السؤال
السلام عليكم
علمت من أحد الأصدقاء أن أدوية مضادات الاكتئاب قد تسبب الشفاء من إدمان العادة السرية بإذن الله؟ هل هذا صحيح؟ وما اسم أفضل دواء يمكنني استخدامه في هذه الحالة؟
السلام عليكم
علمت من أحد الأصدقاء أن أدوية مضادات الاكتئاب قد تسبب الشفاء من إدمان العادة السرية بإذن الله؟ هل هذا صحيح؟ وما اسم أفضل دواء يمكنني استخدامه في هذه الحالة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أريد أن أصدمك أو أخذلك وأبدأ بالقول أن أدوية الاكتئاب لا تؤدي إلى الشفاء من العادة السرية، هذه حقيقة، لكنها قد تخفف الجانب القلقي المرتبط بالعادة السرية، وبما أن التعاطي مع هذه العادة هو تعاطي نمطي متكرر ربما تخفف الأدوية المضادة للاكتئاب من ذلك، مما يساعد الإنسان على التوقف.
إذا هذه الأدوية لها دورها في المساعدة على التوقف من العادة السرية، لكن لا أحد يستطيع أن يقول إنها هي الحل، لا، الحل هو التصميم، والعزيمة، وأن تفرق بين الحلال والحرام، وأن تعرف أن هذه العادة استعباد للنفس، وانجراف وانجرار نحو الشهوات، والخيال الجنسي المرتبط بالعادة السرية خطير جدا، وإدمان العادة السرية قطعا يؤدي إلى صعوبات وربما فشل كبير في المعاشرة الزوجية المستقبلية.
فيا أخي الكريم: هذه يجب أن تكون الدوافع والمحفزات التي تساعد على التوقف عن العادة السرية، ويا أخي الكريم: الإقدام على الزواج هو الحل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)، والزواج ليس بالصعوبة التي يتصورها الشباب، والزواج باب من أبواب الأرزاق، وباب من أبواب الاستقرار النفسي، وسكن ومودة ورحمة.
والحل أيضا هو الصيام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في بقية هذا الحديث آنفا: (ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
هذا هو الذي أنصحك به، والتوقف عن العادة السرية يتطلب يقظة الضمير، يتطلب احتراما للنفس، يتطلب الارتقاء بالنفس، يتطلب تقوية شفرات الفضيلة لدى الإنسان، يتطلب أولا وآخر خشية الله تعالى وأنه ناظر إليك ويعلم سرك وعلانيتك، ويعلم السر وأخفى، {ألم يعلم بأن الله يرى}، وأنا متأكد أنك حريص على ذلك كله.
أيضا أن يشغل الإنسان نفسه بما هو مفيد، أن يكون باحثا عن معالي الأمور، ويريد أن يرتقي بنفسه في مجال علمه، وفي مجال عبادته، صلاته، صلة رحمه، بر والديه، الاطلاع، مجالسة العلماء وأهل الأخلاق السامية... هذا – يا أخي – كله يخرج الإنسان من هذه الممارسة.
بالنسبة للأدوية: يقال أن عقار (فافرين) ربما يساعد، وجرعته هي خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم ترفع إلى مائة مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.