السؤال
السلام عليكم.
أعاني من مشكلة، ولا أدري هل هذا أمر طبيعيا أم لا؟ فعندما أضع جدولا وأخطط لكي ألتزم به أشعر بضيق شديد، وأشعر بأني مقيدة ومخنوقة، رغم أني أملك الحماس والرغبة الشديدة في التغير، سواء كان الأمر لحفظ القرآن، أو جدولا للرياضة، أو لنظام غذائي، أو أي أمر كان، فـهل عندكم حل لهذه المشكلة؟ لأني مللت من الفشل وعدم الالتزام إلى النهاية.
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Heba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ما وصفت في سؤالك عن ضعف الالتزام بالبرامج ومخططات العمل، فهذا كثر في حياة الناس، وهذه مشكلة طبيعية، وكلنا يمكن أن نخطط لشيء ويكون التنفيذ أو التحقيق شيئا مختلفا عما في الورق.
تقولين إنك تخططين البرامج لحفظ القرآن أو الرياضة، إلا أنك لا تنفذين إلا القليل، ولكن لابد أنك نفذت شيئا مما خططت له، مهما قل.
وربما أنت تشيرين إلى قضية يشتكي منها الكثير من الناس، وهي أنك تتمنين لو نفذت وقمت بأكثر مما قد قمت به، ومن منا لا يتمنى لو فعل أكثر مما فعل، وأتقن ما فعله لدرجة أفضل مما فعله؟! وهكذا في الحياة كلنا يتمنى الأفضل لنفسه وللآخرين.
ربما يفيدك بعد وضع مخطط لنفسك، أن تلقي بنصفه عرض الحائط، أمحه أو ألقه بعيدا، ونفذي نصف ما قد خططت له، وهكذا ستجدين نفسك قد انتقلت في التنفيذ من القليل إلى الأقل إلى 50% أو حتى لنقل 25% بهذا يبقى أفضل من المرحلة السابقة.
ولا تنسي نقطة هامة، أن التخطيط وسيلة وليس غاية بحد ذاته، فما يهمنا هو العمل وبغض النظر عن التخطيط.
هناك نماذج كثيرة في التخطيط والوصول للهدف، منها ما يهتم بالتخطيط وتحديد الأوقات، ومنها ما يركز على الإنتاج، ومنها ما يقوم بالعمل المطلوب ولو تحقق القليل منه، فاختاري منها ما يناسبك، فما يناسبك قد لا يناسب شخصا آخر، والعكس صحيح.
أدعوه تعالى لك بالتوفيق والتفوق، وأن يعينك على حفظ القرآن الكريم وعلى الرياضة وغيرهما.