أحس بتعب عند المشي أو حمل شيء، هل هذا طبيعي؟

0 160

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الجميل، وجزاكم الله خيرا.

أعاني من أربع مشكلات، وهي؟
1- أتتني ضغوط، وتحولت إلى قلق نفسي، ومن ثم إلى الآلام في القلب لمدة سنتين، وعملت جميع الفحوصات القلبية إلا القسطرة، وكلها سليمة -والحمد لله- وأخذت دواء السبرالكس 20 بشكل تدريجي، وإلى الآن لمدة سنتين أستخدم الدواء، وأريد أن أتركه، ما رأيكم واستشارتكم؟

2- عندي مشكلة وهي ألم في الصدر منتصف الصدر والصدر اليسار دائما ليس لها أي حل، مع جميع المسكنات والأدوية وعملت أشعة ولا شيء ظهر.

3- الضغط عندي 102 / 55 بعض الأحيان، هل هذه مشكلة؟ لأن ضغطي السفلي منخفض دائما رغم أن جميع تحاليل الدم سليمة، من فقر دم، وكبد، وكلى، وغدد، -ولله الحمد-.

4- أنا أمارس الرياضة والسباحة، ودائما أعاني من تعب في جسمي بدون آلام، وأحس بتعب عند المشي، أو حمل شيء، هل هذا طبيعي؟ ولقد بدأت منذ أسبوع، ولكن كنت أمشي لمدة ساعة في اليوم لشهور، وأمارس رياضة التنس الأرضي.

أتمنى ردكم، ومشورتكم الكريمة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سوف أساهم ببعض الملاحظات النفسية حول ما ورد في رسالتك.

أولا - أيها الفاضل الكريم -: من المعلوم تماما أن كثيرا من حالات القلق والتوترات النفسية حتى وإن كانت توترات غير واضحة - أو ما نسميه بالقلق النفسي المقنع - قد ينعكس هذا القلق والتوتر على بعض عضلات الجسم، مما يؤدي إلى انقباضها وانشدادها، وهذا قد يظهر في شكل آلام أو ثقل في منطقة ما بالجسم، وأكثر المناطق تأثرا بظاهرة التوتر العضلي ذو المنشأ النفسي هو القفص الصدري، لماذا القفص الصدري؟ لأن القفص الصدري بداخله القلب، والقلب هو مركز الحياة، والناس تخاف من أمراض القلب، وكثرت الذبحات القلبية وموت الفجاءة - وخلافه - جعلت الناس يكونوا في حالة من القلق والخوف المرضي.

إذا العامل النفسي موجود، وأنت الآن أكد لك الأطباء أن قلبك سليم، قطعا لا تحتاج حتى لإجراء قسطرة أو شيء من هذا القبيل، فيجب ألا تسرف في هذه الفحوصات، ويجب أن تتوقف عن كثرة التردد على الأطباء.

أعتقد أن كل الذي تحتاجه هو أن تمارس بعض التمارين الاسترخائية، وإسلام ويب أعدت استشارة تحت رقم (2136015) فيها الكثير من الإرشاد السلوكي والنفسي المبسط حول كيفية ممارسة هذه التمارين، سوف تجد فيها نفعا كثيرا جدا.

الأمر الآخر هو: يجب أن تكون معبرا عن ذاتك، وتحرص ألا تحتقن نفسيا، لأن النفس تحتقن كما تحتقن الأنف، وحين تحتقن النفس يحدث أثر سلبي على كثير من أعضاء الجسم مما يؤدي إلى ما نسميه بالأعراض النفسوجسدية.

إذا محابس النفس يجب أن تفتح، والتفريغ النفسي من خلال التعبير عن الذات، من خلال التواصل الاجتماعي، والإنسان الذي ليس له نسيج اجتماعي فعال لا أعتقد أبدا أنه سوف يصل إلى صحة نفسية متكاملة، فاحرص على التفريغ النفسي والتعبير عن النفس.

الأمر الآخر أخي الكريم: الدعاء بتأمل وتدبر، والحرص على أذكار الصباح والمساء، والصلاة في وقتها، هذه محفزات إيجابية جدا للنفس وللجسد، فكن حريصا على ذلك، وكن حريصا على هذه الأيام المباركة - أيام العشر من ذي الحجة - أفضل أيام السنة، (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).

أنت تمارس الرياضة، وهذا أمر طيب وجميل، وسوف يكون عائدها عليك إيجابيا.

بالنسبة لموضوع انخفاض ضغط الدم: أقول لك أن هذا الأمر شائع جدا، الناس تختلف، وهناك تباين في مستوى ضغط الدم، وعموما هذا الانخفاض الفسيولوجي الطبيعي ليس فيه مخاطر فيما أعلم، وكل الذي تحتاجه ربما أن تتناول أطعمة تكون نسبة ملح الطعام فيها مركزة نسبيا، لكن لا تنزعج حول هذا الأمر.

بالنسبة لعقار سبرالكس: نعم أرى أنه لا داع حقيقة له بهذه الجرعة، وربما تجد صعوبة في التوقف عنه، لكن الأمر ليس بالصعب، خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميا، واستمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر آخر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

وأنا أعتقد أنه لا بأس أن تتناول أحد الأدوية التي يعرف عنها أنها مزيلة للقلق والأعراض النفسوجسدية، هذا الدواء يعرف باسم (سلبرايد)، واسمه التجاري (دوجماتيل)، ويوجد منتج تجاري سعودي لهذا الدواء ممتاز اسمه (جنبريد) الجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

+++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان،
وتليها إجابة د. محمد مازن استشاري باطنية وكلى.
+++++++++++++++++++

حسب ما ورد في الاستشارة -أخي العزيز- فإن الدراسة الطبية للقلب والتحاليل كانت سليمة -والحمد لله- مما يدل على أن جسمك سليم -والحمد لله- ولا تعاني من أي مرض عضوي، وأن الأعراض التي تعاني منها هي أعراض نفسية بالدرجة الأولى نتيجة القلق والتفكير الدائم بالمرض، خاصة أن الأعراض المذكورة في الاستشارة تعتبر أعراضا لا نوعية ولا تدل على مرض محدد.

لذا أنصحك باتباع التعليمات الواردة في استشارة د عبد العليم -جزاه الله خيرا-، ومحاولة تجاهل المرض والانشغال بنشاطات ثقافية، أو رياضية، أو دينية، أو اجتماعية، وستجد تحسنا تدريجيا ملحوظا بإذن الله.

ونرجو لك من الله تمام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات