السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ سنتين، زوجي مدخن وهو بعمر 30 سنة، يعاني من ضعف في حركة الحيوانات المنوية بنسبة 38%، لم أحمل حتى الآن رغم أنني لا أستخدم أي وسيلة لمنع الحمل، أجريت تحاليل طبية كان نتيجتها ارتفاع هرمون الحليب قليلا، حيث وصل إلى 34 من 25، وأخذت دواء الدوكستين لمدة شهرين ولم يحدث الحمل.
بعد ذلك ذهبنا إلى عيادة الخصوبة، وكانت نسبة هرمون الحليب هي ذاتها، فقررت الدكتورة عمل أشعة رنين بدون صرف أي دواء لي، علما بأن أقل حد يبدأ من 40% حسب التقرير.
صرفت الدكتورة لزوجي فيتامينات، وأخبرتني بضرورة الإسراع في التلقيح الصناعي هذا الشهر، لكنني مترددة، وأرغب بالحمل الطبيعي، وأخشى أن يكون قصد الطبيبة الحصول على المال فقط، فهل يوجد خطة أخرى للحمل الطبيعي؟
أفيدوني جزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
للاطلاع على حالة الزوج بصورة تفصيلية، الرجاء إرسال نتيجة تحليل السائل المنوي بصورة مفصلة، كما هي موضحة كاملة في ورقة التحليل، وذلك للاطلاع على العدد لكل مل من السائل المنوي، وكذلك الاطلاع على تفاصيل حركة الحيوانات المنوية بالتفصيل، بمعنى المتحرك سريعا للأمام، والمتحرك ببطء للأمام، والمتحرك في المحل والغير متحرك، مع بيان نسبة الأشكال الطبيعية، واللزوجة ونسبة الصديد بالمني.
أسباب ضعف حركة الحيوانات المنوية متعددة، ومن المهم الآتي:
- تشخيص هل الزوج يعاني من دوالي الخصيتين أم لا؟ وذلك بالعرض على طبيب ذكورة، وبعمل أشعة دوبللر على الخصيتين.
- التدخين، والتعرض للملوثات البيئية، من درجات حرارة عالية خاصة حول منطقة الحوض، وكذلك لإشعاع أو مواد كيميائية، وحمل التليفون المحمول كثيرا في جيب البنطال، والسمنة وزيادة تجمع الدهون في منطقة الحوض والعانة، كل هذه العوامل تؤثر سلبا على الحيوانات المنوية سواء العدد أو الحركة.
- تناول أدوية بصورة مزمنة قد يؤثر على السائل المنوي، مثل بعض أدوية الإكتئاب.
- التهاب البروستاتا وهذا قد يتضح من خلال نسبة الصديد بالسائل المنوي.
لذا الأفضل عرض الزوج على طبيب ذكورة لبيان كل هذا العوامل، والفحص السريري للزوج.
بصورة عامة أرى أهمية إعطاء الزوج علاج لفترة معينة، ومتابعة حالتك مع طبيبة النساء قبل الذهاب للتلقيح الصناعي، وإن كانت تكلفة هذه الطريقة بسيطة عكس الحقن المجهري، فيمكن تجربتها، ولكن نسبة نجاحها ضعيفة لا تتجاوز 10%، لذا أرى أهمية تناول علاج للزوج لفترة 3 شهور، وقبلها تقييم الحالة جيدا كما وضحنا، مع الحرص على انتظام فترات الجماع في فترات التبويض ولو يوم بعد يوم، وعليك بدوام الدعاء والاستغفار، قال تعالى في سورة نوح: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السمآء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}، وعليك بدعاء سيدنا زكريا -عليه السلام-: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}.
ومرحبا بك للتواصل معنا لتوضيح أي تساؤلات.
ــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: إبراهيم زهران، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، وأمراض الذكورة.
وتليها إجابة الدكتورة: رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
__________
إن الارتفاع في هرمون الحليب عندك هو ارتفاع بسيط، لا يستدعي عمل تصوير بالرنين المغناطيسي، وقد يكون ثانويا، أي قد ينجم عن سبب آخر مثل التوتر والشدة، أو عن اضطراب الغدة الدرقية، أو تكيس في المبايض (غير ظاهر)، أو غير ذلك، لذلك أرى بأنه من الضروري أن يتم عمل تقييم جيد لحالتك، وذلك قبل البدء بتناول أي أدوية، وقبل عمل أي تداخل، وبالتالي أنصحك بأن يتم عمل التحاليل الآتية، حتى لو كانت الدورة الشهرية عندك منتظمة:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-PROLACTIN -DHEAS، ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة، وفي الصباح.
إن تبين وجود أي خلل فبعلاجه سيعود هرمون الحليب طبيعيا، أما إن تبين بأن التحاليل سليمة، فالخطوة التالية التي يجب عملها لك هي تصوير ظليل للرحم والصبغة يسمى HSG، وذلك للتأكد من نفوذية الأنابيب، خاصة إذا كان قد سبق لك أن تعرضت إلى عملية جراحية داخل البطن، كاستئصال الزائدة أو المرارة، أو أي تداخل جراحي آخر، وحتى لو لم يسبق لك أن تعرضت لتداخل جراحي، فالقاعدة الطبية الصحيحة هنا: هي أنه يجب دوما التأكد من نفوذية الأنابيب قبل الإقدام على الحقن الصناعي، أو تناول المنشطات، وإذا تبين بأن كل شيء عندك طبيعي، وبقي تحليل الزوج على حاله، فهنا يمكن تجربة الحقن داخل الرحم.
نسأل الله -عز وجل- أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.