وأن يكون قويا، وأن يكون مثابرا، وأن يكون جريئا، يجب أن لا نقبل القلق السلبي، ولا الخوف السلبي، فالحياة فيها أشياء طيبة، فيها أشياء جميلة، يجب أن يشغل الإنسان نفسه بها، ومن خلال ذلك أريدك أن تضيفي لحياتك إضافات إيجابية، إضافات أفضل، ونحن الآن مقبلون على شهر رمضان الكريم، اجعلي صيامك هذا أفضل من صيامك للعام الماضي، هذا مشروع، ومشروع جميل، ابدئي في ممارسة أي تمارين رياضية، ابدئي في حفظ شيء من القرآن الكريم إن كنت لا زلت في المراحل الدراسية، ويجب أن يكون شعارك البحث نحو التفوق والتميز، ولا ترضين بأقل من ذلك أبدا.

اجعلي لنفسك وجودا حقيقيا داخل أسرتك، الشخص الذي يساهم في تطوير أسرته، ويكون صاحب مبادرات وفاعليات يكافئ نفسه نفسيا بصورة إيجابية جدا، مما يعود على الإنسان بخير كثير فيما يتعلق بصحته النفسية، فاحرصي على هذا، واجعلي هذا هو منهجك.

أيتها الفاضلة الكريمة: ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة سوف يساعدك كثيرا، الضيقة التي تحسين بها في الصدر وما وصفته بألم في الصدر أو في منطقة القلب هذا كله انقباض عضلي ناتج من التوتر النفسي، أي أن التوتر النفسي ينتقل ويتحول إلى توتر عضلي؛ مما يجعلك تحسين بهذه الأعراض.

إذا التمارين الرياضية ستؤدي إلى استرخاء هذا الانقباض، كما أن التمارين الاسترخائية التي نتحدث عنها كثيرا مفيدة جدا لمن يطبقها، وإسلام ويب أعدت استشارة تحت الرقم 2136015 أرجو أن تطلعي عليها، وتطبقي ما ورد فيها.

بالنسبة لازدياد الألم عند الرقية الشرعية وقراءة القرآن:
هذا معتقد خاطئ وشائع بين الناس، فالقرآن لا يزيد آلام الناس، إنما القرآن يؤدي إلى تفريج كرب الناس، فأرجو أن لا تعتمدي على هذا الرفض، وقلصيه جدا، ولا تهتمي به، ويمكنك أن تذهبي أيضا إلى طبيبة المركز الصحي لتصف لك أحد مضادات القلق والتوتر مثل عقار: توفرانيل، والذي يعرف باسم إيمبرامين، والجرعة في حالتك بسيطة جدا، وهي 25 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء، وهو سليم وغير إدماني.

بارك الله فيك، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات