أعاني من وساوس الموت حتى كرهت الحياة، ما نصيحتكم؟

0 159

السؤال

السلام عليكم

أحييكم على هذا الموقع، والجهد المبارك، الذي تبذلونه، وأحسبكم تريدون به وجه الله والله حسيبكم.

أعاني منذ ثلاث سنوات من وساوس الموت، حتى كرهت الحياة، وأصبحت عندي بلا معنى، أصبحت لا أحب الخروج كثيرا، ولا الضحك ولا النجاح، بل أحيانا أقول لنفسي الموت أفضل!

قرأت كثيرا عن حالتي في موقعكم ومواقع أخرى علمية موثوقة، وجمعت معلومات كثيرة، لكني لم أستطع التغلب على هذه المشاعر، فبمجرد التفكير في السفر سواء عبر الطائرة أو السيارة تخنقني هذه المشاعر السلبية الكاذبة، وتحاصرني، ولا أخفي عليكم تحسنت كثيرا بعد معرفتي واطلاعي، واستخدمت علاج السبرالكس 10 ليلا، مرة واحدة في اليوم، نعم تحسنت لكن لم أشف من هذا المرض الكاذب، الذي أعاني منه.

ليست هذه الأفكار فحسب، وإنما أعراضها، مثل ارتفاع الضغط والخفقان المخيف والدوخة، وثقل الرأس، وأحيانا خفته، وهو ما أشعر به، وكثرة النوم أمر يتعبني ويرهقني.

حاولت مرارا التغلب على هذه المشاعر، وهذا أنا أنجح مرة وأفشل أخرى، ما رأيكم؟ أنا متزوج ولي أبناء وزوجتي تراني طبيعيا جدا عدا آلام الرأس، وكثرة النوم فقط.

ما نصيحتكم لي؟ فقد تعبت كثيرا، لكني أرجو ثواب الله من هذه الأعراض، وأصبر نفسي عليها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مفضي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وسواس الموت أو رهاب الموت من اضطرابات القلق، واضطرابات القلق منتشرة وشائعة الحدوث وسط الناس، وغير وسواس المرض أو رهاب الموت، هناك أعراض جسدية للقلق والتوتر، وهذا ما تعاني منه، مثل خفقان القلب الدوخة وثقل الرأس وخفته، هذه أعراض جسدية للقلق والتوتر النفسي، وكثرة النوم أحيانا يكون هذا نوع من الهروب، وأحيانا هناك قلة في النوم تختلف من شخص لآخر.

أخي الكريم، أنت تعاني من قلق وتوتر، والقلق طبعا شعور بعدم الراحة في كثير من الأحيان.

الإنسان يشعر بعدم الراحة، هناك يكون خوف وقلق وتوجس، وهذا الشعور يلازمه طول الوقت، وتأتي هذه الأعراض الجسدية الأخرى، وطبعا كل هذه الأشياء تحدث داخلك لا يراها الناس، وهذا ما يجعل زوجك ترى أنه لا شيء بك.

أنت الذي تعاني وأنت الذي تشعر، ولذلك نحن في كثير من الأحيان كأطباء نفس نحاول شرح هذه الأشياء للأهل في عيادتنا، نقول المهم ما يشعر به المريض وليس ما ترونه أنتم، في كثير من الأحيان بالذات مرضى القلق والوسواس القهري يعانون في الصمت وأحيانا يخجلون لأن الناس يتعاملون بالظاهر ويقولون لهم ما بكم شيء، ولكن هم الذين يشعرون بالمعاناة.

على أي حال -يا أخي الكريم- لا أنصحك بمقاومة هذه المشاعر القلقة أو محاولة طردها والتغلب عليها لأنها ليست بإرادتك، ولكن الشيء الذي يمكنك فعله أن تحاول الاسترخاء، ويقال إن الضدين لا يجتمعان، فإن استطعت أن تتعلم الاسترخاء، الاسترخاء الجسدي بواسطة تمارين الاسترخاء البسيطة مثل الرياضة والمشي، فإنه إذا حصل الاسترخاء فتدريجيا المشاعر لا تحضر، لأنه لا يمكن أن يجتمع الاسترخاء والتوتر في نفس الوقت.

إذا كان هناك طريقة الاتصال بمعالج ليعلمك كيفية الاسترخاء، وهنا طريقتان للاسترخاء، الاسترخاء بواسطة العضلات أو الاسترخاء بواسطة التنفس، فيكون أفضل من طرق الاسترخاء التقليدية، وبعدها يمكنك ممارسة هذه الأشياء، أي الاسترخاء هو الحل -يا أخي الكريم- لمعالجة هذه المشاعر القلقية المتواترة، التي لا تستطيع التغلب عليها بنفسك، بل تحتاج إلى تعلم الاسترخاء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات