أعاني من اكتئاب وقلق وتوتر ووسواس، ما العلاج؟

0 240

السؤال

السلام عليكم

الدكتور والأب الفاضل محمد عبد العليم، تحية طيبة، وبعد:
كنت قد قرأت بعض الاستشارات لك، وقارنتها مع حالتي النفسية التي تتمثل في اكتئاب شديد، يفقدني الإحساس بالواقع، وقلق مزمن يتفرع إلى مخاوف وحالات فزع وتوتر شديد، ووساوس قهرية، وآلام جسدية، ناتجة عن القلق والتوتر الزائد.

قررت أن أتناول البروزاك، حبة واحدة لمدة شهر، ثم حبتين لمدة ثلاثة شهور، ثم ثلاث حبات لمدة أربعة شهور، ثم حبتين لمدة خمسة شهور، ثم حبة لمدة ثلاثة شهور، ثم أتوقف عن العلاج.

كان العلاج رائعا، فيما يخص الاكتئاب والوساوس القهرية، لكن القلق كان يأتيني في أوقات كثيرة، ولا يذهب وإن حاولت معه بشتى الطرق فهو يلازمني ولا يذهب إلا عندما يريد أن يذهب، حتى وإن تلاشى مصدر هذا القلق.

قرأت كثيرا عن دواء يسمى سبرالكس، وأريد أن أستفسر منك يا دكتور محمد، إذا كان هذا الدواء مناسبا لي أم لا؟ وما الطريقة المناسبة لتناول هذا الدواء؟

شكرا لكم ولهذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mhmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بكم في الشبكة الإسلامية، وكل عام وأنتم بخير، وأشكرك على ثقتك في شخصي الضعيف، وعلى كلماتك الطيبة، فجزاك الله خيرا.

القلق كثيرا ما يكون مهيمنا في حالة وجود الوسواس القهري، بل الوساوس في حد ذاتها اعتبرت نوعا من أنواع القلق النفسي، وإن كان هنالك بعض الاختلاف البسيط حول هذا الموضوع.

الاكتئاب الذي يصحب القلق غالبا يكون اكتئابا ثانويا، ويكون اكتئابا بسيطا.

أنا أعتقد أن الاستجابة للعلاج كانت جيدة، ووجود القلق النفسي يفسر أن البروزاك قد لا يكون دواء جيدا في جميع الحالات لعلاج القلق، لأن البروزاك بطبعه دواء استشعاري، دواء يزيد من الطاقات عند الإنسان – الطاقات النفسية والطاقات الجسدية – وهذا قطعا قد ينتج عنه شيء من القلق، أو إذا كان الإنسان أصلا لديه مكون قلقي قوي لا يتحسن كثيرا حين يتناول البروزاك.

الذي أود أن أقترحه هو أن تكون على البروزاك، وتصبر عليه، لكن تضيف له أحد مضادات القلق البسيطة، مثل عقار (فلوناكسول) والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) بجرعة نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم نصف مليجرام – أي حبة واحدة – صباحا لمدة شهرين، أعتقد أن ذلك سيكون جيدا جدا بالنسبة لك.

الدواء الذي يعرف باسم (بسبار) ويسمى علميا (بسبارون) أيضا نعتبره من الإضافات الجيدة جدا للتحكم في القلق الذي لا يزول عن طريق تناول البروزاك.

جرعة البسبار هي أن تبدأ بخمسة مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم تجعلها عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسة مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.

أخي الكريم: أمامك الخيار بأن تتناول أحد هذين الدوائين، وإن لم تجد أيا منهما فقد يكون الـ (موتيفال) كافيا جدا، وجرعته حبة واحدة ليلا لمدة شهرين إلى ثلاثة.

بالنسبة للسبرالكس: هو دواء جيد جدا إذا كان قلق المخاوف هو المهيمن والمسيطر، قطعا هو مضاد ممتاز للاكتئاب وكذلك للوساوس، وأيضا يساعد في علاج القلق بصورة فاعلة، لكن يعاب على السبرالكس أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، كما أن التوقف عنه يجب أن يكون تدريجيا وحذرا، لأن الآثار الانسحابية قد تتأتى إذا توقف الإنسان عنه فجأة.

هذا – يا أخي – ما آراه، وفي ذات الوقت مع العلاج الدوائي نريد أن نذكرك إلى ما نشير إليه دائما من تعديلات سلوكية في نمط الحياة، هذا مهم جدا، وأن يواجه الفكر الوسواسي بالتحقير، وأن تكون إيجابيا في مشاعرك وأفكارك وأفعالك، هذا – يا أخي الكريم – مهم جدا كمكون علاجي رئيسي بجانب العلاج الدوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وتقبل الله منا ومنكم الطاعات وصالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات