أختي مرضعة، فهل هناك علاج للوساوس لا يؤثر على الرضيع؟

0 204

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أن أحصل على إجابة دكتور بخصوص حالة أختي، فهي تعاني من الوسواس القهري والأفكار التسلطية منذ ست سنوات، كان دواؤها الأساسي السيتالوبرام الذي أعطى نتائج رائعة معها، ولكنها حين تزوجت تركته بأمر الطبيب بعد ثبوت الحمل لديها، وعاد بعد ثلاثة أشهر ليصرف لها دواء آخر هو البروزاك، فتحسنت بشكل لافت، ولكن في الثلث الأخير من الحمل امتنعت عن أخذه بنصيحة من طبيبها أيضا، واستمرت بتركه منذ ذلك الوقت، وهي الآن بوضع صعب جدا، فحين راجعت طبيبها قال إن هذا الدواء سيؤثر على الطفل؛ لأنه يفرز في الحليب، ولا يمكن ضمان النتائج.

سؤالي دكتورنا الفاضل: هل هناك دواء آخر ينفع في حالتها ولا يؤثر على الطفل؟ وتحديدا ما رأيكم بدواء زولفت الذي قرأت عنه أنه لا يؤثر على الرضع بعمر أكبر من أربعة أشهر، أم هناك اقتراحات أخرى تتفضلون بطرحها؟

مع بالغ الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز التميمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: طالما أختك – شفاها الله تعالى وعافاها - كانت تعاني من وسواس قبل الزواج وقبل الحمل والولادة، فاحتمال ظهور الأعراض مرة أخرى بعد الولادة احتمال وارد؛ لأن فترة ما بعد الولادة تمثل ضغوطا نفسية لبعض النساء، ويقال أن 12% من النساء يصبن باكتئاب ما بعد الولادة، وتتفاوت حدته ما بين خفيف ومتوسط وشديد، وكثير منهن يحتجن إلى علاج، ولذلك كان الاهتمام بمضادات الاكتئاب ومدى تأثيرها على الأطفال الرضع؛ لأن معظم النساء الآن يرغبن في إكمال الرضاعة الطبيعية لأطفالهن، وعادة يتخوف من حدوث ضرر عند الرضيع، إذا كانت نسبة الدواء الذي يفرز في حليب الأم نسبة مقدرة أو كبيرة.

أدوية الاكتئاب التي وجد أنها أقل ضررا أثناء الرضاعة بالنسبة للأطفال، أو أنها تفرز بنسبة ضئيلة هي أدوية مضادات الاكتئاب القديمة، والتي تعرف برباعية الحلقات، ولكن فعاليتها في الوسواس محل شك، وكل الأدوية الجديدة من فصيلة الـ (SSRIS) التي تعمل على زيادة تواجد السيروتونين في الدم فعالة في علاج الوسواس القهري، ولكم تجربة في الـ (ستالوبرام)، والـ (بروزاك)، ولكن للأسف – كما ذكرت – هذان الدواءان تركيزهما في حليب الأم بدرجة يتخوف منه حدوث ضرر للطفل، والآن ثبت علميا أن الدواء الأكثر أمنا حيث يقل تركيزه بدرجة كبيرة في حليب الأم هو الـ (استالوبرام) هذا هو اسمه العلمي، ويعرف تجاريا باسم (زولفت) أو (لسترال)، الاستالوبرام هو أقل الأدوية تركيزا في حليب الأم، وأجريت دراسات عدة أنه حتى إذا تناولت الأم جرعة أكثر من مائة مليجرام، فإن تركيزه في الحليب يكون بدرجة قليلة جدا لا تحدث ضررا للطفل، فإذا ننصح بعلاج الاستالوبرام في حالة الحمل والرضاعة.

وفقكم الله وسدد خطاكم، وشفاها الله وعافاها.

مواد ذات صلة

الاستشارات