السلام عليكم ورحمة الله

عندي مشكلة أدت للضيق والاكتئاب، أصبح لدي خوف قبل الجماع، لا أعلم سببه، ولا ينتصب الذكر، ساعدوني هل الخوف بسبب عدم الانتصاب، أم عدم الانتصاب بسبب الخوف؟

هذه المشكلة لم تكن موجودة من قبل فقد ظهرت منذ سنة، ما الحل.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مريض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يتقبل صيامكم وطاعاتكم.

أخي الكريم: الذي فهمته من استشارتك أنك تحس بضيق وشيء من الكدر والاكتئاب، وأنه قد أصبح لديك مخاوف قبل الجماع؛ مما أثر على الانتصاب لديك، ولا تدري إن كان الخوف هو السبب في ضعف الانتصاب، أو ضعف الانتصاب هو الذي سبب الخوف.

أقول لك بصفة عامة أخي الكريم: ضعف الانتصاب يكون سببه إما عضويا طبيا أو نفسيا، والذي يظهر لي في حالتك أنك أصبت بشيء من قلق المخاوف، وهو الذي أدى إلى المشكلة الجنسية التي تحدثت عنها.

وبالنسبة للضيقة والاكتئاب: قد لا تكون هنالك أسباب واضحة، لكن بعض الأشخاص لديهم أصلا قابلية واستعداد للإصابة بالاكتئاب، والبناء النفسي للشخصية يلعب دورا، والعوامل الوراثية، والظروف الحياتية... كل ذلك قد يلعب دورا في الاكتئاب.

عموما إن كانت هنالك أسباب لهذه الضيقة والاكتئاب أرجو أن تسعى لمعالجة هذه الأسباب بقدر المستطاع.

الأمر الآخر الذي أنصحك به -أخي الكريم- هو أن تذهب إلى الطبيب، اذهب إلى الطبيب الباطني أو إلى طبيب الأسرة لتجري فحوصات طبية عامة، وأنت لم تذكر عمرك، والعمر بالنسبة لنا مهم؛ لأن هنالك حالات معينة أو أمراضا معينة تكون في مراحل معينة من العمر، فلا بد أن تذهب إلى الطبيب، وإجراء الفحوصات الجسدية والفحوصات المختبرية أمر ضروري، ومن الفحوصات التي يجب أن يتم التأكد منها: مستوى السكر في الدم، مستوى الهيموجلوبين، هل توجد دهنيات أو ارتفاع في الكولسترول أم لا، أو الدهنيات الثلاثية، وظائف القلب، وظائف الكلى، وظائف الكبد، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (ب12)، مستوى فيتامين (د)، ومن المهم جدا أيضا أن نعرف هرمون الذكورة لديك، وكذلك هرمون آخر يسمى (برولاكتين) ومعروف باسم (هرمون الحليب)...

هذه -أخي الكريم- فحوصات أساسية وبسيطة جدا، حتى الطبيب العمومي يمكن أن يقوم بها، وعلى ضوء هذه الفحوصات نستطيع أن نتحرك، فإذا كانت هنالك أي نواقص في هرمون الذكورة مثلا هذا يمكن علاجه، وإذا كان هنالك اضطراب في وظائف الغدة الدرقية هذا يمكن علاجه...وهكذا. إذا وضعك الجسدي الطبي لا بد أن يعرف ولا بد أن يحدد.

بعد ذلك فيما يخص موضوع القلق والتوترات والخوف المرتبط بالمعاشرة الزوجية: أنا أقول لك –أخي الكريم–: تعامل مع هذا الموضوع بشيء من اللامبالاة، بشيء من التجاهل، واعرف –أخيالكريم – أن الجماع هي عملية غريزية طبيعية، وتتم في سكينة، وفي مودة، وفي رحمة، وفي ستر، وهذا هو الفرق بين الجماع وبين الزنى، فرق كبير جدا، الجماع يتم في إطار شرعي جميل.

فيجب أن تتعامل مع الموضوع على هذه الشاكلة، واعرف أن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، أنت لست فاشلا أبدا.

أنصحك باللعب الجنسي الشرعي مع الزوجة، هذا مهم جدا، الاستثارة مهمة جدا للمرأة وكذلك للرجل، وطبق التمارين الاسترخائية، واهتم بغذائك، ومارس الرياضة، هذا كله يحسن من أدائك الجنسي.

وبالنسبة للاكتئاب والقلق الذي تعاني منه والخوف، يجب أن تتناول أحد مضادات الاكتئاب وتحسين المزاج، الآن يوجد دواء جديد اسمه (فالدوكسان) هو الأفضل؛ لأنه يحسن الأداء الجنسي، وليس له تبعات سلبية، فقط يحتاج أن تتأكد من وظائف الكبد لديك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.