العلاقة الحميمة بيني وبين زوجي نادرة بسبب تجاهله، ماذا أفعل؟

0 250

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على هذه الجهود، والمساعدات التي تقدمونها لنا.

أنا متزوجة منذ سنتين بعد علاقة حب دامت مدة 7 سنوات، وأم لطفلين، لكن المشكلة أن زوجي يتجاهلني وﻻ يجامعني كثيرا، أحيانا مرة في الشهر أو أكثر، وأكون دائما أنا من أتقرب إليه، ومؤخرا أصبح يطلب مني أن أتخيل أنه يجامعني مع فتاة أخرى، وعندما أرفض يغضب مني وﻻ يكلمني، أحيانا لمدة شهر.

لقد كرهت حياتي معه، وأريد أن أطلب الطلاق، أرجو النصيحة، وشكرا، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- في الشبكة الإسلامية، وكم كنا نود أن تخبرينا هل ما تعانينه من زوجك أمر طارئ، أم أنه منذ بداية ارتباطك به، وعلى كل حال فنصيحتنا لك أن تصرفي النظر عن طلب الطلاق، فذلك ليس بحل، خصوصا أنك أم لطفلين، فهما الضحية الكبرى من الطلاق، وعليك أن تجتهدي في معرفة سبب عزوفه عن مجامعتك، هل يرجع ذلك إلى مرض عضوي أم لانشغال باله بأعمال أم غير ذلك؛ لأن الرجل قد يكون عنده الرغبة، ولكن يعوقه انشغال البال الذي يسبب له نوعا من الضعف، وهنا أضع لك بعض الإرشادات:

- لا تكثري من نقد زوجك في هذا الجانب، ولا تحسسيه بأن عنده فتورا أو أنه لا يحس بك ولا يلبي رغبتك، فإن ذلك قد يزيد من معاناته، واطرحي رغباتك على هيئة اقتراح، وأظهري له اشتياقك واحتياجك لقربه.

- أظهري له مفاتنك، وتفنني في التجمل له، وكوني دائما بأبهى حلة، وبوحي له بحبك له وتغزلي بشخصيته وتفنني في كسب قلبه، وقفي دائما بجواره وسانديه في محنه ومشاكله.

- تفنني في إعداد طعامه، وأكثري له من الأطعمة المنشطة للجنس، واهتمي بمظهر البيت وخاصة غرفة نومه، واعملي على إحداث التغيرات ما بين الحين والآخر.

- أحسني من استقباله وتوديعه، وانتقي عبارات الاستقبال والتوديع واثني عليه، وادعي له، فذلك من أسباب كسب قلبه.

- لا بد أن تتعرفي -كما ذكرنا سابقا- على أسباب عزوفه عن معاشرتك، وذلك بأسلوب راق لا يؤدي إلى إشعاره بالنقص أو إشعاره بالاحتقار، فإن تبين أن السبب عضوي كأن يكون عنده نوع من البرود الجنسي، فساعديه في اجتياز ذلك بعرضه على طبيب مختص، وسيكون العلاج ناجعا -بإذن الله-، والأغذية والمكملات الغذائية ذات فعالية ممتازة في هذا الجانب، مثل العسل الطبيعي وغذاء الملكات والجنسنج.

- تعرفي على مفاتيح شخصيته والأشياء التي تثير غريزته وتؤثر عليه وتجذبه نحوك.

- لا تنشغلي بالأولاد عن زوجك، وكوني متوازنة في أعمالك كلها.

- تحيني الفرص المناسبة لملاعبته وملاطفته والاقتراب منه وإظهار مشاعرك، ولا تكثري من ملاحقته، وإذا شعرت بعدم مبالاته أو نفوره فانسحبي بطريقة حسنة دون إظهار الغضب.

- إياك أن تنامي في غرفة مستقلة، ولا تصغي لوساوس الشيطان إن أوحى لك بذلك، بل ابقي معه وبجواره على سريرك، واقتربي من زوجك وكأنه لم يحدث شيء.

- تغيير الروتين المعتاد في البيت مهم للغاية، فاعملي على كسره واستخدمي ذكاءك، واعملي لزوجك المفاجآت التي تعمل على تحريك مشاعره تجاهك، وفاجئيه ما بين الحين والأخر بما يحب دون إشعاره بحاجتك، بل أشعريه بأنك إنما عملت ذلك من أجل إسعاده ورغبة في القرب منه.

- تغيير أوقات المعاشرة ووضعياتها فيما أحل الله تعالى، وكسر الروتين المعتاد والبعد عن الأطفال وصراخهم، أمر مهم في استثارة الزوج جنسيا.

- عليك بالصبر فما أنت فيه ابتلاء من الله، والمؤمن يتقلب بين أجرين، أجر الصبر والشكر كما في الحديث (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن)، واعلمي أن هنالك من تعاني أكثر منك ومع ذلك فهي صابرة ومحتسبة للأجر.

- أكثري من الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى، وسليه أن يصلح لك زوجك ويلهمه رشده ويعافيه مما نزل به، واجتهدي في أن يتوفر فيك أسباب استجابة الدعاء، وأن تنتفي الموانع، قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ۚ) وقال: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ۖ أجيب دعوة الداع إذا دعان ۖ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).

- الزمي الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ومغفرة الذنوب وجلب القوة الحسية والمعنوية للأبدان، قال الله تعالى: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلىٰ قوتكم) وقال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

- ما يحل بالعبد أكثره بسبب ذنوبه، كما قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، ففتشي في نفسك، فلعل ذنبا وقع منك لم تستغفري الله تعالى منه، وكلنا أصحاب ذنوب، لكننا نستصغرها وهي عند الله عظيمة، كالغيبة والنميمة وما شاكل ذلك.

أسأل الله تعالى أن يسعدك، وأن يصلح لك زوج، ويعطيك من الخير ما تتمنين، ويصرف عنك كل سوء ومكروه، آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات