السؤال
السلام عليكم
كنت أعاني منذ شهرين من اختناق أثناء النوم ليلا، فذهبت للطبيب فأخبرني أن لدي التهابا في الشعب الهوائية، وأعطاني دواء وشفيت بحمد الله، ولكن بعد أسبوع عادت إلي الأعراض مرة أخرى، مع ألم في الأنف وضيق بسيط في التنفس، فذهبت لطبيب أنف وأذن وحنجرة، وعند الفحص أخبرني أن لدي حساسية في الأنف، وهي مصدر ضيق التنفس ومصدر التهاب الشعب الهوائية أيضا، وأعطاني ( زيرتك ) و(ديلاريكس ).
بعد مرور أسبوع شفي أنفي من الاحتقان والألم، ولكن ما زال هناك ضيق في التنفس، كنت أظن أن لدي مرضا في القلب يسبب هذا الضيق وتحدثت مع طبيب الصدر بهذا الشأن، وعندما رأى أشعة إكس الخاصة بصدري جزم أنه ليس لدي أمراض قلب -الحمد لله- وأن مصدر الضيق هو الحساسية! فهل يمكن للحساسية أن تسبب ضيق تنفس؟
هناك شيء آخر: منذ فترة وأن أقوم بحلاقة ذقني لاحظت وجود عقدة ليمفاوية أشعر بها عندما أضع يدي عليها فقط، ولا تؤلمني مطلقا وعندما يجلس معي أحد لا يمكن أن يلاحظها، لكن وجودها يقلقني، فهل يمكن أن تكون هذه العقدة بداية لورم سرطاني - عفاكم الله - أو ما شابه؟
لقد أتعبني التفكير في هاتين المشكلتين، أرجو الرد فضلا، علما بأن عمري ١٩ عاما، ولست ببدين - ٦٣ kg -.
آسف على الإطالة وشكرا مقدما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعانيه أثناء النوم هو مرض يسمى sleep apnea، أو كتمة النفس أثناء النوم، وهي حالة مرضية تحدث أثناء النوم، تتميز بتقطع مرضي في عملية التنفس، أو فترات طويلة من التنفس الضعيف أثناء النوم، والذي يلحظ ذلك هو المرافق للمريض أثناء النوم سواء الزوج أو الزوجة، أو أحد أفراد الأسرة المجاورين للمريض خصوصا عند التواء الرقبة أو النوم على الظهر، وفي حالة وجود الشخير أثناء النوم، ومن بين الأمور التي تحسن الحالة ويساعد على وقف ذلك الانقطاع وضيق التنفس هو تغيير وضع النوم، وعدل الرقبة الملتوية، أو النوم على أحد الجانبين، والنوم على وسادة مناسبة لا مرتفعة ولا منخفضة.
والسبب في ذلك غالبا هو حساسية الجيوب الأنفية طالما أنك غير بدين ووزنك قياسي، ولذلك من المهم متابعة ذلك مع طبيب الأنف والأذن لتقييم حالة الأنف والجيوب الأنفية، والتعود على الاستنشاق بالماء المالح مثل استنشاق الوضوء واستعمال بخاخ الحساسية مثل: nasonex مساء بختين في كل فتحة أنف، وأخذ قرص زيرتك قبل النوم، وليس لما تعانيه علاقة بأمراض القلب.
والعقد أو الغدد الليمفاوية هي جزء هام جدا من جهاز مناعة الجسم، وتعمل على محاربة العدوى, وهي منتشرة في جميع أجزاء الجسم ومرتبطة مع بعضها البعض بأوعية ليمفاوية، وتقوم على سحب رشح الخلايا وما يحويه من جراثيم وبلازما، وتحتوي تلك الغدد على كرات الدم البيضاء المسؤولة عن المناعة وتهاجم الميكروبات، ويحدث تضخم في تلك الغدد نتيجة لذلك.
ومن المعروف أن حجم الغدد في الأصل صغير جدا مثل: حبة العدس أو أقل، وعندما تتضخم يكبر حجمها إلى مثل حبة الحمص، أو الفول مثلا، والعقد أو الغدد الليمفاوية منتشرة في جميع أجزاء الجسم, فبعضها تحت الجلد مباشرة، والبعض الآخر في تجويف البطن
والعدوى البكتيرية أو الفيروسات من أهم أسباب تضخم العقد الليمفاوية، وقد يصل حجم تلك الغدد إلى أقل أو أكثر من 1 سم أسفل الفك في الأطفال الأصحاء والشباب بسبب تكرار التهاب الحلق واللوزتين، كذلك الحال في تضخم العقد الليمفاوية خلف الأذن بسبب التهاب في الأذن، أو في فروة الرأس، وعند شفاء مصدر الالتهاب لا يرجع حجم الغدد الليمفاوية إلى الحجم الرئيسي الصغير، بل يقل حجمه فقط، ولا خوف منه على الإطلاق، وهي طبيعية وتمثل جزءا من الجهاز المناعي والدورة الليمفاوية في الجسم، وليس لتلك الغدد علاقة بالأورام ولا قلق منها.
وفقك الله لما فيه الخير.