السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 24 سنة، عانيت من منذ سنوات من حالة غريبة، وهي ضيق شديد في التنفس، مصاحب بما يشبه التشنج في أسفل أعصاب العنق الأمامية فوق الصدر مباشرة، مكان الشرايين السباتي، مع بذل مجهود كبير لاستنشاق نفس واحد.
عانيت من هذه الحالة 4 مرات، المرة الأولى ذهبت بسرعة باستعمال دواء (نوديب أو زولفت)، المرة الثانية استمرت سنة وبعد ذلك استعملت (نوديب) مجددا لأني كنت نسيت اسمه لكن ظللت أنفعل كثيرا.
أعصاب وشرايين العنق المتشنجة سابقا أصبحت تؤلمني بشدة، بعد ذهاب ضيق التنفس، ورأسي غير طبيعي، كأنه مخدر ودايخ، ظلت هذه الأعراض سنة دون استعمال الدواء، فقط ممارسة الرياضة إلى أن شفيت، وعادت الحالة فاستعملت anafranil et xnax et sulrid لكن سببوا لي صداعا قويا فاستبدلهم الطبيب بderoxat et urbanyl et sulrid فزادت الآلام حدة فأوقفت الدواء فجأة، فجاءني تشنج بالعنق وصداع لا يحتمل بالرأس فأبدلت الطبيب بطبيبة أعصاب فوصفت لي دواء no dep 50 mg et kalmaner et lexomil ولا زال الصداع مستمرا، فأزلت kalmaner ووصفت لي دواء tanakon للصداع لكن لم ينفع أيضا، ولا زال الألم أو نبض الألم في رأسي، وأحس أن نفسي ضافت بي ولم أعد أحتمل شيئا أو أستطيع القيام بشيء، وأشعر أني منفعل، ولا أستطيع التعبير عن هذا الانفعال حتى بالصراخ أو ما شابه!
هل هناك سبب عضوي يستجيب للصدمات العاطفية والخوف أثناء الشجار في الشارع؟ وهل هذه كلها أسباب لظهور الحالة أم أن المرض نفسي بحت؟ وهل أتوقف عن العقاقير بالتدريج وأكتفي بممارسة الرياضة، بما أن ضيق التنفس قد خف قليلا؟ أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ adil حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عام وأنتم بخير.
أخي: من السرد الواضح في رسالتك، أقول: إن حالتك هي حالة نفسية، القلق النفسي يؤدي إلى توترات عضلية في أجزاء مختلفة من الجسم، خاصة منطقة الرقبة والصدر، وهذا قد يؤدي إلى الآلام التي تحدثت عنها والتي تشعر بها، كما أن ضيق التنفس ناتج من الكتمة التي تأتي نتيجة التوتر العضلي الذي يصيب القفص الصدري.
أيها الفاضل الكريم: هذه الحالة تتطلب منك بالفعل أن تغير نمط حياتك، وذلك من خلال: أن تكثر من ممارسة الرياضة، أن تحرص على النوم الليلي المبكر، أن تكون شخصا مجتهدا ومجاهدا لتكون أكثر إنتاجية وفعالية في مجال عملك، في مجال تواصلك الاجتماعي، خططك المستقبلية، مشاريعك، رؤياك حول الحياة، تنميتك لذاتك، هذا يجب أن يأخذ أسبقية وأولوية، لأنه سوف يصرف انتباهك تماما عن هذه الأعراض.
التركيز على النوم الليلي المبكر مهم جدا، وبناء نسيج اجتماعي فعال وجد أنه من أفيد الأمور التي تساعد في الصحة النفسية والصحة الجسدية.
أنا أريدك أيضا أن تكون لك مراجعات دورية مع طبيب الأسرة، هذا يطمئنك كثيرا، اذهب كل ثلاثة أو أربعة أشهر مرة واحدة للطبيب لتجري الفحص الطبي العام، وتجري الفحوصات المختبرية العامة، تأكد من وظائف الدم، ووظائف الكلى والكبد، ومستوى الفيتامينات، ووظائف الغدة الدرقية، وهذه الفحوصات وجد أنها مهمة للإنسان، والإنسان حين يجد النتائج الفحصية طبيعية طبعا سوف يدفعه إيجابيا من الناحية النفسية، وإذا كانت هناك أي علة يمكن أن يتم علاجها أولا بأول.
هذا لا يعني أنني متخوف عليك من الناحية العضوية، لا، أنت بخير -إن شاء الله- أنت في بداية سن الشباب، وهذه سن الطاقات، نصيحتي لك هذه قائمة على مبدأ أن الأشخاص القلقين حين يقومون بإجراء الفحوصات الجسدية الدورية يمنعهم من التردد على الأطباء ويجعلهم أكثر طمأنينة فيما يتعلق بصحتهم النفسية والجسدية، فاحرص على ذلك.
بالنسبة للأدوية التي تناولتها هي في مجملها أدوية مضادة للقلق وللتوترات وللمخاوف، ولا أراك أنت الآن في حاجة لكل هذه الأدوية، ربما تحتاج لدواء بسيط، أحد مضادات القلق البسيطة ربما يكون كافيا بالنسبة لك.
هنالك دواء قديم يسمى (تربتزول/إيمتربتالين) لو تناولته بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا بعد أن تتوقف عن أدويتك الحالية تدريجيا، هذا الدواء قد يكون كافيا جدا، تناوله لمدة ستة أشهر مثلا، ثم بعد ذلك تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.
قطعا ليس لدي مانع أن تستشير طبيبك في مقترحاتي هذه، وموضوع الصدمات والخوف أثناء الشجار: هذه – أخي الكريم – أمور لا تهتم بها، ما الذي يدعوك للشجار؟ كن شخصا لطيفا، وكن متسامحا، وكن شهما، واختر صداقات جيدة وفاعلة من الصالحين من الشباب، هذا هو المطلوب.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.