أصبت بأرق واضطراب في النوم قبل العيد وبعده، فما العلاج؟

0 372

السؤال

السلام عليكم

1- قبل العيد بيوم لم أستطع النوم إلا بعد مرور 3 ساعات ونصف، وأنا أحاول النوم وعندما استيقظت من النوم كان نومي قليلا، ولم أستطع الشعور بنفسي أو بإحساس العيد؛ مما سبب لي الاكتئاب الشديد، وأصبحت بعدها لمدة أسبوع تقريبا لا أنام إلا 5 أو 4 ساعات مما أثر علي وسبب لي شدا فظيعا في رأسي وأعصابي، وذهبت لطبيب أعصاب وصرف لي سيبراليكس 10 mg و telax لمدة 3 أسابيع.

سؤالي: هل المدة كافية للدواءين خصوصا السيبراليكس لأخذ مفعوله؟

علما بأنه ليس طبيبا نفسيا، وإنما طبيب أعصاب، وقد نصحني بعد 3 أسابيع إن لم أجد تحسنا أن أعود لطبيب نفسي، وأنا أشعر بتحسن في النفسية، ولكن اختلال الأنية، والشد ما زال قليلا، وهل أقطع السيبراليكس فجأة حيث إني أخاف من أن يسبب لي انتكاسة؟

2 - عندي قلق، ووسواس، ومخاوف، واكتئاب، واختلال أنية، وأرق بعض الأحيان، وخوف من النوم لسبب لا أعلمه؟ ما هو الدواء المناسب له خصوصا اختلال الأنية فقد أتعبني حيث إني أصبحت ضعيف الذاكرة بسببه وأفتقد التركيز.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العتيبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأسأل الله تعالى لك نوما هنيئا وسعيدا.

أخي الكريم: كثير من الناس يضطرب نومهم في أواخر رمضان، والليلة التي تسبق العيد ليلة حافلة، لذا تجد بعض الناس يضطرب نومهم، المهم قد حدث لك شيء من هذا، وبما أنك لم تستمتع بالعيد أعتقد أنك دخلت في حالة قلقية، لا أقول اكتئابا حقيقيا، لكن حالة القلق هذه أثرت عليك وأدت إلى الأعراض التي ذكرتها.

ومن خلال استفسارك الثاني استنتجت أنك في الأصل لديك ميول نحو القلق، وكذلك المخاوف والوساوس، وهذه يعرف عنها أنها قد تؤدي إلى اكتئاب ثانوي.

يا أخي الكريم: حالتك -إن شاء الله تعالى- هي إحدى الحالات البسيطة المنتشرة، نوع من قلق المخاوف، قد يكون أدى إلى اكتئاب ثانوي بسيط، دعنا نسميه بعسر المزاج، وموضوع اختلال الأنية – أيها الفاضل الكريم – هو تشخيص واه، ليس له معايير دقيقة حقيقة، وأنا أحب أن أقول إنه إحدى إفرازات القلق، وأفضل علاج له هو التجاهل وممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية وتنظيم الوقت، هذا – يا أخي – وجدناه أفضل علاج.

أما من ناحية العلاجات الدوائية فالسبرالكس الذي وصفه لك الطبيب هو عقار رائع، ممتاز، فاعل، لكن قطعا تحتاج أن ترفع جرعته بعد ثلاث أسابيع إلى عشرين مليجراما، عشرة مليجرام ليست الجرعة التي تعالج الوسوسة، وجرعة العشرين مليجراما هي جرعة مفيدة -إن شاء الله تعالى-، وتستمر على هذه الجرعة – أي عشرين مليجراما – لمدة شهرين على الأقل، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما الـ (تلاكس telax) الذي وصفه لك الطبيب لمدة ثلاثة أسابيع فهو دواء غير معروف لدي، لكن أعتقد أنه ربما يكون أحد المنومات البسيطة، وفي هذه الحالة الاستمرار عليه لمدة ثلاثة أسابيع سوف يكون كافيا جدا.

فيا أخي الكريم: هذا هو الذي أنصحك به، وأؤكد لك أن السبرالكس دواء سليم، والكيفية السليمة التي تتناوله بها هي التي أوضحتها لك، وأرجو أن تأخذ ببقية الإرشاد الذي ذكرناه لك في الاستشارة، ولا تنزعج أبدا لضعف الذاكرة، هو ناتج من القلق والمخاوف، وحين تتحسن سوف تحس أن ذاكرتك الحمد لله تعالى ممتازة، خاصة ممارسة الرياضة إن حرصت عليها سوف تكون دافعا جيدا لتحسين ذاكرتك، كما أن النوم الليلي المبكر فيه فائدة عظيمة جدا للإنسان لتحسين التركيز؛ لأن ترميم خلايا الدماغ يتم من خلال النوم. وأوصيك قطعا بالغذاء المتوازن، وتلاوة القرآن بتدبر وبتمعن تحسن كثيرا من الذاكرة، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات