كنت متديناً ثم نقص إيماني.. فكيف أعود كما كنت؟

0 217

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 37 سنة، قبل عشر سنوات كنت إنسانا متدينا، وبعدها إيماني قل، حتى أصبحت أضيع بعض الصلوات، ولا أستمتع بالقرآن كما كنت، وصرت أشاهد الأفلام الإباحية، وأندم كثيرا على ذلك، وأحن إلى الفترة السابقة، وإحساسي أني قبل كنت بنعمة الإيمان، وأتساءل هل ستعود تلك النعمة أم لا؟!

هل من علاج لذلك؟ مع أني بذلت محاولات للعودة لكنها باءت بالفشل؟ ما هي أسباب ذهاب الإيمان من الإنسان؟ وهل تعرفون أناسا بمثل حالتي، ورجعت لهم النعمة العظيمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نشكركم على تواصلكم معنا.

فاستشعارك خطر ما أنت فيه جزء من الحل؛ وحرصك على العودة إلى الله تعالى؛ وأن تحب أن تعود إلى ما كنت عليه هذا خير؛ وأبشر، فإن الله عند ظن عبده به؛ فإذا ظننت بالله خيرا وأنه سيهديك ويقبلك إذا جئت إليه؛ أعطاك كل خير تتمناه بإذنه تعالى.

الذي ننصح به هو: سرعة التوبة إلى الله تعالى؛ قبل دنو الأجل؛ وحتى لا يصاب القلب بالران فيحجب عن التوبة والعمل الصالح، قال تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) المطففين( الآية 14) والران عبارة عن حجاب يجعله الله في قلب العبد إذا أكثر من الذنوب ولم يتب إلى الله تعالى.

اعلم أن عفو الله أعظم من كل الذنوب، قال تعالى: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر : 53].

مهما كانت تلك الذنوب فإن من تاب الله تاب الله عليه؛ فلا تقنط من رحمة الله، فإن الله يقبل من جاء إليه تائبا؛ مصلحا من حاله؛ قال تعالى:{والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [الأعراف : 153].

أما أسباب ذهاب الإيمان: لا تقل ذهاب الإيمان، ولكن قل ضعف الإيمان ونقصانه؛ لأن ذهابه معناه الوقوع في الكفر؛ وأنت لست كذلك، بل أنت على خير إن شاء الله.

أما أسباب ضعف الإيمان فنجملها فيما يلي؛ الإكثار من الذنوب والخطايا مع ترك التوبة بعد الذنب؛ ومن الأسباب الابتعاد عن الرفقة الصالحة ومجالس أهل العلم؛ والخلطة لأصحاب المعاصي؛ فإن مخالطتهم تورث الإنسان حبا للمعصية وإلفا لها؛ ومن الأسباب حب الدنيا والاشتغال بها عن العمل الصالح، وترك العمل للحياة الآخرة، وما عند الله تعالى.

من الأسباب الأمن من مكر الله، والاغترار بنعم الله على العبد، وإمهاله له، فيظل متماديا في المعصية؛ ولا يعرف أن الله يعلم بحاله ويحصي له عمله؛ وأن الله يمهله ولا يهمله؛ وأنه عائد إلى الله تعالى.

قال الله تعالى: { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون } الحجر اية 3؛ ومن الأسباب الإفراط في فضول المباحات من الأكل والنوم والسهر والكلام.

ما حدث لك حدث لأناس آخرين كثر، وهناك من تدارك نفسه وأصلح من حاله؛ وهناك من استمر في عصيانه فخسر الدنيا والآخرة.

علاج ضعف الإيمان، والتي سميتها "عودةالنعمة"، فعليك إجمالا أن تعالج جميع الأسباب التي ذكرناها، والتي كانت سببا في ضعف الإيمان؛ ومما نحب أن نؤكد عليه أن تحرص على قراءة القرآن بتدبر القرآن وتفهم لمعانيه مع العمل به، وتعظيم الله عز وجل، ومعرفة أسمائه وصفاته والتدبر فيها والعمل بها، وحضور حلق الذكر ومجالس المواعظ والمحاضرات العامة.

المداومة والمسارعة في الأعمال الصالحة مع تنويعها؛ تذكر الموت وترك طول الأمل، وتذكر ما بعد الموت مما يكون في القيامة من أهوال من حساب وصراط وتطاير الصحف ونحوها؛ التضرع إلى الله بتجديد الإيمان والثبات عليه؛ محاسبة النفس وسرعة التوبة بعد ارتكاب الذنب والمعصية.

نسأل الله أن يجدد الإيمان في قلبك وأن يرزقك الثبات على الحق حتى تلقاه.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات