كلما أردت التحدث أتلعثم وتزداد ضربات قلبي.

0 219

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أنني حينما أتكلم أتلعثم، ويبدأ قلبي يضرب بشدة، إذا كنت أتحدث مع شخص ما، في السابق كان هذا يحصل مع الأشخاص الغرباء، أما الآن فحتى مع أبي وأمي، وخاصة إن كنت أريد أن أحكي قصة أو أشرح شيئا طويلا، أما الكلام العادي والقصير فلا، وحتى وإن كان هذا الشخص غريبا.

مؤخرا أصبح يتكرر كثيرا، حيث أكون أحكي عن شيء فأتوقف عن الكلام فجأة، لا أستطيع أن أتم، لا أعرف كيف أصف لغيري ما سبب توقفي، كما أنه يسبب لي إحراجا كبيرا، إن كان هذا الشخص لا أعرفه، حتى وإن لم أكن خائفة، ويحصل لي فجأة.

قد يكون بسبب شدة التركيز في الكلام؛ لأني لست معتادة على التحدث كثيرا، وقد أصبح هذا الأمر يزيد في خوفي من الكلام؛ لأني كلما أتذكر ذلك أصاب بالتأتأة، وتزيد ضربات قلبي.

وبسبب خوفي، وأحيانا بدون خوف، أنطق الكلمات بشكل غير صحيح، كأن أنطق الكلمة التي فيها حرف الشين سينا أو الطاء تاء، وهكذا في الحروف المتقاربة.

أرجو منكم نصيحتي، ماذا أفعل؟ وخاصة أن هذا الأمر يزداد، وأنا في حاجة إلى أن أجيد التحدث مع الناس؛ لأني أود أن أكون داعية، وهذا الأمر يؤرقني كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك، وأنا أقول لك: إن شاء الله تعالى الأمر بسيط للدرجة التي لا تتصورينها، هذا التعثر الكلامي الذي يأتيك سببه أنه لديك نوع من الخوف الاجتماعي، أي الخوف عند المواجهات، ويعرف أن الحبسة الكلامية أو التلعثم أو تخيل ذلك، من الإفرازات والنتائج التي نشاهدها لدى أصحاب الخوف الاجتماعي.

أول علاج هو أن تحقري هذه الفكرة، أن تحقري فكرة التلعثم، وأنك تعانين من خوف، ولا بد أن تجري حوارا داخليا مع نفسك، أنك لست بأقل من الآخرين، أنك لست بأضعف من الآخرين، وأمرا آخر أود أن أؤكده لك أن درجة الحبسة الكلامية أو التلعثم عادة ليست بالشدة التي تتصورينها، كلامي هذا مدعوم وقائم على أسس علمية، فقد أثبت بما لا يدع مجال للشك أن أصحاب الخوف الاجتماعي يتصورون غير الحقيقة أو بصورة مبالغة أنهم يتلعثمون، أو أنهم يرتجفون أو أنهم سوف يسقطون أرضا، أن الآخرين يحتقرونهم ويستهزئون بهم، هذا كله أثبت أنه ليس صحيحا.

النقطة الثانية: أريدك أن تطبقي ما يعرف بتمارين الاسترخاء، وقد أشرنا إلى ذلك في استشارة إسلام ويب والتي رقمها 2136015 كرري هذه التمارين بمعدل مرة صباح ومرة مساء لمدة أسبوعين، ففيها فائدة كبيرة جدا.

النقطة الثالثة: أريدك أن تطبقي تمرينا سلوكيا بسيطا، اجلسي داخل الغرفة، تأملي أنك أمام جمع كبير جدا من الناس، وطلب منك أن تقدمي عرضا لموضوع ما، وابدئي في عرض هذا الموضوع بصوت عال مرتفع، حاولي أن ترتبي نبرات كلامك، وقومي بتسجيل هذا العرض، ثم الاستماع إليه بعد ذلك، سوف تجدين أن أداءك أفضل مما تتصورين، فترة العرض غالبا لا تقل عن 10 دقاق إلى ربع ساعة، وهذا التمرين أيضا يكرر يوميا لمدة أسبوعين، التمرين الثالث يقوم على أن تقرئي بصوت مرتفع وبهدوء وبطء لمدة نصف ساعة يوميا.

رابعا -أيتها الفاضلة الكريمة- أنت بفضل الله تعالى تريدين أن تكوني داعية، وهذا أمرا عظيم جدا، وأول خطواتك التأهيلية يجب أن تكون الانضمام لحلقة لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم، هذه الحلقات مع المحفظات والدارسات فيها خير عظيم جدا، قراءة القرآن بترتيل وتؤدة وتعلم مخارج ومداخل الحروف يجعلك أكثر طلاقة، كما أن محيط هذه الحلقات فيه خير كثير، فيه سكينة، فيه رحمة، تحفها الملائكة -إن شاء الله تعالى-، أي الحلقات في حد ذاتها مبعث كبير على الطمأنينة، فأرجو أن تحرصي على حضور هذه الحلقات.

خامسا: تطوير نسيجك الاجتماعي، تتواصلين مع صديقاتك وأرحامك من النساء، وكوني متحدثة، وأكثري من القراءة والاطلاع.

سادسا: إذا كان بالإمكان مقابلة أخصائي تخاطب، فهذا أيضا سوف يفيدك.

النقطة الأخيرة: أبشرك أنه توجد أدوية ممتازة جدا مقاومة للمخاوف إذا كان عمرك أكثر من 20 عاما، يمكن أن تستعملي الدواء، إذا أقل من ذلك فلا يمكن أن تستعملي الدواء، ومن أفضل الأدوية دواء يعرف باسم ديروكسات وهو متوفر في المغرب واسمه العلمي باروكستين، الجرعة في حالتك نصف حبة 10 مليجرام ليلا لمدة 10 أيام، ثم تجعليها حبة واحدة ليلا لمدة 3 أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفين عن تناول الدواء، هو دواء سليم.

حفظك الله ووفقك.

مواد ذات صلة

الاستشارات