معاناتي مع الأرق تسببت في خمول حياتي، فكيف الخلاص منها؟

0 258

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 29 سنة، تعرفت على شخص في الفيسبوك وتحدثت معه، وكان يبدو شخصا جيدا مما دفعني أن أتحدت إليه في الهاتف، فعرفت أنه يعرف أخوتي، وواصلت التحدث إليه، ولم يكن يعرفني، وبعد حوالي 4 شهور سألني عن شخص إن كان من أقاربي، فقلت: لا، وهو فعلا كان من أقاربي، وقررت بعد ذلك أن لا أكلمه مرة أخرى.

كانت حياتي كما في السابق عادية نشيطة محبة للحياة، وفي يوم 14/5 كانت هناك جنازة، وفي15/5 أصبت بالأرق، حيث شعرت وأنا نائمة كأن أحدا لمسني أو قال أنه سيخبر أهلي وأخوتي عن علاقتي بذلك الشخص، فقمت مرعوبة، أصبت بعدها بحالة خوف، ولم أعد قادرة على القيام بشيء.

حاولت الاتصال بذلك الشخص لأعرف إن كان عرفني، فتأكدت أنه لم يعرفني، فتحسنت حالتي لمدة أسبوع، وعدت للنوم، وعادت الوساوس مجددا، ولم أعد أستطيع التحكم فيها، حيث أصبحت لا أنام ليلا ولا نهارا، وكذلك في رمضان لم أكن أنام إلا بعد صلاة الصبح، مع زيادة في دقات القلب، والعادة الشهرية أصبحت بدون ألم.

أعطاني الطبيب قطرة ايزوبوتيل، في البداية خفت منها، وبعد ذلك استعملتها لثلاثة أيام 10 قطرات، فلم أنم، وصرت أشعر بدقات في رأسي، فتوقفت عنها، وكذلك خف وزني وفقدت الشهية.

الآن أحس بحرقة في جسمي، خاصة في خدي، وأشعر بخوف ووخز وتنميل، ذهبت لطبيب فأعطاني إبر 12 وقطرة ريتان، فصرت أنام ليلا فقط.

لا أريد تناول الأدوية العصبية إلا إن كان دواء يحسن النوم فقط، أعرف أن طبيب الأعصاب سيعطيني كثيرا من الأدوية والتي تسبب الإدمان.

هل أعاني من مس أم هي حالة نفسية من الخوف؟ علما أنني لم أعد خائفة من ذلك الشخص، كل ما أريده أن يتحسن نومي، وأن تختفي الحرقة والتنميل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ayda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

قطعا تواصلك مع الشخص الذي تحدثت عنه كان سببا مباشرا في أن تظهر لديك أعراض الخوف والقلق، والتي تتسم أيضا بوجود فكر وتأويلات وسواسية، أقصد فيما يتعلق بموضوع الشيطان، وشعورك بأن أحدا قد لمسك أو كأنك في حالة حلم: هذا نوع مما نسميه بالهلاوس الكاذبة، وهي تأتي للإنسان إذا كان قلقا أو متوترا أو متخوفا، وكما ذكرت لك: الصفة الوسواسية موجودة.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: الأمر بسيط، تشخيص حالتك نسميها بقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، وهي يعتبر ظرفيا، أي أنه مرتبط بظرف وسببية معينة، وهذا يجعل هذه الحالة من الحالات غير الخطيرة بل البسيطة جدا، وتزول -إن شاء الله تعالى- من خلال التواؤم والتكيف وتصحيح مفاهيمك حول الخوف.

فاطمئني - أيتها الفاضلة الكريمة - واحرصي على أذكار الصباح والمساء، وطوري من صحتك النومية من خلال ممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف تكون مفيدة جدا بالنسبة لك، كما أن تجنب النوم النهاري وتثبيت وقت النوم ليلا يساعد الساعة البيولوجية على الانتظام والتواؤم مما يجعل نومك -إن شاء الله تعالى- نوما طيبا وجميلا.

يجب أن تتجنبي مثيرات اليقظة، كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة، كل محتويات الكافيين بعد الساعة السادسة مساء أرجو أن تتجنبيها.

وحياتك بصفة عامة يجب أن يكون فيها إيجابيات، يجب أن تكوني دائما في جانب التفاؤل، وأن تحسني تنظيم وقتك، ولا تكرري - أيتها الفاضلة الكريمة - هذه الاتصالات من خلال النت أو الفيسبوك، هذه ليست مجدية، أملك وهدفك يجب أن يكون الزوج الصالح، واسألي الله تعالى أن يهيأ لك ذلك.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: أنا حقيقة لا أراك أصلا محتاجة لدواء إدماني أو غير إدماني، وإن كانت هنالك حاجة فإن شاء الله تعالى أحد الأدوية البسيطة جدا، التي تساعد على النوم وغير إدمانية، مضادات الاكتئاب هي الأفضل لتحسين النوم، بالرغم من أنك غير مكتئبة، الدواء الذي أراه جيدا هو عقار (أنفرانيل) والذي يعرف علميا باسم (كلوإمبرامين)، هو أصلا مضاد للاكتئاب، لكنه يحسن النوم، ويعالج المخاوف الوسواسية بدرجة كبيرة، أنت تحتاجين لجرعة صغيرة جدا، وهي خمسة وعشرين مليجراما، تناوليها ليلا ساعتين قبل النوم، استمري عليها لمدة أسبوع، ثم اجعليها خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أسابيع، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء ليس إدمانيا كما ذكرت لك، ليس له أي آثار سلبية على الهرمونات النسائية، في بعض الأحيان قد يفتح الشهية نحو الطعام قليلا، وله بعض الآثار الجانبية الأخرى قد تحسين بها أو لا تحسين بها، ومن هذه الآثار هو الشعور بالجفاف في الفم في المرة الأولى من تناول الدواء، أو ثقل بسيط في العين في الصباح، هذا من الأعراض الشائعة جدا، وهي بسيطة، لكن من هم في عمرك قد لا يشعرون بها، اطمئني.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات