السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 28 سنة، متزوج, زرت طبيبا نفسيا، بسبب أني أعاني من رهاب وخجل وتقلب شديد بالمزاج، مع اكتئاب ووسواس، ويوجد في حياتي ضغوطات كثيرة, وتشخيص الطبيب كان (قلق ورهاب ووسواس واكتئاب بسيط) وأعطاني الأدوية التالية: Zoloft و Anafranil حبة واحدة منهم يوميا, ومستمر عليهم منذ أسبوعين.
لقد كان لي تجربة مع بروزاك، وما استفدت منه أي شيء، فهل أكمل على الدواءين الاثنين أم أنهي انفرانيل وأستمر على زولوفت فقط؟ وهل أستمر على نفس الجرعة وهي 50 حبة باليوم؟ فلا أستطيع الذهاب مرة أخرى للطبيب بسبب الأحوال المادية.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي الكريم: بادئ ذي بدئ فقد أحسنت بذهابك للطبيب النفسي، والطبيب قام بتشخيص الحالة، وأنها نوع من القلق والرهاب والوساوس مع اكتئاب بسيط.
هذه المسميات المختلفة لا أريدك أن تعتبرها تشخيصات مختلفة، هي متداخلة ومتقاربة، وكلها تأتي تقريبا تحت أمراض القلق، هذا يجب أن نؤكد عليه، وبالنسبة للاكتئاب البسيط الذي أصابك ناتج من قلق الوساوس، يعني أنه ثانوي، وليس ذا بال، ويجب ألا يشكل لك هما.
من الناحية العلاجية الدوائية: كل هذه المكونات التي ذكرها الطبيب من قلق ووساوس وتوترات واكتئاب تستجيب لمجموعة الأدوية التي تعمل من خلال تنظيم مادة تسمى بالـ (سيروتونين)، والسيروتونين موجود في دماغ الإنسان، ويعتقد أن اضطراب إفرازه أو قلته أو عدم انتظامه هي التي تؤدي إلى هذه الحالات، وتنظيم هذه المادة إن شاء الله تعالى يؤدي إلى زوال كل ما بك من أعراض.
اختيار الطبيب للأدوية كان اختيارا ممتازا وموفقا بفضل الله تعالى، فالزولفت والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين) نعتبره من أفضل الأدوية التي تعالج مثل حالتك، كما أنه دواء سليم.
الأنفرانيل أيضا يعتبر دواء داعما، أي أنه من الأدوية الجيدة، فقط لا نعطيه بجرعات كبيرة، لأنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل الشعور بالجفاف في الفم أو الإمساك أو الثقل بالعينين، هذه الآثار الجانبية حتى وإن حدثت فهي مؤقتة، وغالبا تحدث مع الجرعات الكبيرة التي لا أعتقد أبدا أنك في حاجة إليها.
الزولفت سوف يكون هو علاجك الأساسي، وجرعة الخمسين مليجراما – أي حبة واحدة في اليوم – نعتبرها جرعة تمهيدية، حالات القلق الوسواسي والرهاب تحتاج إلى جرعة مائة مليجرام على الأقل، فبعد أن تكمل فترة الجرعة التمهيدية في نحو شهر، يمكن أن ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم – أي مائة مليجرام – وهذه تستمر عليها على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك يمكن أن ترجع لجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
أما بالنسبة للأنفرانيل فتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا وليس أكثر من ذلك، ويمكن تناوله لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر.
أخي الكريم: أرجو أن تكون المعلومات واضحة جدا حول كيفية تناول الأدوية، والذي أؤكده لك أنها سليمة، هذا مهم جدا.
نصيحة أخرى وهي: أهمية أن تدعم العلاج الدوائي بوسائل علاجية أخرى، وأهمها ما يسمى بالعلاج السلوكي، والذي أساسه هو أن يكون الإنسان إيجابيا في تفكيره وفي مشاعره وفي أفعاله، وتنظم حياتك، وممارسة الرياضة نعتبرها أمرا مهما وضروريا، وتجاهل أعراض القلق والتوتر والوسوسة وتحقير هذه الأعراض نعتبره أيضا علاجا أساسيا أيها الأخ الفاضل الكريم.
هذا هو الذي أنصحك به، وقطعا إذا تواصلت مع طبيبك سوف يكون أمرا جيدا بالرغم من أنك ذكرت أن ظروفك لا تسمح بزيارته، لكن حتى وإن ذهبت إليه في فترات متباعدة هذا سوف يدعم العلاج ويجعله أكثر إيجابية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.