السؤال
السلام عليكم
ثقتي بالله كبيرة في الشفاء، ثم في أطباء هذا الموقع، صاحب النصائح القيمة، وأتمنى أن تطمئنوني، وأجركم على الله.
أنا شاب بعمر 28 سنة، وزني 69 كغ، وطولي 1.80، أعزب ومدخن، لا أمارس الرياضة منذ مدة طويلة، ولا أحب تناول وجبة الإفطار والغداء، فقط أكتفي بوجبة العشاء، علما حالتي المادية الحمد لله، ولا أنام مبكرا، عملي على المكتب باستعمال الحاسوب يفوق 12 ساعة، وضغط الدم 11/8 والسكري صائم 0.80 وبعد الأكل 1.20، وتحليل فقر الدم سليمة، والحمد لله.
مشكلتي بدأت بعد قراءة أعراض سرطان المخ على الانترنت، منذ 8 أشهر أصبحت أسقط الأعراض على نفسي، ومن هذه الأعراض ركزت على فقدان التوازن، والصداع والغثيان وزغللة في العين، عند استيقاظي كل يوم مباشرة من النوم أبدأ في تفحص نفسي، هل لدي صداع أم لا؟ هل لدي غثيان أم لا؟ والحمد لله، لا يوجد أي شيء لكن الشيء الذي أتعبني كثيرا حتى سئمت وكرهت نفسي هو إحساس لم أستطع تمييزه، يشبه الدوار، أو كأنني على وشك السقوط وشد في الرقبة من الخلف بدون ألم أثناء المشي، خاصة أمام الناس، أو الدخول إلى مكان مزدحم، لكنه إحساس بدون فقدان للوعي أو ترنح أو محاولة الإمساك بشيء ما، والشيء الغريب عندما أكون في السيارة أو في البيت أو في العمل لا أحسه حتى عندما أمشي.
ذهبت إلى طبيب الأسرة أكثر من 9 مرات، وقام بالفحوصات الروتينية، وأخبرني أنه لا شيء يدعو للقلق، وأن ما أعاني منه حالة نفسية، وهلع وتوهم مرض، وصرف لي دواء Sulpiride 50 Mg و calcibronat 2 g و Isotamine 2 Mg و paralgan 500 Mg.
أنا لا أستطع الذهاب إلى طبيب مختص في جراحة المخ، والأعصاب خوفا أن يطلب مني عمل أشعة مقطعية للرأس، ويظهر أن لدي سرطانا في المخ، وحياتي ستدمر ولا أستطيع العيش أبدا.
ثقتي بكم كبيرة في فهم ما أعانيه، وإعطائي حلا يخرجني من ما أنا فيه، لقد فقدت طعم الحياة حتى الابتسامة نسيتها.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ jhon حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
نوعية الأعراض التي تشتكي منها شائعة وموجودة لدى الكثير من الناس، والخوف الذي يعتريك –وهو الخوف من مرض السرطان– موجود أيضا، ونحن في زمن كثرت فيه المخاوف، افتقد فيه الناس الطمأنينة، وكثرت الأمراض، وكثر موت الفجأة، لذا تجد أن بعض الناس تطبق عليهم النظرات التشاؤمية، ويأتيهم هذا التخوف من الأمراض.
أيها الفاضل الكريم: أعراضك نفسية مائة بالمائة، أنت تتكلم عن موضوع افتراضي، وما هو افتراضي لا يعني أنه حقيقي، أنا أرى من الضروري أن تذهب وتقابل الطبيب – طبيب الأعصاب – ولست في حاجة لطبيب جراحة المخ.
طبيب الأعصاب سوف يقوم بفحصك ليؤكد لك مرة أخرى أن حالتك هي حالة نفسية وليست حالة عضوية.
أنا أرى أنك لن تقتنع أبدا إذا لم تقابل الطبيب المختص، وحتى تمهد لمقابلة الطبيب وتقل مخاوفك أريدك أن تستعمل الدواء الذي يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، هو أحد الأدوية الممتازة، الأدوية السليمة، أحد مضادات الخوف والقلق والتوتر المعروفة، ولا داعي لاستعمال السلبرايد.
تبدأ جرعة السبرالكس بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم خمسة مليجرام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه هي الطريقة الصحيحة التي تستعمل بها هذا الدواء السليم والفاعل، وبعد الاستمرار عليه لمدة شهر ونصف سوف تحس بتحسن كبير، سوف تحس أن أعراضك بدأت في التلاشي، وأن مخاوفك ومفاهيمك حول سرطان المخ أيضا قد أصبحت قليلة؛ هنا اذهب لطبيب الأعصاب فقط لأجل أن تطمئن أكثر، وأقدم على إجراء الصورة المقطعية للدماغ حتى تطمئن.
أيها الفاضل الكريم: اصرف انتباهك عن هذه الأعراض من خلال الاجتهاد في حياتك، وفي عملك، وفي تواصلك الاجتماعي، أن تحرص على ممارسة الرياضة، أن تحرص على صلواتك في المسجد، وأن تحرص على أذكار الصباح والمساء، فهي حافظة وباعثة للطمأنينة في النفس البشرية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.