السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب في منتصف العشرينيات، منذ مدة ذهبت إلى الطبيب النفسي أشكو إليه أعراض الاكتئاب والرهاب الاجتماعي، فوصف لي سيبراليكس ٢٠، وفافرين ١٠٠ ، وتسببت لي هذه الأدوية بالنعاس والخمول المستمر، وكنت أنام في النهار لمدة ١٥-٢٠ دقيقة ثلاث أو أربع مرات في اليوم.
بعد فترة لاحظت أن تغيرا كبيرا حدث في بشرتي، حيث لم تعد تظهر علي آثار النوم أبدا، حتى عندما أنام لساعات طويلة، وأصبح وجهي أفتح ومشدودا، وقمة في النضارة والحيوية والجمال، بدرجة كبيرة، وعندما غيرت الدواء إلى عقار آخر لا يسبب النوم المتكرر والخمول؛ عاد البؤس إلى وجهي، وأصبح نومي كالمعتاد.
السؤال هو: ما السر في النضارة والجمال المنبعث مني عندما كنت أنام عدة غفوات في اليوم؟ وما طريقة الحصول على وجه مشدود وحيوي دون النوم المتكرر؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
لا أعتقد أن هنالك علاقة بين نضارة الوجه وجماله واضطراب النوم، ليس هنالك رابط طبي بين الاثنين فيما أعرف، على العكس تماما النوم المضطرب النوم الغير صحي تظهر آثاره بصورة سلبية على جسم ووجه الإنسان.
أخي الكريم: تفسيري الوحيد هو أن انطباعاتك هذه قد تكون مبنية على نوع من الإيحاء، والإيحاء هو نوع من الأفكار التي يسقطها العقل الباطني على الإنسان، ويأخذ بها الإنسان كفكرة صحيحة حتى وإن لم تكن دقيقة.
عموما أنا أدعوك لأن تنام النوم الطبي الصحيح، النوم الليلي الذي يهيء للجسد أن يرمم، أن تفرز المواد الكيميائية الإيجابية مثل مادة المليتونين، وهرمون النمو في مثل عمرك أيضا يفرز في فترات النوم، فيا أيها الفاضل الكريم: لا تربط بين وصفته بالحيوية والنضارة واضطراب النوم.
وأود أن ألفت إلى شيء مهم أيضا، وهو: أن عقار (سبرالكس) من الأدوية التي في بعض الأحيان قد تؤدي إلى زيادة في الوزن، وقد يظهر الوجه بشكل دائري، أو ما يعرف بالوجه القمري، هذه أيضا من الأشياء التي ربما نعتبرها كتفسير في حالتك هذه.
عموما أنا أؤكد وأحتم على أهمية النوم الصحي، وأعتقد أنك في حاجة شديدة جدا لممارسة الرياضة، وأنا لا أرى هنالك حاجة لتناول السبرالكس مع الفافرين –مع احترامي الشديد لهذه الفكرة– إلا أنه يكفي تماما أن تتناول دواء واحدا لعلاج الرهاب الاجتماعي وتحسين المزاج، والممارسات السلوكية الأخرى مهمة، ومنها تنظيم النوم كما ذكرنا، والتفكير الإيجابي، وتنظيم الوقت، كل هذه مطلوبة.
أيها الفاضل الكريم: لا تشغل نفسك أبدا بموضوع شكل الوجه، اجتهد في حياتك، وكما ذكرت لك: نظم وقتك وكن أكثر فعالية، ولا تترك مجالا للفراغ، لأن الفراغ وعدم استثمار الوقت كثيرا ما يؤدي إلى مناوشات سلبية في تفكير الإنسان، وتأتيه وساوس واجترارات لا داعي لها.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.