السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجتي الآن في الشهر الثاني من حملها الثالث، وهو كما تعلمون شهر رمضان المبارك، وقد صامت الأيام السبعة الأولى منه بمشقة كبيرة، وألم وبكاء، لاجتماع مشقتي الصوم والحمل، إضافة إلى العناية بطفلتها ذات العشرة أشهر، وتدبير شؤون المنزل، ما الموقف الشرعي والطبي من صيامها؟
علما أن حملها الأول أجهض طبيعيا بعد ستة أشهر (لم يكن فيها صيام) لوجود تشوهات كثيرة في الجنين، وانتهى حملها الثاني بالولادة المبكرة في منتصف الشهر الثامن -34 أسبوعا- بعد صيامها رمضانا كاملا.
أرجـو نصحكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في البدء نسأل الله عز وجل, أن يتم لزوجتك حملها هذا على خير, وأن يرزقكما الذرية الصالحة والمعافاة, والتي تقر بها أعينكم إنه سميع مجيب.
ومن الناحية الطبية أقول: نعم إن الصيام قد يضر بحمل زوجتك, والسبب هو أنها عانت من ولادة مبكرة في حملها الثاني بدون سبب واضح, ورغم أننا نجهل معظم الأسباب المؤدية إلى حدوث الولادة الباكرة, إلا أننا نعلم بأن الجفاف ونقص حجم الدوران هو من الأسباب الهامة والمؤكدة لحدوثها.
وبما أن الحامل تحتاج إلى كمية سوائل أكثر من غير الحامل, والصيام سيؤدي إلى نقص المتناول من السوائل, فإن درجة ما من الجفاف ستحدث خلال الصيام, وهذه الدرجة الخفيفة تتحملها أغلب الحوامل ولا تؤثر على الحمل عندهن, لكن بعض النساء من ذوات الرحم الحساسة, وخاصة من سبق لها أن عانت من ولادة باكرة, فإن هذا الجفاف حتى بدرجاته البسيطة قد يثير تقلصات في الرحم عندهن, بسبب نقص كمية الدم الذاهبة إلى الرحم والجنين, مما يؤدي إلى إثارة عضلة الرحم وتشنجها، وبالتالي حدوث الولادة المبكرة.
في الحقيقة إننا وعندما نواجه حالة مخاض مبكر, فإن أول وأهم خطوة نبدأ بها هي: إعطاء المحاليل الوريدية, وذلك من أجل زيادة حجم الدوران وتعويض أي نقص في سوائل الجسم, حتى لو لم تكن السيدة صائمة.
إذا من الناحية الطبية ننصح زوجتك بعدم الصيام, فهذا سيقلل من احتمال حدوث الولادة المبكرة عندها بإذن الله تعالى, لكنه لا يضمن عدم حدوثها بنسبة 100٪ , وهو نوع من الوقاية ونوع من الأخذ بالأسباب ليس إلا, ويبقى الله عز وجل خير الحافظين.
نسأله جل وعلا أن يديم عليكم ثوب الصحة والعافية.