السؤال
السلام عليكم.
قبل 4 سنوات عانيت من نوبة صرعية، من تشنج وإغماء وخروج الزبد من الفم، وقد حصل هذا الأمر مرة واحدة، ولم يتكرر منذ ذلك الوقت، علما بأن لي أربعة إخوة لديهم شحنات كهربائية زائدة على الدماغ، ووالداي لا يعانيان من ذلك.
خلال السنوات الماضية كنت أتناول التغريتول، وأحيانا تختلف الكمية حين أشعر بالصداع، فأتناول حبة إضافية لإزالة ألم الرأس، قبل سنة صارت يدي اليسرى ترتعش، وحين أصبح ارتعاشها ملحوظا، لم يعرها الطبيب اهتماما, فتوجهت لطبيب آخر، وقام بتبديل الدواء إلى دواء الديبيكين، وذلك منذ شهر.
أصبحت أعاني من الآثار الجانبية للدواء في البداية، كالإعياء والرغبة في الاستفراغ، ومن ثم خفت، ولكن الآن أطرافي العلوية والسفلية ترتعش، وحين أكون نائمة، أشعر وكأن زلزالا يهز السرير، وهذه رابع مرة ينتابني هذا الشعور، حيث يرتعش جسدي وأنا نائمة.
قمت بعمل تخطيط للدماغ بتاريخ 20/7/2016، واتضح بأن الشحنات الكهربائية مسيطرة عليه، وأن وضعي في تحسن مقارنة بالتخطيط السابق، ولكن الآن يغشي السواد على عيني لثوان، ولا أستطيع الرؤية، وأشعر بالثقل ونبض في رأسي، وألم شديد في جوانب الرأس عند الصداع.
أرجو تفسير حالتي، وأشعر بالخوف الشديد بسبب بصري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.
أيتها الفاضلة الكريمة: المبادئ الرئيسية والأساسية والجوهرية لعلاج مرضى الصرع، هو الالتزام التام والقاطع بالجرعة الدوائية في وقتها، وحسب ما يقرره الطبيب، فإن عدم الانتظام في الدواء حتى ولو لجرعة واحدة له آثار سلبية كبيرة جدا.
الدباكين دواء ممتاز ودواء فاعل جدا، وأنت الآن قمت بإجراء تخطيط الدماغ، وكان التخطيط سليما، وهذا أمر جيد ومشجع، مهما كانت الأعراض التي تنتابك الآن، أرجو الالتزام التام بجرعة الدواء التي وصفها لك الطبيب، هذه نصيحتي أرجو اتباعها.
أما بالنسبة للأعراض التي تحدثت عنها: فأنا أراها أعراضا قلقية، معظم المرضى الذين لديهم شحنات كهربائية زائدة أو بؤر صرعية نشطة أو حتى خاملة، كثيرا ما يأتيهم قلق وانشغال وتفكير وهواجس ووسوسة حول هذا المرض، وكثير من الحالات – أي الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات الصرعية – بعد أن يتم التحكم التام في التشنجات الصرعية عن طريق الدواء، تجدهم يصابون أو يحدث لهم ما يمكن أن نسميه بالصرع الكاذب، يعني قد تأتيهم حركات أو تشنجات ذات طابع نفسي وليس طابعا عضويا، ولكن نسبة لانشغالهم وتخوفهم من المرض تحدث لهم هذه التشنجات الكاذبة.
أنا أرى أن لديك شيئا من هذا الذي وصفته لك، شعورك بعدم الرؤية في بعض الأحيان وارتعاش الجسد: لا أعتقد أنه ناتج من اضطراب حقيقي في زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ، هذا الأمر قد تم التحكم فيه من خلال تناول عقار الدباكين، وهو عقار فاعل جدا، فأرجو الالتزام به، ومواصلة متابعتك للطبيب، وتجاهل هذه الأعراض تجاهلا تاما، وعليك بالنوم الليلي المبكر، هذا مهم جدا، النوم يريحك كثيرا.
وأنا أرى أيضا أنه سيكون من الأفضل أن تتناولي دواء مضادا للقلق بجرعة صغيرة، شاوري طبيبك حول الدواء الذي يسمى (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد)، تناوله بجرعة خمسين مليجراما يوميا لمدة شهرين، أعتقد أنه سوف يؤدي إلى اختفاء هذه الأعراض القلقية والتوترية التي تعانين منها، وذلك بجانب الحرص على الاسترخاء الجسدي والذهني وكذلك النوم المبكر كما ذكرت لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.