تعودت على ملابس شد الجسم وأشعر بآلام المنطقة الحساسة!

0 191

السؤال

السلام عليكم.

بداية أحب أن أشكركم على مساعدتكم لنا.

أنا فتاة عمري 26 سنة، أعاني من مشكلة وأكاد أموت خوفا، فقد تعودت على ارتداء ملابس داخلية لشد الجسم، وبالأمس شعرت بألم في المنطقة الحساسة، وكأنه احتقان أو انتفاخ، كنت مرعوبة، وأنا مستلقية على ظهري وضعت أصبعي من فوق الملابس دون أن أدخله، فشعرت برغبة في دخول الحمام، ووجدت إفرازات بيضاء، وألم أسفل الظهر، علما أن موعد الدورة بعد أسبوع.

أفيدوني، هل أنا بخير؟ هل آذيت نفسي ويجب علي أن أفحص؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي: يوجد أضرار كبيرة للملابس الضيقة أو المشدات أو ما يسمى بالكورسيه، وخاصة إذا كان ذلك لساعات طويلة.

الكورسيه يؤثر على عملية التنفس بضغطه على منطقة البطن والرئة، فلا تتمدد بشكل كاف، ويؤثر على الدورة الدموية، فيقلل الدوران بالبشرة والجسم، ويؤثر على عملية الهضم، فيضغط على المعدة والقولون والأمعاء، فتصبح حركة الطعام داخل التجويف الهضمي محدودة، مما يؤثر على عملية الهضم، وقد يحدث ارتجاع في الحمض المعدي وحرقة معدية.

الكورسيه أيضا يسبب تطبلا بالبطن، لأن عملية الهضم ﻻ تجري بارتياح، كذلك يحدث مشاكل بالأمعاء، ويكون سببا في حدوث التهاب أمعاء، يضغط على المثانة مما يؤدي إلى مشاكل مثل سلس البول.

الكورسيه يضغط على القدمين، فيحد من وصول الدم للقدمين، وخلل في الدورة الدموية، قد يسبب ظهور دوال، وارتداء الملابس الضيقة في فترة المراهقة وعند النساء بشكل عام يؤدي إلى تجمع وتراكم الخلايا من بطانة الرحم في منطقة أخرى من الجسم، مسببا بطانة الرحم الهاجرة، حيث تكتسب هذه الخلايا قوة دفع تسمح لها بالخروج من الرحم، وتجمعها في مكان آخر، فهذه الملابس تسبب ضغطا كبيرا حول الرحم وقنوات فالوب والمبيض، وحتى بعد خلع الملابس فإن الضغط يبقى لبعض الوقت في جداران الرحم السميكة بالرغم من انخفاضه في قنوات فالوب، وهذه الحالة مؤلمة جدا، وقد تسبب العقم ونقصان الخصوبة.

أختي: والمهم جدا أن المشد يجعلك أكثر عرضة للالتهابات، لأنه يضغط بقوة على الجسم، وهو مصنوع من النايلون أو المطاط، وفي حال استخدامه لساعات فإن الجسم يتعرق باستمرار، وﻻ يوجد إمكانية للجفاف، فيصبح بيئة لنمو الجراثيم والفطريات، فيؤدي إلى التهابات فطرية أو جلدية، ويمنح الجلد رائحة غير مستحبة، وهو مزيج من العرق والمادة المصنوع منها المشد، ويمكن أن يسبب كدمات على الجلد، يختل التوازن في المنطقة بسبب التعرق وعدم التهوية فتنشط الفطريات وبعض أنواع البكتيريا، لتتكاثر بسرعة وتهاجم المنطقة مسببة اﻻلتهابات.

وأكثر هذه اﻻلتهابات فطرية، وقد تكون عرضية أو التهابا بكتيريا أو طفيلي التريكوموناس، وﻻ بد من فحص عينات من الإفراز المهبلي للتشخيص الصحيح، وتحديد نوع المسبب.

إذا كانت الإفرازات ذات رائحة كريهة ومصاحبة بهرش وألم وتقرحات مهبلية، وكانت الإفرازات سميكة وداكنة البياض أو خضراء أو صفراء معكرة، فهو التهاب بكتيري، وإذا كانت الإفرازات بيضاء سميكة ككتلة الجبن، مع هرش شديد وحرقان بالمهبل والجلد المحيط به، يكون مائلا للحمرة فهو التهاب فطري، وإذا كانت الإفرازات بيضاء أو خضراء أو صفراء ومصحوبة برغاوي وهرش ورائحة كريهة، وتحدث بعد الدورة الشهرية بمدة قصيرة، فيكون السبب طفيلي التريكوموناس، طبعا -أختي- ﻻ بد من تحليل المفرزات لمعرفة المسبب.

أختي: أيضا بسبب الضغط على الأعضاء بالمشد، وقلة التهوية لفترة طويلة، يحدث ما يسمى بكيسة بارتوﻻن حيث التورم الموجود على جانبي فتحة المهبل، طبعا غشاء البكارة يليها وليس ملامسا لها.

غدة بارتوﻻن تقع في جانبي فتحة المهبل في الجزء الخلفي للشفرتين، يعني على شكل عقارب الساعة عندما تشير إلى 4و8، وهي تفرز سوائل تساعد على ترطيب وتليين المهبل، وحين يحدث إعاقة لخروج الإفرازات من الغدة نتيجة لتضيق أو انسداد في فتحاتها، يظهر تورم غير مؤلم مسببا كيسة بارتوﻻن، وفي بعض الأحيان قد يصاب السائل داخل الكيسة بالعدوى البكتيرية، ويؤدي إلى تكون خراجة.

وهنا في حالتك الألم والتورم وعدم اﻻرتياح بعد نزع المشد، ممكن علاجها بمغاطس ماء دافئ وملح في البيت، وهو كاف.

أختي: ينصح بالمحافظة على النظافة الشخصية، وتغيير الملابس الداخلية باستمرار، وتجنب ارتداء ملابس النايلون والمشدات، وتهوية المنطقة، وينصح أيضا بتناول كوب أو كوبين لبن الروب أو الزبادي يوميا؛ ﻻحتوائه على خمائر حية تساهم في حماية المهبل من اﻻلتهابات.

شفاك الله وعافاك -أختي الغالية-، وسدد خطاك وغفر لنا ولك.

مواد ذات صلة

الاستشارات