السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر جهودكم في هذا الموقع وما تقدمونه، جعله الله في موازين حسناتكم.
عمري 25 عاما، منذ 4 أشهر واجهت مشكلة الدخول في النوم، وأصبت بإرهاق شديد، ولم أتمكن من النوم في تلك الليلة، ومن بعدها أصبحت أشعر بقلق، إذ لم أستطع النوم، ووجدت زيادة في ضربات القلب، وظللت أحاول أن أنام وأتقلب لساعات ولكني لا أنام، أشعر بخوف شديد من عدم المقدرة على النوم، هذا يحدث كل ليلة وقد سبب لي المتاعب، وكرهت النوم؛ لأنني أفكر بالنوم طيلة اليوم، ووقتي كله بالتفكير فيه.
راجعت طبيبة عامة وأخبرتها بالمشكلة، وأجريت بعض التحاليل اللازمة، فتبين أن لدي نقص فيتامين (د) ونسبته (8)، ونقص فيتامين (ب) نسبته (12)، وقالت لي: قد يكون النقص هو سبب صعوبة النوم، وأنا الآن أستخدم ما صرفته لي، ولكن لا أعلم هل يكون النقص هو سبب المشكلة أم لدي مشكلة أخرى؟
ابتعدت عن شرب المنبهات، وأحاول أن أنتظم على ممارسة الرياضة، وأشغل وقتي حتى لا أفكر بالنوم ولكني لم أستطع التغلب عليه فسرعان ما يعود لي التفكير وخاصة عند الذهاب إلى النوم، أتمنى أن أعود كما كنت، وأن أنسى مشكلة النوم فما العمل -جزاكم الله خيرا-؟ وهل حالتي بسيطة ويمكن التغلب عليها أم أنها صعبة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الحالة التي تعانين منها هي نوع من الأرق المعروف، ويسمى بالأرق الأولي أو المبكر، وهو دائما مرتبط بالقلق النفسي وليس الاكتئاب النفسي، وكثيرا ما تكون هنالك أيضا إشكالات في تنظيم الصحة النومية، ونشاهد ذلك عند بعض الناس الذين لديهم الميول للقلق بطبعهم، أو إذا كانت في حياتهم بعض الصعوبات البسيطة والتي لم يستطيعوا مواجهتها بالصورة الإيجابية المطلوبة.
عموما: نقص فيتامين (ب12) يجب أن يصحح؛ لأنه من المكونات المهمة جدا، ونقص فيتامين (د) أيضا تصحيحه سهل جدا، لا أستطيع أن أقول أنها هي السبب في اضطراب النوم الذي تعانين منه – مع احترامي الشديد لرؤية طبيبتك – لكن أعتقد أن المشكلة تتمثل وتتجسد في وجود قلق أولي أو مبدئي.
هذا يعالج –أيتها الفاضلة الكريمة- من خلال تنظيم الدورة النومية أولا: كما تفضلت تجنبني النوم النهار، اعتمدي على النوم الليلي، واجعلي النوم يبحث عنك ولا تبحثي عنه أبدا، اجلسي على الكرسي مثلا، اقرئي شيئا، ولا تذهبي إلى الفراش إلا عند الشعور بالنعاس، تجنبي المثيرات كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة والكاكاو، ولابد أن تكوني حريصة على ممارسة تمارين الاسترخاء، واستشارة إسلام ويب التي تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها الكيفية التي تمارس بها هذه التمارين، فأرجو أن تطبقيها بإجادة كاملة.
أذكار النوم -أيتها الفاضلة الكريمة- أمر جوهري لأن ينام الإنسان نوما سعيدا طيبا، فاحرصي عليها، اقرئيها بتدبر وتأمل، بل يجب أن تحفظيها كاملة، وقراءة سورة الملك قدر الاستطاعة، والوضوء أيضا ذكر في حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من بات طاهرا بات في شعاره ملك، لا يستيقظ ساعة من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلانا ، فإنه بات طاهرا).
أريدك أيضا أن تكوني معبرة عن ذاتك، لا تحتقني أبدا، الاحتقانات النفسية السلبية تؤدي إلى اضطراب في النوم.
من حيث الأدوية: أنا أفضل استعمال مضادات الاكتئاب القديمة بجرعة صغيرة، ليس لأنك مكتئبة أبدا، لكن هذه الأدوية سليمة ولا تسبب الإدمان، ليست مثل النومات الأخرى، هنالك دواء بسيط جدا يعرف باسم (إيمتربتالين/تربتزول) هو متوفر، وزهيد الثمن، أعتقد ثلاثين حبة بسبعة أو ثمانية ريال سعودي، ولا يحتاج لوصفة طبية.
الإيمتربتالين تناوليه – أختي الفاضلة- بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا ساعتين قبل النوم، استمري عليه لمدة شهر، ثم اجعلي الجرعة نصف حبة – أي 12.5 مليجرام – ليلا لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله، هو ليس تعودي، وليس إدماني، وسوف يسهل عليك النوم كثيرا، له بعض الآثار الجانبية البسيطة، ربما تظهر عليك أو ربما لا تظهر، أهم هذه الآثار الجانبية في الأيام الأولى: الشعور بشيء من الجفاف في الفم، بخلاف ذلك لا أعتقد أنه سوف يسبب لك أي إشكالية.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.