السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مبارك عليكم الشهر، أسأل الله سبحانه أن يجعلنا من العتقاء من النار.
أنا فتاة عمري 21 سنة، توفي والدي -رحمه الله- منذ 3 سنوات، وأصبحت حياتنا مضطربة، والدتي ضعيفة للغاية، وأنا أخشى عليها من ضعفها، وأخي متزوج ويسكن معنا في نفس المنزل، وهو سليط اللسان، وسلوكه سيئ للغاية، ويرفع صوته في وجه والدتي كثيرا، وأنا أتشاجر معه ولكن دون جدوى، حتى عندما أقوم بنصحه لا يسمع النصيحة.
أنا مخطوبة وزواجي -إن شاء الله- بعد 3 سنوات، وأنا الآن في قلبي هم كالجبل، أحيانا أبكي كلما أتذكر أنني سوف أتزوج وأتركها وحيدة، هي ضعيفة للغاية وحنونة وخدومة، وأخي وزوجته لا يقدرون ما تفعل لهما، دائما ألح عليها أن لا تقوم بخدمتهما، ولكن دون جدوى.
ما الذي علي فعله مع والدتي حتى تصبح أقوى؟ أريدها أن تعتمد على نفسها، وأن توقف أخي عند حده عندما يرفع صوته عليها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يرحم والدك وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يهدي أخاك ويلهمه رشده، ويرزقك بر والدتك، ويوفقك في حياتك، وردا على استشارتك أقول:
فالذي يظهر لي أن أخاك بحاجة لتقوية إيمانه بالله، ولن يكون ذلك إلا بأن يحافظ على ما افترض الله عليه، وأن يكثر من نوافل الأعمال الصالحة كنوافل الصلاة والصيام وتلاوة القرآن، فذلك سيقوي فيه مراقبة الله تعالى.
أخوك بحاجة إلى رفقة صالحة تدله على الخير وتعينه عليه وتأخذ بيده في حال الزلل، فاجتهدوا في تسليط بعض الصالحين لزيارته والتعرف عليه، وعقد صداقة معه، وذلك بواسطة النساء الصالحات اللاتي تعرفونهن وهن يقمن بإخبار أزواجهن أو إخوانهن، بشرط ألا يشعر أنكم كنتم السبب في ذلك.
اهتموا بزوجته وتوجيهها التوجيه الحسن وبرفق ولين؛ كي تكون عونا لزوجها في بر والدته، وحذروها من أن الجزاء سيكون من جنس العمل إذا تركت زوجها يتعامل مع أمه بهذه الطريقة.
لو أن زوجته تقنعه بأن يقرأ بعض الكتيبات أو المطويات أو يستمع للمحاضرات التي تتحدث عن الإيمان والجنة والنار وعذاب القبر وبر الوالدين.
أتمنى أن يتم إقناعه بفتح حلقة لتدارس القرآن الكريم، وقراءة شيء من تفسير العلامة السعدي رحمه الله، وأحاديث كتاب رياض الصالحين وشرحها للشيخ ابن عثيمين رحمة الله على الجميع، فذلك سينمي لديه الجانب الإيماني والخلقي.
على والدتك أن تتضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وهي ساجدة وفي أوقات الإجابة، وتسأل الله أن يهدي ولدها ويلهمه رشده، فدعوة الوالدة مستجابة بإذن الله تعالى.
وصيتي لأمك أن تصبر على تعامل ولدها ولا تدعو عليه فتندم، فلعلها توافق ساعة إجابة، فكم من ولد عاق هداه الله تعالى فصار في غاية من البر لوالديه وأقر الله أعينهم بعد أن كان يبكيهم.
ينبغي على والدتك أن تكون حكيمة في تصرفاتها، فلا تكن دائما لينة مع ولدها ولا قاسية، وإنما تلين في الوقت المناسب وتقسو في الوقت المناسب، وتعطيه في الوقت المناسب وتمنعه في الوقت المناسب، فإن انعدمت الحكمة فسد الولد.
أسأل الله تعالى أن يصلح أخاك ويهديه ويرزقه بر أمه، ويسعدكم جميعا ويمتعكم بحياتها، إنه سميع مجيب.