السؤال
السلام عليكم
كنت أعاني من الخوف من الموت، ثم أصبح خوفا من الأمراض الخطيرة وأوسوس بها، فقبل شهر ونصف ولدت ولادة قيصرية، وبعد الولادة بيومين شعرت بألم في رأسي، ألم شديد من الخلف،
وصداع وعاد لي الوسواس، فقدت شهيتي بشكل كامل، مع غثيان وخوف وتفكير، ونسبة الدم عندي قليلة (7،9)، بدأت بأخذ جرعات الحديد عن طريق الوريد لمدة أسبوع فقط، وعادت شهيتي شيئا فشيئا -ولله الحمد-.
منذ الولادة وأنا أشعر بقلق وتوتر وخوف، خاصة إذا كنت لوحدي، وأشعر بخفقان في القلب، وبعدما انتهيت من فترة النفاس نزلت الدورة الشهرية وصار لها اليوم 12 يوما، والدم متوسط ليس بالغزير ولا بالقليل.
وقبل يومين شعرت بألم في كتفي الأيسر وامتد إلى يدي اليسرى، وتوترت كثيرا، وبحثت عن أسباب ألم الكتف الأيسر، وظهرت لي أمراض مخيفة أصبت بالهلع والخوف، وأصبح حالي لا يسر أبدا، ولا أستطيع النوم من الخوف، وأصبحت أدور بالمنزل متوترة، وفقدت شهيتي، وفي اليوم ذاته عدت إلى بيتي ولكن لا أشعر بأي سعادة، بل قلق وخوف، وفقدان في الشهية، وضيق.
بحثت بالإنترنت عن أسباب فقدان الشهية فظهرت لي العديد من الأمراض، وعادت لي الوساوس مرة أخرى فربطتها بما يؤلمني، بالرغم أنني أخرج إلى بيت أهلي، وإلى التجمعات، ولكني أشعر بقلق وخوف، وفقدان في الشهية، ولا أشعر بالسعادة أبدا.
يزيد هذا الشعور كلما نظرت إلى طفلي وحجم المسؤولية، فهذا أول طفل ولا أزال غير معتادة على وجوده وعلى تحمل مسؤوليته، ولا أطيق البقاء لوحدي أبدا، كرهت حياتي وأتمنى أن أعيش مثل بقية الناس، أريد أن أشعر بالسعادة وأن أعود كما كنت، وأريد أن تعود شهيتي فهي تسبب لي القلق الشديد، وأريد أن أقوم بالتحاليل، فما رأيكم هل أقوم بها؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونبارك لك المولود، ونسأل الله تعالى أن يجعله من الصالحين.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت أصلا لديك بعض القابلية للقلق وللتوتر فيما يظهر لي، لذا ظهرت عندك أعراض المخاوف القلقية، أو ما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، ويعرف أن فترة النفاس بها الكثير من الضعف والهشاشة النفسية نسبة للتقلبات الهرمونية التي تحدث بعد الولادة، وفترة الهشاشة هذه تزداد فيها الأعراض النفسية التي كانت موجودة مسبقا، أو ربما تظهر أعراض جديدة، ولذا كثير من النساء قد يتعرضن لما يسمى باكتئاب النفاس.
الحمد لله تعالى أنت لم تصلي لهذه المرحلة، وهذا أمر جيد وطيب، الذي ألاحظه أن كل الأمر ينحصر في قلق المخاوف، لكن أيضا صحتك العضوية لابد أن نطمئن عليها، فلابد أن تتأكدي من مستوى الدم، وليس هنالك ما يجعلك أبدا تتخوفين من إجراء الفحوصات، إذا لم يصل الدم إلى مستوى العشرة جرام، فأنت محتاجة لتناول بعض العلاجات: مكونات الحديد، والتغذية، أو حسب ما ينصحك الطبيب به.
أرجو أن تطمئني، وأنا أرى إن استطعت أن تقابلي طبيبا نفسيا أيضا هذا سوف يكون جيدا بالنسبة لك، وإن لم تستطيعي أعتقد إذا تحدثت مع طبيبة الأسرة يمكن أن تصف لك أحد مضادات قلق المخاوف، وأفضل دواء هو عقار (زيروكسات) والذي يسمى علميا (باروكستين)، الدواء سليم في أثناء الرضاعة، لذا نحن ننصح به.
أنت تحتاجين لتناول الزيروكسات بجرعة صغيرة، عشرة مليجرام – أي نصف حبة يوميا – لمدة أسبوعين، ثم تجعليها حبة كاملة (عشرون مليجراما) لمدة ثلاثة أشهر، حتى نضمن ألا يحدث لك اكتئاب ما بعد الولادة، فترة الثلاثة أشهر على جرعة العشرين مليجراما تعتبر معقولة جدا.
بعد ذلك – أي بعد انقضاء الثلاثة أشهر – تخفضي جرعة الزيروكسات إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم تجعليها عشرة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
أعتقد بتناول الزيروكسات أحوالك سوف تتحسن كثيرا، هو دواء فعال لإزالة القلق والمخاوف والوساوس، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة بسيطة، وكما ذكرت لك: التواصل مع الطبيبة مهم، وموضوع استمرار الدورة الشهرية لمدة 12 يوما، هذا مزعج بعض الشيء، وسوف تنصحك الطبيبة في هذا السياق.
النوم الليلي المبكر مهم جدا، والشهية -إن شاء الله- سوف تتحسن تدريجيا، وعقار زيروكسات – الذي وصفناه لك – فاتح للشهية، وقطعا حين يقل القلق والتوتر سوف تتحسن شهيتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.