السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صاحب الإستشارة رقم 2309450 أشكركم كل الشكر على الإجابة على سؤالي السابق، لكن أريد أن أفيدكم بأن الرهاب معي منذ فترة طويلة، وحاولت أن أعالج نفسي بنفسي بدون أدوية لكن لم يجد معي هذا الحل، وبدأ الرهاب يزداد معي أكثر، فقررت أن آخذ أحد الأدوية التي كتبتها لي في الإستشارة السابقة، وهي (التفرانيل، الزولفت، الزيروكسات).
الرجاء منكم إفادتي بالدواء المناسب، ما الأفضل لي؟ أم كلها مناسبة؟ والرجاء تحديد الجرعة المناسبة لي وكم من الوقت سأبقى على العلاج، وهل له آثار جانبية أم لا؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك مرة أخرى -أيها الابن الفاضل- في الشبكة الإسلامية، وأنا سعيد أنك قد اقتنعت بتناول الأدوية، وحالتك بسيطة جدا، والتطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك في إجابتي السابقة لا بد أن تطبقها، لا بد أن تجعلها داعمة للعلاج الدوائي.
أنا ذكرت لك الأدوية المشار إليها ليس طلبا لأن تتناولها كلها، لا، أنت تحتاج لدواء واحد، فقط أنا ذكرت الأدوية المختلفة لأوضح لك كمية النعم التي نحن فيها الآن، أنه أصبح لدينا خيارات كبيرة حتى في الأدوية، فلله الحمد والشكر والمنة، هذه الأدوية لم تكن موجودة في الوقت الذي كنت أتدرب فيه للطب النفسي، مثلا عام 1981م، نحن الآن في نعمة عظيمة جدا.
أنا أريدك أيضا أن تناقش موضوع تناول الدواء مع والديك، هذا أفضل، ليس تخوفا من أي شيء، لكن من الأفضل أن تطلعهم على ذلك، هذا جيد –أيها الفاضل الكريم-، والدواء الذي يناسبك هو الـ (زولفت) والذي يسمى علميا (سيرترالين) وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، والجرعة التي تحتاجها صغيرة جدا، تبدأ بنصف حبة، الحبة تحتوي على خمسين مليجراما، تتناول خمسة وعشرين مليجراما ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا، تتناولها بانتظام وانضباط لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي الجرعة العلاجية، ولا تحتاج لأكثر منها، علما بأن الجرعة القصوى هي أربع حبات في اليوم، لكنك تحتاج لحبة واحدة.
بعد انقضاء الثلاثة أشهر –أيها الابن الفاضل- ارجع مرة أخرى للتناول نصف حبة، لأن ذلك يساعدك في التدرج للتوقف من الدواء، لأن التوقف المفاجئ قد يؤدي إلى ما يعرف بالآثار الانسحابية والتي تظهر في شكل قلق. تناول نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف كاملا عن الدواء.
الزولفت ليس لديه آثار جانبية خطيرة، هو دواء سليم، حتى كبار السن، من هم في الثمانينات أو التسعينات من العمر يمكن أن يتناولونه، لأنه لا يؤثر على القلب أو الكبد أو الكلى أو خلايا الدماغ، دواء إيجابي جدا. آثاره الجانبية التي قد تظهر بسيطة، قد يفتح الشهية قليلا نحو الطعام لدى بعض الناس، وفي هذه الحالة يجب أن يحذر الشخص الذي لديه زيادة في الوزن، والأمر الآخر أنه ربما يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية لدى المتزوجين، لكنه لا يؤثر على الصحة الذكورية أو الإنجابية، بل هذه الخاصية تعتبر إيجابية جدا بالنسبة للذين يعانون من سرعة القذف عند المعاشرة الزوجية.
أرجو أن تطمئن تماما -أيها الفاضل الكريم- ونحن سعداء جدا بالتواصل معك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.