ضاقت علي الدنيا وأخشى أن يكون غضبا من الله، فما الحل؟

0 419

السؤال

السلام عليكم.

الحمد لله لقد أنعم علي بنعم كثيرة، فقد كانت حياتي مستقرة تخللتها بعض المشاكل التي توجد في كل بيت، ولكني تجاوزتها.

في البداية واجهت مشاكل في دراستي، ومررت بفترة صعبة -والحمد لله- تجاوزتها، وأنعم الله علي بعمل جيد، ومررت بعلاقة فاشلة وسيئة، لكن بعد فترة عوضني الله بأفضل منها، وصرت مخطوبة لشاب أحببته ورسمت حياتي وأحلامي معه، لكن بعد مدة ومنذ حوالي السبعة أشهر بدأت حياتي تتغير، ففقدت وظيفتي، لكنني لم أتأثر كثيرا، فقد كنت أود الزواج والتفرغ لبيتي، ثم بدأت علاقتي بخطيبي تسوء شيئا فشيئا وانقطع التواصل، وتركني، ولا أدري إن كان ما زال يريدني أو لا، لكني اقتنعت أنه تخلى عني، وتركني لا أدري ماذا أقول لأهلي وعائلتي وأصحابي، والكل يعلم أننا مخطوبان، فبدأت حالتي تسوء، ودخل الهم والحزن حياتي، وخفت أن أصاب باكتئاب، فأصبحت أبحث عن عمل لأمنع نفسي من التفكير فيه، وفي الزواج وبالأحلام التي بنيناها.

ولم أدع بابا لم أطرقه في القطاع الخاص أو العام، وطلبت مساعدة كل من استطعت لكن دون جدوى، وقمت بالأخذ بالأسباب؛ فأنا أعلم أن الرزق بيد الله، وأن كل شيء بأجله، وأن تأخر فلحكمة يعلمها الله وتخفى عني.

ضاقت بي الدنيا واشتد همي وحزني، وكنت أتضرع إلى الله وأبكي، كنت أصلي وأتصدق وأقوم الليل وأدعو وأبحث عن أدعية لتفريج الهم وقضاء الأمور، ولكن لم يأذن الله بعد، فأرجوكم ادعو لي.

لكن ما يؤلمني أكثر أني خائفة أن يكون ما بي غضب من الله، فأنا كنت كلما مررت بظروف صعبة أفتح القرآن على أي صفحة وأقرأ، لكن خلال هذه الفترة كلما فتحت القرآن أفتحه على آيات الشرك، وأنا لم أقم أبدا بأي عمل فيه شرك بالله، وأخاف أن أقوم بشيء دون أن أنتبه أو في سهو لا أدري، فأنا فعلا أؤمن بأن الله واحد أحد لا إله إلا هو، أستغفره وأتوب إليه.

ومرة كنت فعلا في قمة الحزن وفتحت القرآن، فوجدت سورة يوسف، ولقد كانت رحمة كبيرة من الله فقد ارتحت كثيرا بعد قراءتها.

الحمد لله أعلم أن الله أبعد عني خطيبي لأنه لا خير لي فيه، وأنه سيعوضني -إن شاء- بأفضل منه، لكني لا زلت أعاني وأعلم أنه لله سيرزقني عملا، لكن علي الصبر لكني خائفة.

أنا فعلا خائفة أن يكون ما بي هو غضب من الله، وأخاف أن يطول همي ولست أدري ما أفعل، فأرجوكم انصحوني وادعوا لي أن يفرج الله همي، وأن يرزقني العمل والزواج والذرية الصالحة، وأن يزرع في قلبي السكينة والإيمان.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالك ويرزقك السكينة والاطمئنان، وييسر لك الزوج الصالح والذرية الطيبة.

ثانيا: من خلال شرحك عن حالك يظهر أنك على خير وإيمان بقضاء الله وقدره، وأن الرزق ببد الله، مع أخذك بالأسباب، ولديك خوف من الله، حيث تظنين أن ما حل بك من مصائب بسبب ذنوبك وتقصيرك، وغضب الله عليك، لكن اعلمي أن ابتلاء الله لعبده على نوعين: إما تمحيصا له، إذا كان صالحا ليزداد قربا من الله سبحانه، وإما عقوبة له إذا كان عاصيا فيرجع إلى الله، فتطهر المصائب ذنوبه إذا تاب، وأنت أدرى بنفسك من أي النوعين أنت.

إن كان حصل منك ذنب عظيم تعلمينه فالتوبة منه والاستغفار، وسؤال الله العفو العافية، وإن لم يحصل منك ذنب عظيم، فهذا ابتلاء تمحيص ورفع درجات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر عنه من خطاياه).

وما تفعلينه من فتح للمصحف والنظر في الآيات في الصفحة، واعتبار ما فيها يشير إلى حالك، أمر باطل غير مشروع، وهو نوع من الخرافات، ولا عبرة بما يظهر لك فيه سواء أشار إلى خير أو شر.

بل الصواب إذا أراد الشخص معرفة حاله، هو أن ينظر فيها ويحاسبها، فإن صدر منها شيء تاب منه وإن لم يصدر منها شيء فالحمد لله.

ولعل الله أراد لك الخير في ابتعاد خطيبك عنك، فلا تقفي عند هذا الأمر، ولا تجعليه يؤثر على حياتك، واتركي التفكير فيه، واستعيني بالله، ومارسي حياتك بصورة صحيحة بعيدا عن التفكير السلبي .

وحتى تتخلصي من ظنون الوقوع في الشرك، فعليك بهذا الدعاء النبوي (اللهم أني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأعوذ بك من ما لا أعلمه ).

واستمري في دعائك وتضرعك وصدقاتك، فهي من أهم أسباب صلاح الحال، وابحثي عن عمل وأشغلي نفسك بالطاعة والأعمال المباحة، حتى لا يؤثر عليك الفراغ في التفكير السلبي، وثقي أن الله لن يضيعك ما دمت متوكلة عليه.

نسأل الله أن يصلح حالك ويستجيب دعائك.

مواد ذات صلة

الاستشارات