زوجي يجدني مملة وانعكس ذلك على نفسيتي، فماذا أفعل؟

0 260

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول زوجي بأنني مملة، هو فقط من يخبرني بذلك ولكني أعتقد أن الجميع يراني كذلك، منذ طفولتي وأنا لا أمتلك إلا عددا محدودا من الصداقات، وبعد الزواج لم يعد لدي أي أصدقاء، أشعر بالوحدة، ولا أحد يفتقدني، أحب زوجي كثيرا ولكنني أخشي أن يؤثر ذلك علينا، علما بأن زوجي شخصية محبوبة ومؤثرة ولديه الكثير من الأصدقاء.

أعيش في بلد عربي بعيدا عن أهلي منذ زواجي، وهذا الأمر جعلني أقضي معظم الأوقات وحيدة، ولا أجد من أتحدث إليه، عندي طفل صغير، ولكنني أشعر بأنني حزينة ووحيدة دائما وغير محبوبة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سدرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

نعم العزلة والشعور بالعزلة من الأمور الصعبة جدا على الإنسان، مما يجعله يفقد المتعة بالحياة، ويشعر بأن الأيام متشابهة ولا تأتي بجديد، أعانك الله وخفف عنك بعض هذه الغربة.

وكونك كتبت لنا الآن فهذه خطوة أولى بعون الله على طريق التغيير، فماذا يمكنك عمله والقيام به؟ أكيد أنك فكرت في بعض الأمور التي يمكن أن تخرجك من عزلتك وأنت في هذا البلد الذي هو غير بلدك الأصلي، وسأذكر بها بعض الاقتراحات التي يمكن أن تعينك على تحسين ظروف معيشتك، مما ليس فقط يحسن العلاقة الزوجية بينك وبين زوجك، وإنما أيضا يساعدك على الاستمتاع أكثر بحياتك الخاصة.

فيمكنك مثلا أن تسجلي في إحدى الدورات التعليمية النهارية أو المسائية، كدورات تعلم اللغات الأجنبية أو مهارات الكمبيوتر، أو التصميم أو غيرها مما تحبين وتميلين إليه، ولا بد هنا من أن يساعدك زوجك في رعاية الطفل وقت هذه الدورات، وبالتالي يستفيد هو أيضا من تقوية علاقته بطفله.

ولاشك أن ستتعرفين على بعض السيدات في هذه الدورات، وربما تستطيعين تقوية هذه العلاقة مع بعض السيدات، مما يساعدك على الخروج من عزلتك.

ويمكنك أيضا محاولة التعرف على بعض السيدات من الجيران، وخاصة من تتشابه ظروفها مع ظروفك، مما يعينكما معا على ملء الوقت ببعض الأعمال المفيدة، ويمكنكم مثلا أن تقوموا بالاتفاق على برنامج للقراءة ونقاش بعض الكتب المفيدة، مما تخترنه أنتن.

وحتى إن لم تجدي دورات مسائية أو نهارية مناسبة لك؛ فدوما هناك دورات تعليمية كثيرة على الإنترنت، فابحثي عما يمكن أن يجذب انتباهك ورغبتك في التعلم، فمثلا يمكنك تعلم لغة أجنبية كالإنجليزية أو الفرنسية أو غيرهما.

وحتى إن لم تجدي دورات مفيدة وجذابة لك، فعلى الأقل يمكنك أن تبدئي مشروعا مناسبا للقراءة والاطلاع في أي مجال تحبينه وترغبين به.

ولا شك أيضا أن هناك بعض الدروس العامة التي تقدم في معظم مساجد المدن الكبيرة ومنها الدروس الخاصة بالنساء والسيدات، والتي قد يرافقها دورات لحفظ القرآن الكريم، وبذلك تملئين وقتك بما هو مفيد دنيا وآخرة، ومما يعينك على الخروج من عزلتك المملة.

ولا شك أن عندك طفلك الصغير لتهتمي به، فيمكنك مثلا أن تعكفي على قراءة بعض الكتب في تربية الأطفال، وكيف تكوني شخصية الطفل وتعليمه، ولا شك أن هذا سيشغل غير قليل من وقتك، ويمكن في هذا الصدد التواصل مع بعض الأمهات ممن لديهن أطفالا صغارا كحالك، وربما هن أيضا مغتربات في البلد الذي تعيشين فيه.

أرجو أن يكون في بعض ما ذكرت لنا أفكارا مناسبة لك، وأرجو أن لا تترددي في محاولة القيام ببعض هذه الاقتراحات، والله معك.

مواد ذات صلة

الاستشارات