فتاة شابة يكثر عليها التلعثم وما يسمى بالتأتأة، ما العلاج؟

0 220

السؤال

السلام عليكم

شكرا لكم جزيلا على ما تقدمونه من خير، جعله الله فى ميزان حسناتكم.

فتاة بعمر24عاما, عندما كانت صغيرة, كانت والدتها تقسو في معاملتها وتربيتها, ولم تكن تقصد أن تؤذيها أبدا, حيث كانت تريدها فتاة مثالية، في قمة الأدب والأخلاق والنجاح، وهو ما حدث, لكن الأمر أثر في نفسيتها كثيرا، حيث أصبحت تعاني من التلعثم في الكلام أو ما يعرف بالتأتأة، وكبرت، والتلعثم لم يتحسن كثيرا, ويكثر عليها في المواقف الاجتماعية، أو عند توترها، أو شعورها بالخوف والقلق, حيث تشعر بألم في البطن، وانحباس الكلام، وحرارة في الوجه، وخفقان القلب.

عندما تتحدث مع أحد تثق فيه وتطمئن له يقل التلعثم بنسبة كبيرة، لدرجة الاختفاء, وهي على وشك التخرج من الجامعة, واقترب موعد مناقشة مشروع تخرجها، وهي قلقة وخائفة من هذه المناقشة, فهل هناك حل ليساعدها أو أدوية لتخفيف توترها، مثل "الاندرال"؟ علما أنها لا تستطيع الذهاب لطبيب نفس حاليا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على اهتمامك بأمر هذه الفتاة.

الذي يظهر لي أنه لديها شيء من قلق الأداء، ذي الطابع الاجتماعي، هذا نوع من الخوف الظرفي أو اللحظي أو الخوف الموقفي، يعني أنه مرتبط بموقف معين، وهذا يتولد عنه تلعثم في الكلام أو تأتأة، ويظهر أنه في الأصل لديها قابلية للتأتأة.

هذه الفتاة محتاجة أن تعالج الخوف الاجتماعي، وتلقائيا سوف تتحسن التأتأة، عليها أن تكثر من مواجهاتها، عليها أن تكون صاحبة حيوية وأنشطة داخل أسرتها.

بالنسبة لموضوع التأتأة: التدرب على التمارين الاسترخائية، ففيها فائدة كبيرة جدا لمن يلتزم بها، ويأتي بعد ذلك أن تتعلم كيف تتكلم ببطء، أن تنظر إلى محارمها في وجوههم حين تتكلم معهم، أن تتعلم تلاوة وترتيل القرآن الكريم، لأن تعلم مخارج الحروف ومداخلها على أسس صحيحة يؤدي إلى طلاقة اللسان، خاصة حين يكون الأمر يتعلق بتلاوة القرآن.

أريدها أيضا وهي في داخل منزلها أن تقوم بإلقاء بعض المواضيع الخطابية، وتقوم بتسجيلها ثم تستمع لما قامت بتسجيله، تكرر ذلك عدة مرات، هذا وجد أنه أيضا من التمارين المفيدة جدا.

هذه الأخت لو ذهبت لاختصاصي التخاطب سيكون أفضل، وقد وجد أن مجرد الذهاب إلى اختصاصي التخاطب يكسر تماما حاجز الخوف الاجتماعي والتوتر، هذا في حد ذاته يعتبر إضافة علاجية، فإن تمكنت من ذلك فهذا أمر جيد وطيب.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: نعم توجد عدة علاجات دوائية، لكن دائما أنا أفضل أن تكون الأدوية تحت الإشراف الطبي في مثل هذه الحالات، لأنه توجد أربعة أو خمسة أو ستة أدوية، الإندرال ليس هو أفضلها، ولكنه يساعد.

من أفضل الأدوية مضادات المخاوف عقار (زولفت)، والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين)، هو من الأدوية الممتازة جدا للخوف الاجتماعي، وحتى للتلعثم، تضاف إليه جرعة صغيرة جدا من العقار الذي يعرف ب(أولانزبين) وجد أنه بجرعة 2.5 مليجرام - بالرغم من أنه يستعمل لعلاج الذهان لكنه مفيد جدا في التأتأة - يضاف إليه الإندرال بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء.

مثالية الخلطة الدوائية لمثل هذه الفتاة هي أن تبدأ اللسترال / زولفت بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) ليلا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

أما بالنسبة للأولانزبين والذي يعرف باسم (زبركسا) فتتناول 2.5 مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.

أما بالنسبة للإندرال فالجرعة هي عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهرين آخرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

توجد خيارات أخرى كثيرة، فمثلا عقار (هلوبريادون) بجرعة صغيرة أيضا أثبت أنه مفيد، وهو من الأدوية القديمة، كذلك عقار (بيموزايد) وعقار (زيروكسات) هذه كلها ذات فائدة.

لذا أنا أفضل حقيقة أن تكون هذه الفتاة تحت إشراف طبي، هذا يساعدها ويدعمها ويدفعها ويضمن لنا أنها سوف تتناول الأدوية على الطرق الصحيحة وبما يناسبها.

نسأل الله لها العافية والشفاء، وأن يحل هذه العقدة من لسانها، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات