السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب، عمري 32 عاما، عانيت -والحمد لله على كل حال- قبل فترة من أعراض نغزات بالصدر وتنميل وخدر وخوف، وذهبت لأكثر من مستشفى ومراكز تحاليل، ولله الحمد كل شيء سليم تقريبا.
كانت تأتي لي تخيلات كلها محزنة، واضطراب في النوم، وبعدها نصحني أحد الزملاء بعيادة نفسية، فذهبت لعيادة متخصصة في الرياض لدكتور نفسي وإدمان، وقال عندك خوف وقلق واكتئاب، وأعطاني دواء (برستيك) حبة لمدة شهر، ثم الشهر الثاني حبتين، ثم ثلاث حبات الشهر الثالث، ومعه نصف حبة (ميزاجين)، استمررت لمدة 4 أشهر مع الدكتور.
تحسنت حالتي من الشهر الأول -والحمدلله-، وبعدها قال الموعد القادم سنبدأ بتخفيض الجرعات لك، لكن الدكتور خرج من السعودية خروجا نهائيا، وبدأت من تلقاء نفسي بالنزول تدريجيا لمدة 4 أشهر أخرى، وبعده أوقفت العلاج، وبعد شهر بدأت ترجع الأعراض لكنها خفيفة، رجعت وسببت لي بعض المخاوف، حاولت أقاوم وما استطعت، فرجعت لنفس البرنامج الأول، وأنا الآن آخذ 3 حبات برستيك وميرزاجن.
سؤالي: هل طريقتي صحيحة في أخذ الدواء؟ لأني أخذته بحكم عملي في أماكن نائية ولا يوجد فيها عيادة تخصصية.
أرجو توجيهي وإرشادي، وجزاكم الله خيرا، ووفقكم لما يحب ويرضى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله خضير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: دواء البرستيك دواء جيد، لكن يعاب عليه أن التوقف منه قد يؤدي إلى آثار انسحابية، وأنت الآن تتناوله بجرعة كبيرة، 3 حبات في اليوم، أي 150 مليجراما، والجرعة القصوى المسموح بها هي 100 مليجراما في اليوم، فأنا أنصحك أن تخفضه الآن إلى حبتين في اليوم، والميزاجين هو الـ (ميرتازبين) يمكن أن تتناول منه نصف حبة ليلا.
استمر على هذا المنوال لمدة شهرين، ثم بعد ذلك اجعل البرستيك حبة واحدة، واستمر أيضا لمدة شهرين آخرين، ثم بعد ذلك توقف عن الميزاجين نهائيا، واستمر على البرستيك لشهرين آخرين، وهنا تكون أكملت 6 أشهر، ثم بعد ذلك تناول البرستيك حبة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
هذه –أخي الكريم– هي الطريقة الأفضل، ولابد أن تدعم صحتك النفسية بأمور سلوكية كثيرة، أهمها:
- تنظيم الوقت وترتيبه بصورة جيدة.
- النوم الليلي المبكر والاستيقاظ المبكر.
- ممارسة الرياضة.
- ممارسة تمارين الاسترخاء.
- الحرص على الصلاة في وقتها.
- تطوير علاقاتك ونسيجك الاجتماعي.
- أن تكون لك أهداف حياتية واضحة، وأن تضع الآليات والوسائل والطرق التي توصلك إلى أهدافك...
هذه –أخي الكريم– أمور ضرورية جدا لتطوير الصحة النفسية، والآن العلماء يتحدثون عما يعرف بالصحة النفسية الإيجابية، وليست الصحة النفسية فقط، لأن اختفاء الأعراض النفسية في حد ذاته لا يعني كمال الصحة أبدا، إنما الشعور بالثبات واليقين والطمأنينة والسعادة ووضوح الرؤية الفكرية، وأن يكون الإنسان مفيدا لنفسه ولغيره، هذه هي الصحة النفسية الإيجابية، والتي أريدك أن تصل إليها.
بارك الله فيك –أخي الكريم– وأسأل الله لك التوفيق والسداد.