السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا صاحبه الاستشارة رقم 231186، سبق أن استفسرت عن حالة أمي والصداع الذي تعاني منه، وأنها قامت بفحوصات عديدة: منها رنين مغناطيسي على المخ، وفحص العيون، وفحص الجيوب الأنفية، وأشعة مقطعية على الجيوب الأنفية، وفحص الأسنان أيضا، وكل الفحوصات سليمة وليس بها شيء، وشخصها دكتور المخ والأعصاب أنه صداع توتري، وأخذت علاج اسيتا وتربتيزول وامبريد ولكن بدون جدوى، الصداع مستمر معها يوميا في أيام قليلة بسيطة ويعود للشدة ثانيه.
أنا خائفة من مرض التهاب الشريان الصدغي، فهل هناك احتمال بإصابتها به؟ وما هي الفحوصات التي يجب أن تجريها بعد كل هذه الفحوصات التي أجريناها؟
حالتي النفسية سيئة للغاية، وقلقة جدا على أمي، فأنا ابنتها الوحيدة وهي كل ما أملك في الحياة، أرجوكم ساعدوني، وأرجو مراجعة الاستشارة رقم 231186، وسبق أن كان لي استشارة أخرى وأجبتم عليها جزاكم الله خيرا، ولكن أريد أن تجيبوا على هذه الأسئلة ومطابقتها باستشارة رقم 231186 لأن بها حالة أمي بشكل تفصيلي، لأنني قلقة من مرض التهاب الشريان الصدغي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التهاب الشريان الصدغي (Temporal arteritis) التهاب في الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة فهو لا يصيب الشرايين الصدغية فقط، وعند إصابة الشرايين الصدغية فإنه يؤدي إلى مشاكل في الإبصار ومرض ازدواج الرؤية - Diplopia، ونوبات من الشلل الدماغي المؤقت Transient ischemic attack أو شلل دماغي - Cerebral palsy، وألم شديد في عضلات المضغ الألم في منطقة الفك عند المضغ وتختفي عند التوقف عن المضغ بالإضافة إلى الصداع.
والتشخيص من خلال فحص الدم مثل زيادة في معدل ترسب كريات الدم الحمراء (ESR), ارتفاع مستوى بروتين CRP، بالإضافة إلى التصوير بالأمواج فوق الصوتية مع دوبلر (Doppler Ultrasound, Dupplex) للشرايين الصدغية, قد تساهم أحيانا في التشخيص, ولكن هذا الفحص ليس ذا نوعية تشخيصية (Diagnostic Specificity) كافية، والوسيلة التشخيصية المتعارف عليها والأكثر وثوقا هي أخذ خزعة أو عينة من الشريان (Biopsy) من الشريان الصدغي، ومن المستبعد إصابة الوالدة بذلك المرض.
وما قد يلفت النظر إلى المزيد من البحث واستشارة استشاري مخ وأعصاب هو ألم العصب الخامس Trigeminal neuralgiaويمتاز بأنه يأتي في نوبات ألم وصداع تصيب منطقة الوجه وتستمر لعدة ثوان في كل مرة، ولكن مع تقدم المرض قد تظل النوبات لمدد طويلة، ومن المثيرات والمحفزات لحدوث ذلك الألم تناول الطعام الصلب الذي يحتاج إلى مضغ، تنظيف الأسنان، أو حتى مرور الهواء البارد على الوجه والاستحمام، وغالبا ما توصف النوبة كضربة كهربائية في المنطقة المشار إليها وقد تمر فترات زمنية طويلة دون حدوث نوبات ألم، وقد تكون بالمقابل فترات تشهد الكثير من النوبات.
ويمكنها في الفترة القادمة أخذ جرعات من حقن neurobion المغذية للأعصاب يوما بعد يوم في العضل عدد 6 إلى 10 حقن، مع ضرورة أخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل، ثم تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية 50000 وحدة دولية كل أسبوع كبسولة واحدة لمدة شهرين إلى 4 شهور، مع تناول بعض المسكنات لعلاج الألم.
كذلك فإن الأدوية المضادة للتشنجات Anticonvulsants مثل Tegretol, أو Carbatrol قد تفيد في علاج مثل تلك الحالات كذلك قد تستخدم الأدوية الباسطة للعضلات مثل Gablofen, Lioresal مع الأدوية المضادة للتشنجات.
ويمكنها الاستفادة كثيرا من الأدوية المضادة للاكتئاب مثل كبسولات prozac 20 mg قرص واحد يوميا لعدة شهور لما لها من فائدة -إن شاء الله- في تحسن الحالة النفسية، ومساعدة العلاج في إتمام الشفاء -إن شاء الله-، ولكن كما قلت لك يجب المتابعة مع طبيب استشاري مخ وأعصاب؛ لأنه الأكثر قربا من حالة الوالدة حفظها الله، ومن الأعراض التي تعاني منها؛ وبالتالي عدم أخذ تلك الدوية إلا من خلال وصفة طبية من الاستشاري.
وفقكم الله لما فيه الخير.