أشكو من قسوة الناس معي ولا سيما أبي.. فما الحل؟

0 223

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح الخير للمستشارين الأعزاء، ولجميع العاملين في هذا الموقع المفيد جدا، أحب أولا أن أشكركم على جهودكم، فأنتم تستحقون الشكر على ما تبذلونه.

أنا بصراحة أعاني من مشكلة نفسية بحتة، والمشكلة الأكبر أني لا أعرف من أين أبدأ، أو كيف أشرح، تواجهني ضغوط تهد الجبال، فمشاكل أهلي قاسية جدا (خلاف بين الوالدين) وأنا الوسيط بينهم، وبفضل من الله حليتها بينهم، وأوصلتهم إلى نقطة ترضي الطرفين، رغم أنهم كانوا على وشك الطلاق.

الوالد -الله يطول بعمره- رجل لا يعرف إلا التحطيم، رغم أني الولد الوحيد، وأغلب مسؤوليات البيت على عاتقي، إلا أنه لا يشكر، ولا يعرف غير الشتم، ومتمرس في التحطيم، وأنا شخص أكره التحطيم، وأحب التحفيز، ورفع المعنويات.

طبيعة شخصيتي لا أحب أن أرى أحدا بموقف محرج، كانت هذه مشكلتي بالبداية، والآن تفاقم الوضع، وأحسست أن لا أحد يرى ما أفعله من خير، وأنا متأكد تماما أنه لم يصدر مني غلط على أي أحد، وكأن لا أحد يتمنى لي الخير، وأحسست هذا الشيء ورأيته بعيني في وقت أنا أحتاج عكس هذا كله لأعطي أفضل ما عندي،
فالمعنويات انخفضت، والثقة بالنفس قلت، ومحيطي الذي أعيش فيه بدأت أكرهه.

أتعامل مع الجميع كما يحبون، ولا أحد يتعامل معي كما أحب، إلا من رحم ربي، فسمه ما تشاء، فقر مدح، أو اكتئاب.

ضيقة الصدر تلازمني على مدار الأيام، ما كنت كذا، وكنت مثالا للجميع، وأنا أعي ما معنى مثالا للجميع، والآن ثابت مكاني، ولا أقدر أن أخطو خطوة إلا إذا رأيت نفسي كما في السابق، متشبع بالثقة والراحه النفسية.

أريد أن أفهم ما العلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم مع موقع الاستشارات إسلام ويب؛ ونسأل الله أن يتولاكم بحفظه؛ وبعد الاطلاع على ما ذكرت آنفا؛ فيمكن أن نشير عليك بالآتي:

- بداية نشكرك ونثمن جهدك المذكور الذي قمت به في الإصلاح بين الوالدين؛ وهذا من البر بهما؛ وأنك تحب صلاح أسرتك؛ ولديك قدرات كبيرة في الإقناع وعلاج المشكلات؛ وتحمل هم الآخرين أكثر من همك.

- وأمر آخر نشكرك عليك أيضا أن فيه صفة أنك قدوة للآخرين، وتحرص على أن تحسن معاملتهم، وهذا من علامات الإيمان؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه البخاري، ويدل كذلك على أن لديك نفسا كبيرة محبة للآخرين؛ وترجو لهم الخير، وهذه من علامة السعادة واستقامة الحال، وسيكون لك مستقبل مشرق بإذن الله تعالى.

- أما ما ذكرت من أن الآخرين لا يقدرون ما تقوم به، ولا تشعر منهم بالشكر لما تقوم به؛ فلعل ذلك راجع لضعف خبرتهم بالحياة، أو أنهم لا يدركون عظم ما تقوم به، أو أنهم لم يعتادوا على ذلك، والذي ننصح به ابدأ أنت بالثناء على موقف تراه حسنا منهم؛ حتى تعودهم على هذا الخلق العظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه" رواه أحمد وغيره، ويعد شكر الآخرين من شكر الله تعالى.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" رواه الترمذي، وأنا أقدر حجم المعاناة التي تعاينها؛ وتريد كلمة طيبة؛ ولذلك تحتاج مزيدا من الصبر، وأتمنى أن تعلم أن الذي يفعل الخير لا ينتظر من الناس جزاء ولا شكورا، حتى يظل العمل خالصا لوجه الله، وله فيه الثواب في الآخرة.

- أما شدة الوالد وما ذكرت عنه؛ فهذا أمر يحتاج منك إلى المزيد من الصبر، ولك أجر إن شاء الله، وكذلك يحتاج منك إلى الجلوس كثيرا معه والاستماع إلى ما يقول باهتمام عن حياته وشبابه، والتعرف على اهتمامته في الدنيا، فهذا له أثر الفاعل في تغير تعامله، وكلما دخلت قبل رأسه ويده؛ ولا تنس أن تدعو له وللوالدة في ظهر الغيب بأن يصلح الله حالهما.

- وآخر ما نشير به لا تجعل التفكير في هذه الأمور يفقدك ما لديك من نجاح، وما لديك من قدرات كامنة في نفسك، وعليك أن تثق بالله، وأن الحياة أمامك مليئة بالخير والسعادة.

وفقك الله إلى ما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات