السؤال
السلام عليكم
أعاني من رهاب اجتماعي ووسواس قهري وأخاف أنا أبدأ في تناول الأدوية الكيمائية نظرا لأعراضها الجانبية.
أريد أن أعرف، هل هناك أعشاب طبيعية تفيد هذين المرضين؟ وهل الحبة السوداء أو عسل النحل يعدل الخلل الكيميائي الذي في المخ؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بادئ ذي بدئ لا بد من التأكد من التشخيص، فكثير من الناس تنتابهم بعض الأعراض البسيطة هنا وهناك، ويلجئون إلى إعطائها مسميات تشخيصية إكلينيكية، وهذا خطأ كبير.
أنا بالطبع أقدر تقديرك للأمور، لكن وددت أن ألفت نظرك لأهمية تأكيد التشخيص، لذا أريدك أن تذهب إلى طبيب نفسي، هذا –أخي الكريم- أفضل، من أجل تأكيد التشخيص، والسبب الآخر هو أنك حين تقابل الطبيب – إذا كان لديك وسواس قهري ورهاب اجتماعي فعلا– سوف تقتنع بتناول الأدوية النفسية، ولا تسمها كيميائية –أيها الفاضل الكريم- هي مستخلصات علمية ليست خطيرة، إن كان لها آثار جانبية معروفة ومحسوبة فالأسبرين له آثار جانبية، والبنادول له آثار جانبية، لكن لم نسمع عن أحد قد تضرر من هذين الدوائين مثلا.
فيا أيها الفاضل الكريم: الأمور قد تغيرت تماما في مجال الطب النفسي، أولا: أصبح المقاس الأساسي لكل شيء هو العلم من حيث العلاج، ومن حيث التشخيص، ومن حيث الأعراض والتأهيل، أصبح يقوم على أسس علمية قائمة على الدليل.
ثانيا: أصبح العلماء أكثر استبصارا ومعرفة وإدراكا بكيمياء الدماغ التي تسبب هذه الحالات النفسية، وعلى ضوء ذلك تم اختراع الأدوية المناسبة والسليمة.
لا يوجد أي نوع من الأعشاب التي تفيد لعلاج الوساوس القهرية أو الرهاب الاجتماعي، والحبة السوداء وعسل النحل بالرغم من فوائدهما المثبتة والمعروفة إلا أنهما ليسا ذا فائدة أساسية في علاج الوسواس القهري أو الرهاب الاجتماعي.
الأدوية التي سوف تفيدك هي الأدوية المعروفة بمحسنات المزاج، الأدوية التي تعمل على تنظيم مادة في الدماغ تسمى بالسيروتونين، وهي تمنع امتصاص هذه المادة انتقائيا بصورة فنية دقيقة جدا.
من أفضل الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري عقار (لسترال)، أو ما يسمى تجاريا أيضا (زولفت) ويسمى علميا (سيرترالين)، والـ (زيروكسات) أيضا، والذي يسمى علميا (باروكستين) عقار رائع، الـ (سبرالكس) والذي يسمى (استالوبرام) عقار رائع.
فيا أخي الكريم: نحن في نعم عظيمة، لا تظلم نفسك، ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله، علمه من علمه وجهله من جهله.
أنا سعيد جدا برسالتك؛ لأنني أعرف أن حالتك هذه يمكن أن تعالج إذا تم تشخيصها، وإذا انتهجت المنهج الذي أقوله لك. فأرجو أن تذهب إلى الطبيب، وأرجو أن تتبع التعليمات والإرشادات التي سوف يفيدك الطبيب بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.