السؤال
كانت بداية مرضي بسبب صدمة عاطفية قبل 4 سنوات بعدها أصابني القولون العصبي، وبدأ القولون بالضغط على أعصابي ونفسيتي، بعدها بفترة أحسست بالوسوسة الزائدة بموت عائلتي، وبدأت بأمر أهلي بعدم الخروج من البيت بسبب أني أخاف عليهم من الحوادث المرورية، وأصبحت أوسوس بالأمراض وأن عقلي سوف يدمر، وسأصبح مجنونا، ولو آلمتني بطني قلت السرطان سوف يأتيني، وأن ألم البطن بسبب السرطان، وأصبحت أرفض التحاليل الشاملة، وعندما يؤلمني صدري أقول نعم سيتوقف قلبي وأموت.
ذهبت إلى دكتور نفسي، فقال لي أني أعاني من الوسواس القهري بسبب القولون العصبي، وأعطاني أدوية لا أتذكرها جيدا، ولكن لم أتحسن، ذهبت إلى دكتور نفسي أيضا بعدها بفترة، وأعطاني علاجات، ولم أتحسن، وجميع ما قلته كان قبل أربع سنوات، ولكن دون أي تحسن.
بعدها ذهبت إلى دكتور نفسي آخر وأعطاني الفافرين 50 لمدة شهر، مع الدوجماتيل 50، ثم أمرني بالتوقف عنه فتوقفت، ولكني تحسنت به، قلت له أنا أصبحت أتحسن، أريد أن أستمر، فقال لي أنا الدكتور، وأريد أن تتشافى بإذن الله، وعندما توقفت اشتد الوسواس، والخوف، وعدم الارتياح.
أما النوم فأنام جيدا، وقلت سأسافر وأنسى الوسواس، ولكني عندما ذهبت إلى خارج السعودية لحظة الهبوط أصابتني رهبة وخوف وعدم ارتياح، وعندما نزلت في المطار حجزت على أقرب رحلة للعودة من شدة الاكتئاب.
أريد حلا لحالتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عام وأنتم بخير، ونسأل الله لك العافية.
من مجمل ما ذكرته في رسالتك من أعراض أستطيع أن أقول أن مشكلتك الأساسية بسيطة، وهي علة تعرف باسم (قلق المخاوف الوسواسي)، والعلاج الدوائي يعتبر علاجا أساسيا، لكن لا يمكن الحصول على فائدة العلاج الدوائي إلا إذا كانت الجرعة صحيحة ومدة العلاج صحيحة، ويكون هنالك التزام قاطع بتناول الدواء، والصبر عليه حتى يتحصل الإنسان على فائدته.
والجرعة العلاجية لها مراحل من حيث طريقة تناولها: هناك جرعة تمهيدية للدواء، وغالبا تكون جرعة صغيرة، ثم تأتي الجرعات العلاجية، وبعدها جرعة الوقاية، والتي تعقبها جرعة التوقف التدريجي عن الدواء، هذا هو النمط الصحيح.
والفافرين على وجه الخصوص هو دواء ممتاز، لكن لا يفيد كثيرا إذا لم تصل الجرعة إلى مائتي مليجرام على الأقل في اليوم، هذه الجرعة المفيدة في الوسواس، ومدة العلاج هي ستة أشهر إلى سنة، أي شيء أقل من ذلك لا أعتقد أنه سوف يكون مفيدا.
فيا أخي الكريم: نصيحتي لك هي الالتزام التام بالدواء والاستمرار عليه، والبداية تكون – كما تفضلت – الفافرين: خمسون مليجراما ليلا لمدة شهر، بعدها ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم تكون الجرعة مائتي مليجرام يوميا، يمكن تناولها بمعدل مائة مليجرام صباحا ومائة مليجرام مساء، أو تكون الجرعة جرعة مسائية فقط، أي مائتي مليجرام ليلا، وهذه تستمر عليها على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم: أستطيع أن أقول أن هذه هي الطريقة الأفضل والطريقة المثالية لتناول هذا الدواء للحصول على فائدته.
أما بالنسبة للدوجماتيل فهو دواء إضافي، لا أعتقد أنك سوف تحتاج أن تستمر عليه لمدة أكثر من شهرين أو ثلاثة.
وتوجد أدوية أخرى غير الفافرين، عقار (زولفت) - مثلا – دواء مفيد جدا لعلاج قلق المخاوف الوسواسي من النوع الذي تعاني منه، لكن في ذات الوقت أؤكد لك فعالية وسلامة الفافرين، وأكرر أن الفائدة يجنيها الإنسان إذا التزم بالأسس العلاجية الصحيحة، وهي الالتزام بتناول الجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة.
أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تطور نفسك سلوكيا لمواجهة الخوف، وذلك من خلال: تحقير الوسواس، وعدم التردد أبدا في اختراق مخاوفك، والتواصل الاجتماعي يعتبر أساسا عظيما للتخلص من المخاوف والقلق والوسواس أيا كان نوعها، وحسن إدارة الوقت والاستفادة منه على الوجه الأكمل ترتقي بالصحة النفسية للإنسان، بمعنى أنها تساعد على القضاء على الاكتئاب، والقضاء على التوترات والوسوسة والخوف، ويكون الإنسان أكثر تفاؤلا وفاعلية.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.