كيف أبدل مشاعري السلبية نحو جدتي إلى مودة ورحمة؟

0 258

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 21 سنة، توفي والدي منذ 3 سنوات، جاءت جدتي أم أمي لتسكن معنا، ولكن تأذينا منها كثيرا، لأنها سليطة لسان، أحزنت أمي كثيرا وأعطتها سلبيات في الحياة سببت لوالدتي عقدة نفسية في أيام عزاء والدي، كانت تخبرها أن أبناءها سوف ينسونها، وسوف تبقى بين أربعة جدران وحيدة، ولا زالت والدتي تكرر هذا الأمر، حبستنا في المنزل، هي لا تريد الخروج ولا تريد السفر، تبقى جالسة دون حراك في غرفة المعيشة، مع العلم أن صحتها أفضل من صحتي.

شيخي الفاضل: أقسم بالله العلي العظيم أنني لا أطيقها مهما فعلت معي، حتى وإن أحسنت إلي، إني لا أطيقها ولا أستطيع تقبلها أبدا، وصلت إلى مرحلة أني أكره صوتها وأكره ضحكها وأكره أن أنظر إليها، أقسم أنني لا أنظر إليها من شدة كرهي لها، لا أفتخر أبدا بكرهي لها بل أنا كارهة أن أكره شخصا، ولكن لا حول لي ولا قوة.

أنا لا أؤذيها بالكلام، وأراعي حالتها؛ لأن أبناءها رموها في منزل والدتي، وتركوها ولا يرغبون بها، والمشكلة أنها تحن عليهم ولا تهتم لوالدتي، وهذا ما يجعلني غاضبة.

أيام كثيرة وددت لو نخرج مع والدتي حتى تتفسح وتفرح، ونخرج معا في رحلات جميلة، ولكنها كانت دائما عائقا في طريقنا، وهناك مواقف كثيرة للغاية، سامحني الله على كرهي لها، ولكن والله الذي لا إله إلا هو ليس بيدي، وكلما أحاول أن أحبها وأنسى كرهي لها لا أستطيع، لدرجة أني لا أحب أن أقول لها جدة، بل أسمها كهلة، أخشى أن يعاقبني الله، لكني والله لا أؤذيها أبدا.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ويمكن أن نجيب على ما جاء في طلب الاستشارة في الآتي:

1- هذه الجدة هي أم أمك والبر بها هي من البر بوالدتك، ونشكرك على حسن التعامل معها، ولك أجر عند الله، وأبشري بتحسن الحال.
2- أتمنى أن تتفهمي لماذا هذه الجدة تفعل هذا، حاولي أن تجلسي معها جلسة استمعي لها، ولتجربتها في الحياة، وتحدثي معها عن شبابها، فلعل بعد أبنائها عنها كان سببا في تصرفاتها، أو هناك أسباب أخرى لديها، فأنت بيدك أن تأخذي بيدها إلى أن تغير حالها.
3- لك أن تكرهي تلك الأفعال الصادرة من الجدة فهذا من حقك، ولكن لا ينبغي أن تكرهي الجدة نفسها فهي امرأة عجوز تحتاج إلى رعايتكم وعطفكم وحنانكم، حتى ولو كانت بهذه الطباع، اهدي لها هدية، وقبليها بحب، اظهري لها أنها تذكرك بالوالدة، وغير ذلك، فهذه المعاملة ستجعلها تغير طبعها، وأكيد ستزداد قسوة إذا أسأت لها، فلا ينبغي الإساءة لها مهما كان ما يصدر منها.
4- أكثري من الدعاء لها في ظهر الغيب بأن يصلح الله حالها.
5- عليكم جميعا في البيت التحلي بالصبر، وأكثروا من قول "لا حول ولا قوة الا بالله"، وأبشروا بخير -بإذن الله تعالى-.

مواد ذات صلة

الاستشارات