كيفية التغلب على المخاوف من الظلام والقصص المخيفة؟

0 510

السؤال

السلام عليكم.

أنا خائفة جدا، وقلبي ضعيف جدا، مع أني أقرأ القرآن وأصلي والحمد لله، أصبحت أداوم على صلاة الفجر من رمضان، إلا أني أشعر بالخوف، وهذا الشيء ملازمني من 7 سنوات، وأنا الآن متزوجة، وأخاف أن أنام في العتمة، مع حبي للنوم بضوء خافت، وأحب أن يكون زوجي جنبي.

وأنا بنت كنت أحب أن يكون أهلي حولي قبل نومي؛ لكي أنسى، قلبي ضعيف، ومخي يتخيل أشياء مخيفة، مع قراءتي سورا قصيرة قبل النوم، والتسبيح، والبكاء إلى الله لكي يريحني من ضعفي، أشعر أنه ضعف إيمان.

أرجو أن تنصحوني، وماذا أفعل لكي أسيطر على خوفي؟ الشعور بالخوف لا ينتابني دائما، لكن عندما أرى شيئا مخيفا، أو أسمع قصة مخيفة، إلى درجة أني أخاف من صوت التلفون عندما يرن، أو أي صوت، وأفتح القرآن والأذكار لكي يخف خوفي، ولكن لا أقدر، ماذا أفعل؟ أرجو أن تردوا علي بسرعة. لا أستطع الاحتمال.

وجزاكم الله خيرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ FD حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

المخاوف من المشاعر الإنسانية الوجدانية المعروفة، وهي مطلوبة في الحياة، ولكن قطعا إذا زادت عن الشيء المطلوب ربما تزيد إلى بعض الصعوبات، مثل التي تكرمت بذكرها.

المخاوف في أغلب الأحيان تكون مكتسبة، وهي ترعرع منذ الصغر، وعليه فخط العلاج يتمثل في أن نحاول أن نضعفها، وذلك بمواجهتها بالتدرج، فأرجو أن تقومي بإجراء ما يعرف بالخارطة السلوكية التحليلية، وهي أن تحددي كل المخاوف التي تعانين منها، بداية بالأقل، ثم الأكثر فالأكثر، وتبدئي في مواجهتها واحدة بعد الأخرى، على أن تكون المواجهة بصفة يومية، لكل واحد من هذه المخاوف ولمدة أسبوع، والمواجهة تكون أولا في الخيال، وعلى أن لا تقل مدة المواجهة في الخيال لمدة نصف ساعة، على سبيل المثال أن تتخيلي أنك في ظلام شديد، ورعد وبرق، ولا يوجد أي شخص حولك، وتظلي في هذا التفكير لمدة نصف ساعة مثلا، هذا سوف يزيد من قلقك في البداية، ثم بعد ذلك سوف يبدأ الشعور بالخوف في النقصان، بعد أن يحدث ما يعرف عند علماء النفسي بفك الارتباط الشرطي.

هذه الحيل والتمارين الذهنية النفسية أثبتت فعاليتها وجدواها، وهي قائمة على أبحاث علمية دقيقة، وبعد المواجهة في الخيال تكون هنالك مواجهة في الواقع، بمعنى أن تظلي في الغرفة، وهي خافتة الإضاءة، لمدة ساعتين مثلا، ثم بعد ذلك تقومي بإطفاء كامل لضوء الغرفة، وتظلي لمدة نصف ساعة في الظلام وهكذا.

كذلك اطلبي من زوجك على سبيل المثال أن لا يظل بجانبك لفترة معينة.

بجانب هذه التمارين السلوكية توجد الآن أدوية تتصف بالفعالية الممتازة في مقاومة المخاوف، وأود أن أرشح لك عقار يعرف باسم زيروكسات، تبدئي بجرعة نصف حبة 10 مليجرام ليلا لمدة أسبوع، ثم ترفع هذه الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى حبة ونصف في اليوم، وتظلي عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضي الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين أيضا.

بجانب العلاج السلوكي والدوائي، وجد أيضا أن تمارين الاسترخاء تساعد كثيرا، وعليه يمكن الحصول على إحدى الأشرطة أو الكتيبات من المكتبات، أو الاتصال بمعالج نفسي لتوضيح كيفية إجراء هذه التمارين على طريقتها الصحيحة.

ختاما: أؤكد لك أن الخوف لا يدل بأي حال من الأحوال على ضعف الإيمان، ولكن ربما حساسية في الشخصية، واكتساب بعض سمات عدم القدرة على المواجهة منذ الطفولة.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات