ما زلت أعيش بعد وفاة والدي قلقا واكتئابا..فهل من علاج؟

0 207

السؤال

السلام عليكم

عمري 23 سنة، كانت حياتي سعيدة، ولكن الآن والله حياتي كلها أعراض، القصة بدأت قبل سنة، مات أبي، وتعرضت لانهيار عصبي، وانتفاخ في البطن، فذهبت للمستشفى، وفحصوني، وقالوا لي عندك انهيار عصبي وتوتر، فأخذت علاج (lexomil) ومغنيزيوم.

المهم مع مرور الوقت أحسست براحة، ولكن بعد مرور شهر بدأت أفكر في أبي، وأحسست بقلق وتوتر واكتئاب، وعدم الشعور بالحياة، وجاءتني أعراض مثل الإمساك وآلام في البطن، مع نبض في البطن، وعدم الأكل.

بعد مرور شهر وقع لي شد عضلي في الظهر، ذهبت إلى الطبيب، فقال لي: عندك قولون عصبي، وقلق؛ فأخذت علاجا (dogmatil وlibrax) ولكن زادت الأعراض كثيرا، مثل الأرق، والوسوسة، وآلام القولون، والحموضة، والتعب، وبعد مرور عام ذهبت الأعراض، ولكن الآن عندي أعراض خطيرة، مثل غازات كثيرة، وآلام في الصدر جهة القلب، ونغز في القلب، وضيق في الصدر، ووسوسة في القلب.

ذهبت للطبيب فعملت فحوصات للقلب، والحمد لله كلها سليمة، وقال لي: عندك قلق، والله تعبت، علما أني منذ 2010 وأنا أسهر، فعندي إدمان على السهر، والعادة السرية، والله تغيرت حياتي، فتركت الدراسة، وكل شيء، وعندي رهاب اجتماعي، وأحب العزلة، وعندي خوف من الأمراض، وأبي قد مات بتلف الكبد، وأنا الآن أعاني آلاما في الصدر.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى بويس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل الأشياء التي شعرت بها واضح أن لها علاقة بوفاة الوالد، الأعراض الجسمية المختلفة، من انتفاخات البطن، والقولون، والإمساك، وعدم الأكل، والآن القلق؛ واضح أنها كلها لها علاقة بوفاة الوالد.

عادة من الطبيعي أن يحزن الإنسان لفقد شخص عزيز عليه لفترة من الوقت، ولكن بمرور الوقت ينسى الشخص، ويعيش حياته طبيعية، هذا من نعم الله علينا؛ أن ننسى المصائب، ونعيش حياتنا طبيعية، ولكن الاستمرار في الحزن لفترة طويلة يكون شيئا غير طبيعي، وواضح أنك ما زالت حزينا على والدك، والدليل أنك الآن تقريبا تشكو من أعراض شبيهة بالذي توفى منها الوالد، وهذا دليل على الحزن المرضي الذي يتطلب علاجا في حد ذاته، ولا يكفيه علاج الأدوية فقط، بل يتطلب علاجا نفسيا.

الأدوية قد تفيد في الحزن الغير طبيعي، قد تزيل بعض الأعراض، ولكن العلاج المثالي هو علاج نفسي، علاج نفسي يتطلب الجلوس إلى معالج نفسي لفترة من الوقت؛ للتحدث عن العلاقة بوالدك، والتحدث عنه، وحتى أحيانا حتى إذا كان هذا الشيء فيه ألم فليخرج هذا الألم من داخلك، وليخرج الحزن الذي داخلك إلى الخارج، فرغ ما بداخلك من حزن بدأ يظهر من خلال أعراض جسميه، هذا هو العلاج الأمثل.

أما الحبوب كلها فقد تكون مهدئة للقلق، ولكنها لا تعالج العلة الأساسية وهي الحزن الغير طبيعي، وهنا أود أوضح أشياء يجب عدم الاستمرار في الحبوب التي تؤدي إلى الاعتمادية أو الإدمان، وعلى رأسها اثنين من الأدوية التي ذكرتها، وهي الليبراكس وlexomil، بها مواد مهدئة قد تؤدي إلى الإدمان، لا مانع من تناول الدوجماتيل بجرعة خفيفة؛ لأنه لا يؤدي إلى إدمان حتى تكتمل الجلسات النفسية مع المعالج النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات